الشركة نقلت أعمالها من بولندا إلى الإمارات

فرانسيس لاب، مؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «صن ريف»: دبي موقع مثالي للتوسع في صناعة اليخوت

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد فرانسيس لاب، مؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «صن ريف» البولندية لليخوت أن موقع دبي على مفترق طرق حاسم بين الغرب والشرق، هو السبب في اختيارها لتكون مقراً إقليمياً للشركة في المنطقة، مؤكداً أن انتقالهم من بولندا يثبت أن دبي أرض خصبة مثالية لتشكيل مستقبل أكثر اخضراراً واستدامة لليخوت.

وقال فرانسيس لاب في حوار خاص مع «البيان»: قلب فسلفة «صن ريف» يكمن في الالتزام بالابتكار، وهو مبدأ يتردد صداه بشكل جيد مع دور دبي باعتبارها «مركز أبحاث اليخوت»، وفي هذه البيئة الديناميكية، تعمل دبي كمحفز لتعزيز الابتكارات الثورية في صناعة اليخوت.

وأضاف فرانسيس لاب: «كرائد أعمال فرنسي وجدت دبي موطناً دافئاً ومرحباً، ومفيداً على المستويين الشخصي والمهني، لقد رحبت أنا وزوجتي، منيرة لاب، مؤخراً بطفلنا الأول. نحن متحمسون لرؤية طفلنا الصغير، جوزيف لاب، يعيش في حلم دبي».

وعن دوافع قرار الشركة الانتقال إلى دبي وقرار إنشاء حوض بناء لليخوت في رأس الخيمة، قال فرنسيس لاب: «تشهد صناعة اليخوت حالياً ارتفاعاً كبيراً في الطلب، خاصة من الأسواق النابضة بالحياة في أستراليا وآسيا والشرق الأوسط. إن الحاجة الملحة لسد هذه الفجوة هي التي دفعتنا إلى الانتقال من بولندا إلى دبي والإمارات».

وأكد: يعمل فريقنا من المهنيين الدوليين بما في ذلك مندوبو المبيعات والمصممون والمهندسون والمعماريون وقسم التسويق بالفعل في مكتب صن ريف لليخوت في دبي منذ افتتاحه في فبراير 2023.

ونظراً لموقع دبي على مفترق طرق حاسم بين الغرب والشرق، فإن انتقالنا من بولندا يثبت أنها أرض خصبة مثالية لتشكيل مستقبل أكثر اخضراراً واستدامة لليخوت.

وأوضح أن الشركة وقعت في عام 2023، اتفاقية مع مدينة رأس الخيمة البحرية لتمهيد الطريق لإنشاء حوض بناء السفن المتطور، الذي يمتد على مساحة 65.000 متر مربع، كاشفاً عن أنه سيتم الافتتاح الكبير للحوض في 4 مارس 2024، بحضور حكومي عالي المستوى من البلدين.

وعن كيف يتوافق موقع دبي ودولة الإمارات مع رؤية الشركة ورسالتها لإنتاج اليخوت الصديقة للبيئة، قال فرانسيس لاب: يوفر الموقع الاستراتيجي لدولة الإمارات لشركة صن ريف لليخوت إمكانية الوصول إلى سوق عالمية واسعة، مدعومة ببنية تحتية واسعة النطاق للنقل.وتقدم الدولة دعماً كبيراً للصناعة، مما يعزز بيئة مواتية للنمو.

وأضاف: في قلب فلسفة صن ريف لليخوت يكمن الالتزام بالابتكار، وهو مبدأ يتردد صداه بشكل جيد مع دور دبي باعتبارها «مركز أبحاث اليخوت». وفي هذه البيئة الديناميكية، تعمل دبي كمحفز لتعزيز الابتكارات الثورية في صناعة اليخوت.

ويثبت معرض دبي الدولي للقوارب كل عام أنه ساحة تجارية ناجحة لهذه الصناعة. وهذا العام سنكون في صن ريف لليخوت حاضرين مع اثنين من القوارب المستدامة التي ستعرض للزوار حلولاً جديدة صديقة للبيئة.

وتابع: يبدو أن القيام باستثمار بقيمة تزيد عن 80 مليون درهم في دولة الإمارات أمر قابل للنمو في المنطقة. نحن نعمل حالياً مع أكثر من 20 جنسية، ويبلغ إجمالي عدد الموظفين لدينا 200 موظف.

ومع ذلك، فإننا نهدف إلى مضاعفة هذه الأعداد ثلاث مرات بحلول نهاية عام 2024. ويبلغ عمر شركة صن ريف أكثر من 20 عاماً الآن ولديها أحواض بناء سفن مزدهرة في مدينة غداينسك، في بولندا. ويبحر أكثر من 300 قارب من قوارب صن ريف حول العالم.

وعن توقعاته لمستقبل سوق اليخوت العالمي، قال فرانسيس لاب: سيشهد سوق اليخوت العالمي نمواً كبيراً في السنوات القادمة، خاصة في هذه المنطقة. ومن الجدير بالذكر أن الاتجاه الصاعد يكشف عن اهتمام متزايد من الشباب المقيمين في دولة الإمارات بالاستثمار في اليخوت.

