رحلة لقاء الفن والتاريخ تنطلق من جناح طيران الإمارات

من مايكل أنجلو إلى عشاء تايلاندي في ساروق الحديد

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

احتاج الرحالة ابن بطوطة في جولاته، إلى سنوات عدة ليقطع حدود الشرق والغرب، ولكن في «إكسبو 2020 دبي»، فلن تحتاج إلا لبضع «خطوات» فقط لتسافر حول الدنيا، ستحتاج فقط إلى «يوم واحد»، تتنقل خلال ساعاته بين العديد من الدول، واكتشاف ثقافاتها، حيث الرحلة فيه تبدأ من جناح طيران الإمارات، لتمضي بعدها نحو اليابان وروسيا وتايلاند، وغيرها من الدول، لا يكلفك فيها شيء سوى الاستعداد النفسي، والتسلح بشغف الاكتشاف.

يقال إن «في الموسيقى لكل حركة معنى»، بينما في السفر حكايات متعددة، لكل واحدة نكهتها وسطورها وتعابيرها، يسردها الراوي عليك بطريقته الخاصة، يتخلى فيها عن «قوانين كتابة القصص»، إن تسمعها، حتى تشعر لوهلة أنها «ضرب من الخيال»، بينما هي في الواقع حقيقة، تكتشفها خلال تجوالك بين أروقة معرض «إكسبو 2020 دبي»، والتي تدعوك للاستمتاع بالعديد من التجارب الثقافية الغنية، التي تطل بها الأجنحة الدولية. ما الذي كان سيكتبه ابن بطوطة، لو عاد إلى الحياة، عن دبي ومعرض «إكسبو 2020 دبي»؟ سؤال قد يثار بداخلك.

01 جناح طيران الإمارات

بمجرد أن تلج جناح طيران الإمارات في المعرض الدولي، حيث تستكشف فيه مستقبل النقل الجوي. بلا شك أن مجرد فكرة الطائرة، ستثير استغراب ابن بطوطة، وقد يخصص لها فصلاً كاملاً في كتابه «تحفة النظار»، سيعرج فيه على طيران الإمارات، سيصف لمن يطالع كتابه، كيف نجحت الناقلة في وصل العالم بعضه بعضاً.

استغراب الرحالة ابن بطوطة، قد لا يتجاوز ما ستشعر به أنت، عندما تبدأ بمعاينة مستقبل النقل الجوي التجاري في عام 2071، حيث يتم الاحتفال بـ «مئوية التأسيس» لدولة الإمارات، ففي ذات الجناح، ستتمكن من الاطلاع على التقنيات والابتكارات المستقبلية في مجال النقل التجاري.

خلال وجودك في جناح طيران الإمارات، سيتناهى إلى مسامعك «النداء الأخير»، الذي تطلقه إحدى مضيفات الناقلة، استعداداً للانطلاق منه نحو ثماني محطات، لكل واحدة منها حكاية خاصة، ورائحة مميزة.

02 جناح روسيا

تبدأ الرحلة من جناح روسيا، ذلك الذي لن تخطئه عينك، فتصميمه دائري، يتوهج بألوان فاتحه. دقائق قليلة، سيعلن قائد الطائرة، الاستعداد للهبوط على بوابة الجناح، الذي ما إن تلج بوابته، حتى تبدأ باكتشاف ما تنفرد به روسيا من إبداع وابتكارات، وبين جدرانه ستتعرف إلى قدرات الغد، وما يرافقها من فكر خلاق، فيما لن تغادر الجناح، من دون اكتشاف جملة من الأطباق الروسية الحديثة.

03 اليابان

على ذات المسار، تقع اليابان، تلك الدولة التي تمنحك تجارب عدة، قادرة على إبهار حواسك الخمس، من يزور اليابان، يصفها بأنها «كوكب آخر»، حيث الجميع فيها يتحرك بديناميكية خالصة، وبمواعيد دقيقة، كما يوصف بأنه نموذج للمثابرة، لذا، فهي تعتبر من الاقتصادات المتطورة في العالم، تتمتع بأجواء ريفية خاصة، وشواطئ ساحلية ساحرة، وعندما يزهر شجرها، يتحول إلى اللون الزهري، فيما تزخر بالكنوز الثقافية، من بين ثناياها خرج فن الأوريغامي، الذي يتيح لك تطويع الورق، لابتكار أصناف مختلفة من الحيوانات، وفن تغليف الهدايا، أو ما يعرف باسم الأوريغاتا، أما مطبخها، فقد اشتهر بطبق السوشي، الذي تعد صناعته بحد ذاتها فناً خاصاً، لكن في «إكسبو 2020 دبي»، ستكون محطة اليابان مختلفة، حيث تتنقل فيها نحو المستقبل، وبلا شك أنها ستبهرك بأضوائها البراقة، وعروضها الديناميكية، لتقدم لك تجربة غامرة.

