قصة خبرية

«الملك الذهبي» وكنوزه التي لا تنفد

ت + ت - الحجم الطبيعي

الكنوز ليست دائماً تحت الأرض، فهناك كنوز تمشي على التراب، تلك العقول والطاقات التي تخفيها أغوار النفس البشرية وما تخفيه من كنوز خلاقة والقوة التي حباها الله عز وجل بها، وهو ما تحاول قصة «منسا موسى» التي يستعرضها الجناح المالي الكائن في منطقة الفرص في المعرض الدولي أن توصله للعالم من الإمارات، أرض الحوار ومنارة التسامح والانفتاح على الآخر.

«منسا موسى» هو ملك مسلم عاش في القرن الرابع عشر الميلادي في دولة مالي، البلد الأفريقي البسيط، والذي يقع على حدود بلدين عربيين هما الجزائر جنوباً وموريتانيا شرقاً، وتعني كلمة «منسا» بلغة سكان مالي «ملك»، وقدرت ثروة موسى بنحو 400 مليار دولار بمقاييس اليوم، فيما أشار خبراء اقتصاديون إلى أنه من المستحيل تحديد ثروته في رقم، في إشارة إلى ثرائه الكبير.

فئة قليلة من الرجال برزوا في التاريخ ومنهم «الملك موسى» الذي يعد أغنى رجل في التاريخ، والذي يعتبر الإمبراطور العاشر لإمبراطورية مالي القديمة، شهرته سبقته على طول الطريق في رحلته إلى الشرق الأوسط وأوروبا، والتي نشأت من رحلته السنوية إلى مكة قاصداً الحج بصحبة 8 آلاف من رجاله و12 ألفاً من العبيد الذين كانوا يرتدون ثياباً من الحرير، بالإضافة إلى 100 جمل تحمل 300 رطل من الذهب، والتي كان يوزعها في طريقه إلى الحج على الفقراء في مختلف الدول التي كانت تمر قافلته الضخمة بها عبر الصحراء.

لم يكن الذهب الكنز الوحيد الذي يوزعه الملك موسى على البلدان التي يمر بها في رحلته إلى الحج التي كانت تستغرق شهوراً، بل أنه كان يوزع كنوزاً أخرى تتمثل في ثقافة وقيم المحبة والتسامح والسلام والإنسانية والتعايش مع الآخر، دون النظر إلى عرقهم أو دياناتهم، وكلها كنوز لا تنفد ذخائرها.

Email