وفيما يخص الإمارات فمع بروز دبي كمركز بحري دولي رئيسي في العالم، أصبح القطاع البحري ركيزة حيوية لاقتصاد الدولة، ونعمل في صن ريف على مواءمة جدول أعمالنا مع التزام دولة الإمارات بإزالة الكربون وتحقيق مستقبل خالٍ من الكربون لزيادة الفرص في هذه البيئة المستدامة.

وعن التقنيات والعمليات الصديقة للبيئة المستخدمة في حوض بناء السفن الخاص بصن ريف في رأس الخيمة، قال فرانسيس لاب:" منشأة رأس الخيمة مفتوحة لزرع حلول جديدة صديقة للبيئة. في الوقت الحالي، نستخدم الليزر في عملية القطع، والرغوة المستدامة والممارسات المكتبية الفعالة (على سبيل المثال تقليل استخدام البنزين). الهدف من منشأتنا الجديدة هو إنتاج المنتج البيئي نفسه: مجموعة جديدة من اليخوت المستدامة والصديقة للبيئة. سيتم تجهيزها بأخف البطاريات في الصناعة، وتتميز بسطح شمسي قابل للتخصيص بالكامل ومتكامل بسلاسة عبر هياكل اليخت، والسقف البيميني، والبنية الفوقية، والصاري. ومن المقرر أن يغادر أول طوف سيتم بناؤه في رأس الخيمة المنشأة في وقت لاحق من هذا العام".

وأضاف:" الاستدامة هي نهجنا الجديد. وقد لاحظنا أيضًا أن عدد العملاء المهتمين باليخوت الخضراء قد زاد في السنوات الأخيرة. في الوقت الحالي، نتوقع أنه خلال السنوات الخمس المقبلة قد يصل الطلب البيئي إلى 80% من العملاء. نحن نتعلم عن الاستدامة ونحن نتبع مبدأ "تبنيها".
وتابع بدأت رحلة الاستدامة في صن ريف بحلم راودني منذ أكثر من 7 سنوات. استيقظت برؤية لإنشاء طوف صديق للبيئة وقدمته لفريقي على الفور، في عام 2022، حققنا إنجازا فارقا إنتاج أول يخت صديق للبيئة على الإطلاق يتميز بجلد شمسي، Sunreef 80 Eco. ونحن ملتزمون بالتحسين المتواصل لمنتجاتنا لتلبية المعايير البيئية.

وأضاف" أنا لا أقوم بإنشاء قوارب مستدامة فحسب، بل أقوم أيضًا بدعم الرحلات الاستكشافية المستدامة. قامت الشركة بتجديد القارب "Pangea" قبل الانطلاق في رحلته البيئية التي تستغرق 4 سنوات والتي تسمى: "What's Left Expedition". على متن كاسحة الجليد هذه، يأخذ المستكشف البيئي العالمي الشهير، مايك هورن، على عاتقه التزامًا بيئيًا بالبحث عن الأسئلة والأجوبة بشأن الطوارئ المناخية. 

وعن الابتكارات أو التطورات المستقبلية لشركة صن ريف، سواء من حيث التكنولوجيا أو التصميم، قال فرانسيس لاب: نحن ملتزمون بمواصلة الابتكار في الطاقة الشمسية، نقوم حاليًا باستكشاف طرق لالتقاط وتخزين الحرارة الناتجة عن الألواح الشمسية لإعادة استخدامها في غلاياتنا. 
مشروع آخر مثير للشركة هو "The Zero Cat"، وهي مبادرة تتضمن الهيدروجين المستخرج من الميثانول الأخضر على متن اليخت لتشغيله. يجمع هذا النهج المبتكر بين طاقة الهيدروجين والدفع الكهربائي، مما يؤدي إلى انبعاثات صفرية، مع عدم توليد أكاسيد النيتروجين أو أكاسيد الكبريت أثناء التشغيل.

وعن كيفية إدارة وضمان الجودة المتسقة والممارسات الصديقة للبيئة عبر عمليات الشركة الدولية، قال لاب: " تتضمن إدارة بيئة عمل ديناميكية السفر المتكرر والاجتماعات الافتراضية والتعاون عبر الإنترنت يومًا بعد يوم. على الرغم من التحديات، أنا محظوظ لقيادة فريق من المهنيين الموثوقين الذين يضمنون بجدية اتباع البروتوكولات باستمرار، والحفاظ على مستوى عالٍ من الإنتاجية والكفاءة. بالنسبة لنا "كل يوم هو يوم دراسي". نحن نتعلم وننفذ حلولاً جديدة (بما في ذلك في مجال الاستدامة) ونحن نمضي قدمًا".

وعن رحلته المهنية التي قادته إلى تأسيس شركة صن ريف لليخوت ودوافعه قال فرانسيس لاب: “لقد ولدت في فرنسا، لكن شغفي بالإبحار شجعني على الانتقال إلى بولندا في أوائل التسعينات، وهي الأرض التي كانت تتمتع بإمكانيات تنموية هائلة في ذلك الوقت. في البداية، واجهت العديد من التحديات في الحصول على طوف يتماشى مع رؤيتي المتمثلة في بناء قارب كبير فاخر ومتعدد الهياكل للاستئجار. وفي النهاية، تعلمت اللغة، واندمجت في المجتمع وأنشأت مشروعًا ناجحًا لليخوت. 

 

Email