دعت للحدّ من تجاوز درجات الحرارة عتبة 1.5 درجة مئوية

قمة طاقة المستقبل تدعو إلى تحفيز العمل التعاوني العالمي

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

انطلقت أمس أعمال القمة العالمية لطاقة المستقبل، التي تستضيفها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر) في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، فيما أشاد بوريس جونسون، رئيس وزراء بريطانيا السابق، بالدور الذي تلعبه دولة الإمارات باعتبارها واحدة من أبرز مراكز الابتكار التكنولوجي.

وألقت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيس والمدير التنفيذي للمسرّعات المستقلة لدولة الإمارات للتغيُّر المناخي، الكلمة الافتتاحية للقمة وأشادت خلالها بالتعاون الأخير لإطلاق خارطة الطريق لخفض درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية من قبل ترويكا رئاسات مؤتمر الأطراف المكون من دولة الإمارات والمضيفين التاليين لمؤتمر الأطراف، أذربيجان والبرازيل. كما حذرت من أن الحدّ من تغير المناخ العالمي إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي سيتطلب مستويات عالية من التمويل.

الأصوات المتنوعة

وأشارت الشيخة شما: «ندرك بأنه من غير الممكن تحقيق أهداف العمل المناخي بصورة فردية، إذ نثق بقوة الأصوات المتنوعة لتعزيز سبل الحوار وتبادل المعارف لإيجاد حلول إبداعية للتحديات. وتغمرني هذه الروح المشتركة بالفخر بينما أقف معكم اليوم، إذ توفر منتديات مثل القمة العالمية لطاقة المستقبل هذا الأسبوع فرصاً بالغة الأهمية للجهات الفاعلة من مختلف القطاعات لتبادل الآراء وتحفيز العمل التعاوني. وتفتخر دولة الإمارات بقدراتها على بناء الجسور في كل مكان، ويسعدني جداً الإعلان عن ترويكا رئاسات مؤتمر الأطراف، فأنا على ثقة تامة بأن هذا التحالف الجديد سيعزز جهودنا نحو الحدّ من الانحباس الحراري العالمي تحت عتبة 1.5 درجة مئوية، مع ضرورة التأكيد على الحاجة إلى مستويات غير مسبوقة من التمويل لتحقيق هذه الأهداف».

وسلّطت الشيخة شما الضوء على إمكانيات «التمويل المختلط»، والذي يعرف بكونه مزيجاً من التمويل العام الميسر مع رأس المال العام أو الخاص، ويتزايد الاعتراف بهذا النموذج باعتباره آلية رئيسية لتوفير الموارد المالية اللازمة للتصدي لتغير المناخ. وأفاد تحليل جديد، أجراه الاتحاد الدولي للصناعات التحويلية بالتعاون مع شركة كونفرجيس وبنك «إتش إس بي سي» حول التمويل المختلط في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بأن النموذج المالي لا يزال في مراحله الأولى، حيث يبلغ إجمالي التمويل الملتزم به 14.2 مليار دولار أمريكي. ويمثل هذا الرقم 7 % من المعاملات المختلطة العالمية، في حين تصل المعاملات المختلطة المرتبطة بالمناخ إلى ما يقارب 7 مليارات دولار أمريكي.

تحول الطاقة

وألقى فرانشيسكو لا كاميرا، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، كلمة أشار خلالها إلى ضرورة التعرّف إلى أولويات تحول الطاقة والخطوات الفورية لتسريع التقدم نحو مضاعفة القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة 3 مرات بما يبلغ 11 تيراواط على الأقل بحلول عام 2030. وقال: «حان الوقت لاتخاذ إجراءات حاسمة في ظلّ الوضع الراهن، لذا دعونا نستجيب للدعوة الملحّة إلى تصحيح المسار العالمي وتوجيه جهودنا معاً لتحقيق مستقبل مدعوم بالطاقة المستدامة والنظيفة والشاملة والعادلة».

قمة الهيدروجين الأخضر

وافتتح بوريس جونسون، رئيس وزراء بريطانيا السابق، قمة الهيدروجين الأخضر ضمن القمة العالمية لطاقة المستقبل، بحضور معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس COP28. وأشاد جونسون - في كلمته - بالدور الذي تلعبه دولة الإمارات باعتبارها واحدة من أبرز مراكز الابتكار التكنولوجي، قبل الإشارة إلى استضافة الدولة لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ العام الماضي، واصفاً هذه الخطوة بالانتصار في وجه التحديات نحو تحقيق الحياد المناخي.

وتحدّث الدكتور برتراند بيكارد، رئيس شركة كلايمت إمبولس، عن أحدث رحلاته الاستكشافية التي تعمل بالطاقة المتجددة وهي الإبحار حول العالم في طائرة تعمل بالهيدروجين الأخضر. وقال بيكارد: «نحن على أعتاب مرحلة جديدة في مجال الطاقة، فبينما يشكّك البعض بقدرتنا على إنتاج ما يكفي من الطاقة النظيفة، نؤكد اليوم أنه لا وجود للمستحيل سوى في عقول من ينظرون إلى المستقبل بأعين الماضي».

من جانبها، قالت لين السباعي، المديرة العامة لشركة آر إكس الشرق الأوسط ورئيسة القمة العالمية لطاقة المستقبل: «أثبتت الفعالية مجدداً نجاحها بجمع ألمع العقول الرائدة في القطاع، حيث كان اليوم الأول مليئاً بالحوارات البناءة حول الجهود المطلوبة لإحداث تغيير ملموس على خلفية النجاح الذي حققه مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ COP28. وسيستمر هذا التحليل المتعمق لحلول الطاقة العالمية غداً مع منتدى التمويل المستدام، الذي سيبحث بشكل شامل موضوعات مثل تحفيز المسارات الإقليمية للتمويل الأخضر وتمويل النهج العالمية للاقتصادات منخفضة الكربون».

Email