المدن الذكية تجارب مبهرة لمستقبل

بإمكان زائر «إكسبو 2020 دبي» أن يرسم في ذهنه بوضوح المميزات العملية، التي سيختبرها قاطنو المدن الذكية في المستقبل، حيث ستكون المدن الذكية المستقبلية أحد أهم المواضيع، التي سيركّز عليها المعرض و«المرآة»، الذي يمكن للزائر من خلالها رؤية التقدم الهائل في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، والجيل الخامس للاتصالات والحوسبة السحابية والبيانات الكبيرة وإنترنت الأشياء، والإمكانات الهائلة لتلك التقنيات في تحقيق نوع من التوافق والمقاربة بين الحقيقة الفعلية، التي نعيشها وتوقعاتنا كمستخدمين، وستلعب تلك التقنيات دور «الكرة البلورية» لتلقي نظرة على المستقبل، وتكون عاملاً مهماً، للمساعدة في تحفيز الابتكار وتبادل الأفكار بين الدول والمؤسسات في الكثير من القطاعات، وبشكل خاص قطاعات التكنولوجيا والصناعة واللوجستيات والطاقة والنقل.

وبلا شك، فإن «إكسبو 2020 دبي» يقدم لزائريه أفضل مثال ونموذجاً عالمياً لبيئة مدن المستقبل التي تتصل مكوناتها عبر الشبكة العالمية والمقامة لتحقيق غايات محددة.

على سبيل المثال، إذا شبهنا «إكسبو» بجسم الإنسان، فإن نظام تشغيل «مايندسفير» من شركة «سيمنس»، شريك البنية التحتية الرقمية للمعرض، هو بمثابة الجهاز العصبي المركزي للمعرض، حيث يقوم نظام التشغيل المفتوح هذا بربط أكثر من 130 مبنى تمتد على مساحة دستركت 2020 ويعتمد على تطبيقات الحوسبة السحابية وأجهزة إنترنت الأشياء، التي ستقوم بجمع البيانات من أجهزة الاستشعار الموجودة في موقع المعرض، ثم نقلها إلى نظام تشغيل مايندسفير، المصمم ليكون قابلاً للتكوين، وقابلاً للتطوير وإعادة الاستخدام، وللعمل مع كل من أجهزة سيمنس والأجهزة التابعة لجهات خارجية.

ويمكن لمديري الموقع وأصحاب المصلحة المتعددين تحليل هذه البيانات، والاطلاع على عروض بيانية لها، باستخدام تطبيق خاص قامت سيمنس بتصميمه خصيصاً للموقع. وسيساعد جمع هذه البيانات وتحليلها، على اكتشاف الحوادث، وفهم استهلاك المياه والطاقة، ومراقبة الظروف الجوية، ومراقبة مستويات العافية والراحة، وفي النهاية، ضمان راحة وسلامة العمال والزوار.

تآزر التكنولوجيا

وقال فرانكو أتاسي، الرئيس التنفيذي لشركة سيمنس للبنية التحتية الذكية في الشرق الأوسط: «يعتمد ذكاء هذا المعرض على نظام مايندسفير من سيمنس، الذي يمكن المنصات المنفصلة، التي تدير الطاقة والمباني الذكية والبوابات والتجهيزات الأمنية وتعتمد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على العمل مع بعضها بصورة متآزرة وبكل كفاءة، بما يتيح لمشغلي المباني القدرة على التحكم في الوظائف المختلفة مثل التبريد وجودة الهواء، ودخول المباني والإنذار من الحريق بصورة لحظية اعتماداً على تطبيق إلكتروني واحد».

وتابع: تقوم هذه التكنولوجيا بتجميع المعلومات من 210,000 نقطة بيانات و5,500 بوابة وأكثر من 15,000 كاميرا، من أجل تحسين العمليات التشغيلية للوظائف المختلفة، خلال إقامة المعرض، وتقليل الانبعاثات الكربونية وتقديم تجربة غير مسبوقة من الراحة والتأمين لملايين الزوار بكل سلاسة. وتعمل هذه التكنولوجيا على ترشيد استهلاك الطاقة، بالإضافة لذلك، تعمل هذه التكنولوجيا على تحسين تخزين الطاقة في البطاريات وشحن المركبات الكهربائية.

التنبؤ بالطقس

على سبيل المثال، عند الاتصال بمحطات الرصد الجوي، يستطيع «مايندسفير» التنبؤ باحتمالية حدوث عاصفة رملية وتوفير نصائح للبنية التحتية لعمل التحضيرات اللازمة استناداً إلى البيانات السابقة والحالية للطقس ونوعية الهواء، كما يستطيع التطبيق إدماج بيانات من أي جهاز استشعار، ما يعني عدم اعتماده على أجهزة استشعار ومنافذ معينة. وفي هذا الإطار يجمع مختصون في قطاع التكنولوجيا على أن العالم سيكون على موعد في «إكسبو» للتعرف على إمكانات غير محدودة للمدن الذكية، تقودها التكنولوجيا والتحول الرقمي.

ويرى محمد أمين، النائب الأول للرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وروسيا وأفريقيا وتركيا في «دِل تكنولوجيز» أن «إكسبو» يلعب دوراً رئيسياً في تحفيز الابتكار والحلول الإبداعية، لضمان قدرة الاقتصاد على التعامل بمرونة مع أية تحديات، بالإضافة إلى المساعدة في تمهيد الطريق أمام دولة الإمارات لبناء اقتصاد رقمي في المستقبل.

ويضيف: «وبينما ندخل في عصر البيانات، ستضع هذه الركائز المهمة حجر الأساس لبناء القدرات، التي تدعم التقدم الاجتماعي والاقتصادي في البلاد».

فرص جديدة

ويشدد عمرو رفعت، الرئيس التنفيذي لشركة الخليج للحاسبات الآلية على أن دولة الإمارات فتحت أبوابها أمام العالم أجمع، وتعمل كذلك على فتح العقول على إمكانات وفرص جديدة، فلطالما شكلّت التكنولوجيا عنصراً أساسياً في رؤية دولة الإمارات وأهدافها الطموحة على الساحة الدولية، وسوف تواصل لعب دور رئيسي في ربط الأمم وبناء مستقبل مستدام.