«إيقاعات» توحد لغات العالم

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

توحد الموسيقى القلوب والألسن، تجمعها على خط واحد، فالجميع يفهم تفاصيل هذه اللغة التي وجدت لها مكاناً في أروقة معرض إكسبو 2020 دبي.

حيث الفرح يسكن القلوب الذي تشعر به كلما اقتربت من منطقة مسرح اليوبيل التي يلتقي فيها العالم على اختلاف إيقاعاته تحت ظلال أنواره لتقول الموسيقى كلماتها.

في تلك المساحة الخضراء التي التقت فيها صربيا مع جنوب أفريقيا، وحضرت فيها ماليزيا برفقة كندا، وأطلت لبنان بكل أناقتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، وحلت الكويت بجمالها في ذات المكان، لتعبر عن نفسها في إيقاعات العالم من إكسبو.

ألق

أصوات عربية وأخرى غربية اللسان، وإيقاعات لها من العمر عشرات السنوات ولا تزال حيه، حيث ملامحها تتجمل بالشباب رغم طول عمرها، كلها جاءت إلى دبي لتثري مشهدها الثقافي، وتزيده ألقاً وانفتاحاً على الآخر، على ذات الخشبة غنت فرقة «لي جرند هولور» الكندية، على إيقاع امتاز بهويته الخاصة، إيقاع جمع بين أوتار الكمان والغيتار،.

فيما الأقدام تدق الخشبة بإيقاع اسكتلندي تراثي بدا وكأنه ولد من جديد على أرض دبي، إيقاع كان كفيلاً بأن يحفز شغف الناس ويقربهم أكثر من الموسيقى، ليتجلى قول أرسطو بأن «الموسيقى وحي يعلو على كل الحِكم والفلسفات»، ستشعر بتلك الحكمة كلما ارتفعت فرقة لي جرند هولور بدرجات السلم الموسيقي لتقدم لنا نظرة خاصة على ذاك المشهد المتجذر في كندا، الذي جمع بين تفاصيل الموسيقى الاسكتلندية تارة وبين الجاز تارة أخرى.

«الموسيقى ترافق أرواحنا وتجتاز معنا مراحل الحياة»، حكمة أخرى كتبها الراحل جبران خليل جبران بين سطور صفحاته، تشعر بها وأنت تتابع أداء فرقة «أدونيس» تلك التي ولدت في 2011 على أرض لبنانية على يد 4 شبان، صرخوا ذات يوم على «أسطح أدونيس»، وتركوا العنان لألسنتهم لأن تحكي بعضاً من قضايا المجتمع. «أدونيس» جاءت إلى دبي لتشيع الفرح بين الناس.

وتقدم نموذجاً جديداً من الموسيقى العربية المستقلة، حضرت الفرقة وفي جعبتها أغنيات كثيرة، وحكايات جمعت في ألبومات عديدة لعل آخرها كان بعنوان «12 ساعة».

لم تكن «أدونيس» وحيدة على خشبة المسرح، فقد حضرت المغنية زاندا زاكوزا، تلك السمراء المليئة بالحيوية وبالطاقة، لم ترضَ زاندا ومعها ماستر كي جي، أن يسود السكون المكان، فقد آثروا عبر إيقاعاتهم السريعة، المستخلصة من وقع الموسيقى الإلكترونية، أن يحركوا الأجساد. زاندا التي وجهت تحية خاصة لدبي، دعت الجميع للاقتراب من حدود الخشبة، وأن يشاركوها الاستعراض والرقص.

تنوع

ماليزيا أطلت على الخشبة، بعرض راقص يمثل جانباً من هويتها الثقافية، يروي حكاية شعب أحب الحياة، ورفع علماً اقترنت فيه الشمس والقمر معاً، العرض الماليزي بدا ساحراً وغريباً يعبر عن تنوع الثقافات التي تشكل في مجملها الهوية الماليزية. ما أن تتابع العرض الماليزي حتى تشعر برائحة التاريخ وقد خرجت من بين ثناياه، لتلون المشهد الموسيقي بإيقاع آسيوي النكهة.

رغم اقتراب الوقت من منتصف الليل، لم يصب الملل الجمهور، فقد كانت تأثيرات الموسيقى قد تغلغلت في عروقه، ووصلت إلى حدودها القصوى، ليبدو أن الفنان الكويتي بدر الشعيبي كان نجم ليلة إيقاعات العالم الأولى، ليرفع بحضوره شعار «كامل العدد»، لينثر فوق رؤوس الناس كل ما يحمله في جعبته من فرح وإيقاعات سريعة امتازت بروحها الشبابية.

Email