04 ابتسامة تايلاندية

«أسعدُ لحظةٍ في حياة الإنسان، حسبَ اعتقادي، عندما يرحل إلى أراضٍ لا يعرفها»، قول دأب المستكشف الإنجليزي ريتشارد بيرتون، على ترديده في رحلاته، ذلك القول سيتبادر إلى ذهنك، بمجرد ولوجك جناح تايلاند، الذي يدعوك لاكتشاف سر الابتسامة التايلاندية، التي تقابلك كلما حللت ضيفاً على هذا البلد الآسيوي، الذي يتكون من ثقافات مختلفة، تتلمسها عندما تحط رحالك في العاصمة بانكوك، حيث تجد الحي العربي والصيني والياباني والهندي وغيرها.

قد تبدو هذه الصورة مختلفة في «إكسبو 2020 دبي»، حيث يفتح جناح تايلاند أمام ناظريك عالماً من الابتكارات، التي تقودك للتوغل في أعماق الهوية التايلاندية، فما إن تحط قدميك على بوابة جناح تايلاند، حتى تستقبلك ستارة مصنوعة مما يزيد على 500 زهرة «دوك راك»، وستفاجأ أنها مصنوعة من النسيج الاصطناعي.

05 إيطاليا

قبل 8 سنوات، أطل المخرج الإيطالي باولو سورينتينو، بفيلمه «الجمال العظيم» (La Grande Bellezza)، آنذاك، شكّل الفيلم حكاية فريدة، سردها سورينتينو بلغة سينمائية خاصة، أظهر فيها روما بأبهى حللها، بكنائسها ومنازلها العتيقة، أنهرها وحدائقها، حينها صفق له الجميع، وأشادوا في تلك النسخة السينمائية، التي عرضت حينها في دبي أيضاً.

سورينتينو لم يكن الوحيد الذي كشف عن وجه إيطاليا الجميل، فقد سار على دربه كثر، بعضهم صاغ حكاياته سينمائياً، وآخرون ذهبوا في دروب الأدب والفنون الأخرى، في وقت سكنت فيه منحوتة «داوود» أو «ديفيد» للفنان مايكل أنجلو، كافة أجندة السياح، وكل من يحط رحاله في إيطاليا، حيث تبهرهم تلك المنحوتة، التي يصل طولها إلى 6 أمتار، وقد صنعت من الرخام الخالص. حالة الإبهار هذه ستصيبك بلا شك، عندما تدخل جناح إيطاليا، حيث يطالعك توأم «داوود»، وقد نصب في وسط الجناح، الذي يرفع شعار «الجمال يجمع الناس».

وأنت تعاين تلك المنحوتة، ستسأل نفسك عن ردة فعل الفنان مايكل أنجلو، لو كان موجوداً هذه الأيام، على هذه التحفة، وكيف سيراها، وهي التي قد صنعت بطباعة ثلاثية الأبعاد، في وقت قياسي، لم يتجاوز مدته 4 أشهر فقط. ما تحمله منحوتة «داوود» من جمال، سيشكل دعوة لك لأن تفتح أذنيك جيداً للاستماع إلى قصة التطور الثقافي والفني، الذي تمتاز به إيطاليا.

06 مدرج «مستكشف إكسبو»

مع وصولك إلى المحطة السادسة، سيبدو منسوب الأدرينالين وقد ارتفع لديك، لكنه لم يصل إلى حدوده القصوى، لذا، سيأتيك نداء أخير، يدعوك إلى الاستعداد وربط الأحزمة، حيث الطائرة تستعد للهبوط على مدرج «مستكشف إكسبو»، والذي يعد بحد ذاته تجربة ثرية ومختلفة تماماً عن كل ما مررت به من محطات.

