«البيان» تفتح النقاش مع مفوضي ومديري أجنحة «إكسبو 2020 دبي» حول التعايش السلمي

الإمارات أرض حوار ومنارة تسامح

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يبعث «إكسبو 2020 دبي»، من خلال مشاركة قوية، تجاوزت 190 بلداً، برسالة قوية إلى العالم، للتقارب بين الثقافات والحضارات، والبحث عن قواسم مشتركة، تجمع البشرية على ضروريات ينبغي المحافظة عليها، وأولها التسامح والتعايش، بهدف إظهار أن التنوع هو إثراء للبشرية، ومصدر للإبداع والابتكار.

ويؤكد مفوضو ومديرو عدد من أجنحة الدول في «إكسبو 2020 دبي»، التقت بهم «البيان»، أن العالم شهد خلال العقود الأخيرة صراعات استنفذت طاقات الدول، وأعاقت تنميتها، حيث أدرك المجتمع الدولي، بعد هذه التجارب المريرة، التي لا يزال العالم يشهدها اليوم، أنه في أشد الحاجة لتحقيق الشروط الملائمة لانتصار ثقافة الحوار بين الحضارات، وتكريس التسامح لتحقيق الازدهار، مشددين على أن حوار الحضارات والتبادل الثقافي، لا بد أن يتخذ أشكالاً متعددة، بما في ذلك الحوار بين دول الشمال والجنوب والغرب والشرق، موضحين أن الإثراء المتبادل لأي حوار في هذا الإطار، لا بد أن يؤسس على المساواة والموضوعية والشفافية، وأن يتخذ بشأنه الإجراءات المناسبة الكفيلة بمواجهة حوادث العنف والتمييز كافة، القائمة على أساس الدين أو العرق أو الجنس، مؤكدين أن الحوار والتعاون بين الأديان والثقافات، هو جزء لا يتجزأ من منظومة متكاملة، تهدف إلى تعزيز روح التسامح وثقافة السلام والوئام والاحترام المتبادل بين الحضارات، لذلك من الضروري أن يربط إكسبو المضامين النظرية للحوار بآليات تنفيذية، ووسائل عملية، تحقق الأهداف الإنسانية الشاملة للحوار بين الثقافات.

منارة للتسامح

أكد إريك لانكييه، المفوض العام للجناح الفرنسي في «إكسبو 2020 دبي»، في تصريح خص به «البيان»، أن الإمارات مكان مميز، لتنطلق منه رسائل التسامح وحوار الحضارات، نظراً لوجود أكثر من 200 جنسية تعيش على أرضها، تعمل جميعها، وتقيم تحت مظلة من القوانين والأعراف والتقاليد، التي تسمح بالتعايش السلمي والتسامح والانفتاح على الآخر، مشيراً إلى أن الإمارات لديها إرادة تمكنها من قيادة السلام العالمي، وإكسبو دبي سيكون منارة للتسامح في العالم، وتقريب وجهات النظر، مشيراً إلى أن الحوار من أخصب الطرق الفكرية، التي تعزز التواصل والتسامح والتعارف، بين دول العالم، والعمل على التقارب بين مختلف الأمم، وتعزيز أواصر الصداقة والتعاون.

وأوضح أن «مفهومنا لتحالف الحضارات، ينطلق من الدعوة إلى الحوار والتعايش بين الحضارات، والاستفادة من تجاربها، بما ينعكس إيجاباً على الآخر، وإبرازاً للجوانب المشتركة بين هذه الثقافات، وتعزيزاً لمضامينها». وأشار إلى أن نجاح دبي في تحدي إقامة إكسبو رغم الجائحة الصحية وتداعياتها، وكسب ثقة العالم من خلال الإجراءات التنظيمية الوقائية والصحية، سيجعلها تنجح أيضاً في تحدي ترسيخ التسامح في العالم.

