أبدى في حوار مع « البيان » انفتاحاً لاستقطاب مواهب «الباليه» من المنطقة

جان كريستوف مايو: سأعود إلى دبي لسببين

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يعدّ جان كريستوف مايو، أحد أهم الشخصيات الفنية في أوروبا والعالم، إذ تم تعيينه في عام 1993 مديراً لفرقة «باليه دي مونت كارلو» العالمية الشهيرة، حيث قام بإحداث نقلة نوعية للفرقة، وباتت عروضها الفنية إحدى العلامات المميزة لإمارة موناكو على المستوى العالمي، وقام بإخراج وتصميم العروض الفنية كافة التي تقدمها الفرقة، بالإضافة إلى حصوله على عدد من الجوائز الأوروبية والعالمية.

«البيان» أجرت حواراً مع مدير الفرقة العالمية، الذي لم يتحدث فقط عن الفن، بل امتد الحديث ليشمل «كورونا»، والعودة إلى دبي مجدداً. وتالياً نص الحوار:

إذاً هذه ليست المرة الأولى التي تزور فيها الفرقة دبي؟

نعم، إنها المرة الثانية، في عام 2015، قمنا بزيارة دبي، وتقديم عرض حمل عنوان «روميو وجوليت»، مستوحى من قصة الكاتب الإنجليزي وليام شكسبير.

ولكن تقديم العرض في «إكسبو 2020» له نكهة مختلفة؟

بالطبع، الأمير ألبرت الثاني أمير موناكو، شهد اليوم الأول من العرض، الذي جاء بالتزامن مع احتفالات إمارة موناكو بيومها الوطني في معرض «إكسبو 2020»، وكذلك الحضور الجماهيري الكبير، الذي في حقيقة الأمر أدخل في قلوبنا الفرحة والسرور.

دعنا نغوص في أعماق العمل الفني الذي قدمته وحمل عنوان «كور ميو»، لماذا هذا العرض بالذات؟

لقد تعمدت اختيار هذا العمل بالذات، لأنه مثير للبهجة وموسيقاه مستوحاة من ثقافات الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط وبالتحديد إيطاليا، وكذلك يحمل العمل في طياته عدداً من المعاني، إذ هي مستوحاة من أسطورة قديمة تتحدث عن انتشار مرض غامض يسبب الجنون بين سكان إحدى القرى الإيطالية بسبب العناكب، والعلاج الوحيد لهذا المرض هو الغناء والرقص على الرغم من العادات والتقاليد.

تأثير نفسي

كما تعلم مر العالم بأزمة كبيرة وهي جائحة «كورونا»، كيف أثر هذا الوباء عليكم سواء فنياً أو شخصياً؟

لقد كانت فترة صعبة جداً، ولكننا كنا محظوظين، إذ سمح لنا الأمير ألبرت الثاني باستئناف نشاطنا وبالتحديد في شهر مايو العام الماضي، إذ قمنا باتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية في مقر الفرقة بموناكو، وأصبحنا بذلك أول فرقة فنية أوروبية وعالمية تعود إلى ممارسة نشاطها بعد أقل من شهرين من انتشار الوباء، وهذا أسهم في الحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية لأعضاء الفريق.

كما تعلم، وفرقتنا تضم 50 راقصاً وراقصة من 22 جنسية مختلفة، وأتذكر جيداً خلال تلك الفترة، كيف كانت حالتهم النفسية سيئة جداً بسبب عدم قدرتهم على رؤية عائلاتهم، إنها بالفعل كانت فترة غريبة ومؤلمة.

ولكن الجميل أننا أكلمنا مسيرتنا في العمل مع بعضنا البعض، وأنا في حقيقة الأمر سعيد جداً لأنه عقب التعافي العالمي من هذا الوباء، أوفينا بوعدنا وجئنا إلى دبي و«إكسبو 2020» الذي لا أعتبره فقط حدثاً اقتصادياً بل حدثاً فنياً عالمياً يجمع كافة الثقافات في منصة واحدة.

لقد تحدثت بأن الفرقة تضم عدداً من الجنسيات العالمية، هل هناك خطط لاستقطاب المواهب من الشرق الأوسط في مجال الباليه؟

هذا يعتمد على مدى انتشار وشعبية الباليه في المنطقة، كما تعلم فهذا الفن يحتاج إلى التعلم

والصبر، ونحن منفتحون على الجميع وإذا ما وجدنا الموهبة المناسبة فبالتأكيد سوف نستقطبها.

أنتم بمثابة سفراء عالميين لإمارة موناكو، هل تراها مسؤولية كبيرة على عاتقكم؟

الجميع ينظرون إلى موناكو بمثابة إمارة للأغنياء ولكنهم لا يعلمون بكواليس حياتنا هناك، موناكو هي أكبر من ذلك، هي إمارة عريقة تاريخياً وفنياً، إذ تم تخصيص نسبة من ميزانية الإمارة وبالتحديد 5% إلى 6% لدعم الثقافة والفن.

وهذا شيء نادر عالمياً، ونحن لا نستطيع أن نواصل عملنا هذا بدون وجود هذا الدعم، لذا نحن نرى أنفسنا سفراء لموناكو حول العالم، لكي نستعرض للجميع الإبداع الفني والثقافي الذي نتمتع به.

صفات مميزة

هل تخطط للعودة إلى دبي مرة أخرى؟

سوف أعود لسببين أساسيين، أولاً أنتم في دولة الإمارات العربية المتحدة تتمتعون بصفات مميزة، أنتم طيبون وكرماء وودودون جداً، أحسست أني لم أغادر أبداً موناكو، والسبب الثاني رغبتي في تقديم أحد عروضنا المقبلة في «دبي أوبرا» لما تتمتع من سمعة عالمية وهندسة معمارية مميزة.

ماذا بعد «إكسبو 2020» بالنسبة للفرقة ؟

سوف نقدم عرضاً آخر في مدينة فينيسيا الإيطالية، وبعدها سنستعد لتقديم عمل فني جديد لن نكشف عنه الآن، وبعدها سوف نسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتقديم عروضنا، ولكن هذا يعتمد على الوضع الصحي هناك.

Email