قبل صعود المستكشف سيقرأ عليك أحدهم بضع نصائح، وعليك حينها أن تفتح أذنيك جيداً، سيقول لك «ننصحك بركوب مستكشف إكسبو، والاستمتاع بتجربة التنقل في أرجاء الموقع»، حينها سيساورك الفضول لخوض التجربة، والتعرف إلى أسرار الموقع، الذي يمتد على مساحة 4 كليو مترات ونصف الكيلو متر، وتذكّر عند النزول من المستكشف، أن تلحق بموكب «ألوان العالم»، الذي يتمتع بالحيوية والاحتفال الثقافي.

07 سفينة الجهود البشرية

في «إكسبو 2020 دبي»، لن تترك التعب يسيطر على حواسك وأعضاء جسدك، فكلما مررت ببقعة منه، ستزيدك شغفاً، وتجدد في خلايا جسدك النشاط، الذي تحتاجه عندما تصل إلى قبة الوصل، حيث يكمن السحر الحقيقي، داخل التصميم الكروي الذي يشبه في حلقاته، تصميم شعار «إكسبو 2020 دبي»، المستوحى من تفاصيل قطعة أثرية، عثر عليها في موقع ساروق الحديد الأثري.

في محيط قبة الوصل، ستكون على موعد مع شاشة عرض بنطاق 360 درجة، وما إن تحط رحالك في داخلها، حتى تحظى بفرصة متابعة حفلة موسيقية حية، تحمل عنوان «سفينة الجهود البشرية»، وهي من خيال المخرج شيخار كابور، وألحان الموسيقار الهندي أيه أر رحمان، الفائز بجائزة الأوسكار. في هذا العرض، ستحظى بفرصة الانطلاق في رحلة للبحث عن الروابط البشرية التي تجمعنا سوياً، وتربطنا في الوقت ذاته مع عالم الطبيعة والأرض.

08 رحلة التذوق

ما إن تخرج من قبة الوصل، ستبدأ خطواتك الاقتراب من خط النهاية، حيث يستعد طاقم الطائرة للمضي نحو المحطة الأخيرة، التي تعيش خلالها جولة في «مستقبل الطعام على العشاء».

ما إن تقف على بوابة هذه المحطة الأخيرة، سيتبادر إلى ذهنك مشاهد فيلم «رحلة المئة قدم» (The Hundred-Foot Journeyt)، للمخرج لاسي هالستروم، ذلك العمل الذي مضى على رؤيته النور نحو 7 سنوات، ستتذكر حكاية الشاب الطباخ، حسن كاظم، ونظيرته مدام مالوري، حيث تشتعل المنافسة في ما بينهما، وتصل إلى حدودها القصوى، حيث يحاول كل واحد منهما، أن يثبت قدرته على صنع أطباق شهية المذاق، حيث يبرع حسن كاظم في ابتكار أطباق لها أصول هندية، بينما تتمسك مدام مالوري بأصالة المطبخ الفرنسي.

حكاية ذلك الفيلم ممتعة للغاية، ستفتح شهيتك كثيراً، وستمكنك من معاينة ما سيقدمه لك معرض «إكسبو 2020 دبي»، من تفاصيل تتعلق بمستقبل الطعام، وسيمنحك الفرصة لأن تخوض رحلة تذوق فريدة، ستشهد خلال رحلة عمرها نحو 300 عام من التطور البشري في هذا المجال، وسيقدم لك أطباقاً مختلفة، كما المرينغ الهلامي والأسماك الهلامية ذات الإضاءة الحيوية، أما طبق الحلويات، فسيكون عبارة عن «كعكة البازلاء الشهية».

في السفر غذاء للروح والفكر، وخمس فوائد، فيه تتعرف الذات إلى نفسها، ويوسع العقل من وعاء المعرفة، يدفعك لاكتشاف ثقافات أخرى، والاستماع إلى لغات مختلفة ألسنتها، في البدء «السفر يتركك صامتاً، ولكنه سرعان ما يحولك إلى قصاص»، كما وصفه الرحالة ابن بطوطة يوماً ما، وهو الذي قطع نحو 120 ألف كيلومتر، خلال طوافه بين الشرق والغرب، فأنتج لنا أيقونته الأدبية «تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار»، لكن السفر وطرائقه تغيرت منذ زمن ابن بطوطة وحتى يومنا الراهن، فقد بات أكثر سهولة، وأكثر متعة وشغفاً، ذلك ما تكتشفه في برنامج «سافر في إكسبو»، الذي سيتنقل بالزائر بين 8 محطات في المعرض الدولي.

Email