جسور الثقة والشراكة

من جهتها، قالت أجارين باتاناباتشاي، المفوض العام لجناح تايلاند في «إكسبو دبي»، السكرتيرة الدائمة لوزارة الاقتصاد الرقمي والمجتمع، في تصريح خصت به «البيان»، أن الإمارات درجت على بناء جسور الثقة والشراكة مع دول العالم، من خلال انتهاجها ثقافة الحوار، ونشر التسامح والانفتاح والتعاون البناء مع جميع الدول، والمجموعات الإقليمية والأطراف الدولية، مشيرة إلى أن «إكسبو دبي»، سيكون واحة للتسامح العالمي، والحوار البناء بين الثقافات، ولفتت إلى أهمية تعزيز قيم السلام والتعاون بين الشعوب، وحل الإشكاليات عن طريق الحوار.

وأوضحت أن تايلاند تسعى بمشاركتها في «إكسبو 2020 دبي» عبر أكبر جناح لها في التاريخ منذ 150 عاماً، لإقامة روابط جديدة، واتخاذ خطوات مهمة نحو تأمين مستقبل أكثر استدامة، مشيرة إلى أن جناح تايلاند في «إكسبو»، صمم من عناصر الضيافة التايلاندية، وذلك باستخدام زهرة «دوك راك» (زهرة الحظ)، التي ترمز إلى حفاوة الضيافة.

وأوضحت أنه تم تصميم جناح تايلاند، ليكون مكاناً حيويّاً للزوّار من مختلف الجنسيات، لتبادل الأفكار، والتعاون في مشاريع جديدة، ومناقشة قدرة الابتكار والتكنولوجيا الرقميّة على تحسين مستويات عيش المجتمعات ككل. وأن جناحنا سيكون تجربة ثريّة، ولا تُنسى لكل الزوّار، وسيسهم في نشر قيم التسامح.

الحياة من جديد

في الأثناء، وجّه المفوض العام للجناح السويسري في «إكسبو»، مانويل سالخلي، في تصريح لـ«البيان»، شكراً كبيراً للإمارات، على التنظيم الرائع والمذهل للمعرض الدولي، حيث منحت الحياة من جديد للعالم، ونقلت الدول من العالم الافتراضي إلى عالم الواقع، بتخطي جائحة «كورونا»، والتقاء 192 بلداً تحت سقف واحد، وهو ما اعتبره إنجازاً كبيراً، يسهم في تعافي العالم من آثار الجائحة، مثنياً على جهود الإمارات لتوحيد العالم، بعد هذا الوقت المتقلب، وقال إن «إكسبو» يعد فرصة كبيرة للعالم، لتكريس حوار الحضارات، حيث يشهد تعدد الأنماط الحضارية بين الأمم والشعوب، يعطي قدراً من الزخم المعرفي، الذي بموجبه تتحقق الحاجة إلى التعرف إلى مختلف هذه الأنماط والتواصل معها، لنشر ثقافة التسامح ونبذ ظواهر العنف.

وقال إن التسامح هو عنوان المجتمعات المتقدمة فكرياً وإنسانياً، وأداة من أدوات التمكين الحضاري، وضمان لاستقرار وازدهار الأمم، حيث تحرص الإمارات على تشجيع الحوار بين الثقافات والحضارات، في إطار الاحترام المتبادل، والاحتكام إلى القيم والمبادئ الأخلاقية، التي تحظى بالتقدير الإنساني العام، فيما قال إن زوار إكسبو، سيستمتعون بالمناظر الطبيعية السويسرية الخلابة، والفرص التي توفرها البيئة المحفوظة بعناية.

حاجة إنسانية

وقال رافاييل ناسيمنتو مدير جناح البرازيل في «إكسبو 2020 دبي»، إن هذا الحدث، يبعث برسالة قوية إلى العالم، بأن الحوار بين الحضارات حاجة إنسانية، تقتضيها الطبيعة البشرية، القائمة على التحاور، وتستلزمها المتغيّرات والتحوّلات الدولية المتسارعة، التي يشهدها العالم، بما يعزز فرص التواصل المستمر، بمبادرات ملموسة، تنتقل بالحوار من مرحلة التنظير إلى التطبيق، بتفعيل الأنشطة في مختلف أوجه الحياة بين الشعوب والحكومات، مشيراً إلى أن هدف مشاركة البرازيل الأساسي في «إكسبو دبي»، هو تقوية الروابط، وتعميق العلاقات السياسية والاقتصادية مع جميع بلدان العالم، بما يوفر فرص نمو هائلة للبرازيل، ولإظهار البرازيل كدولة منفتحة وعصرية، مليئة بالفرص.

Email