استثمارات كبيرة بالمدن الذكية في الإمارات والمنطقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تستثمر الدولة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشكل كبير في المدن الذكية، حيث واظبت دبي وأبوظبي على الحصول على مراكز بين أفضل 20 مدينة ذكية على مستوى العالم للسنة الثالثة على التوالي، وذلك وفقاً لمؤشر المدينة الذكية 2023 الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية.

وأكد بول بارك، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا في شركة «مايلستون سيستمز» أن منطقة الشرق الأوسط تلعب دوراً رائداً على مستوى العالم في مجال التنمية الحضرية المتقدمة، من خلال مشاريع مثل مصدر ونيوم، ومن المتوقع أن تكون مدينة مصدر مختبراً حياً رائداً للحياة الحضرية ومثالاً عن ترشيد الموارد، وتعتمد هذه المدن على فكرة المدينة الذكية، باستخدام التكنولوجيا والبيانات لتحسين كل شيء من النقل والطاقة إلى السلامة ومشاركة المواطنين.

وأوضح بارك أن التكنولوجيا ستحتل موقعاً مهماً في صميم هذا التحول، حيث يمثل الذكاء الاصطناعي والحلول القائمة على البيانات حجر الزاوية في هذه الرحلة، واستناداً إلى التوقعات بأن يعيش 80 % من سكان العالم في المناطق الحضرية بحلول عام 2050، فهناك فرصة كبيرة لإنشاء مدن صديقة للبيئة وفعالة، ومن المتوقع أن يصل سوق المدن الذكية العالمي إلى حوالي 873.7 مليار دولار بحلول عام 2026، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 13.8%،

كذلك تشير التقديرات إلى أن سوق خدمات التنقل العالمي سيرتفع إلى حوالي 40.1 مليار دولار بحلول عام 2030. وتنعكس هذه التطورات في المراقبة والأمن، حيث تصبح المدن أكثر تعقيداً، مع إعطاء الأولوية لسلامة المواطنين وإدارة الموارد، كما تؤدي برامج إدارة الفيديو القائمة على البيانات دوراً حاسماً في هذا السياق.

نظام بيئي حضري

وأوضح بول بارك أن مميزات المدن الذكية لا تقتصر على المجال الأمني، بل تشمل أنظمة مترابطة مختلفة لتعزيز جودة الحياة بشكل عام. وتتولى المنطقة ريادة مجالات مثل المباني الموفرة للطاقة، وإدارة النفايات الذكية، وخدمات المواطنين الرقمية. وكل ذلك يشكل دفعة قوية للاستدامة وكفاءة استخدام الطاقة في الشرق الأوسط الفقير بالمياه. وتستفيد المدن الذكية من التكنولوجيا للتحكم في استخدام الطاقة وتحسين الموارد وخفض انبعاثات الكربون، من خلال الشبكات الذكية والبنية التحتية الفعالة. وتسهم التكنولوجيا في تعزيز التواصل بين المواطنين والحكومات المحلية، كما تعمل المنصات والتطبيقات الرقمية على تمكين المواطنين من المشاركة في صنع القرار، وتقديم الملاحظات، والوصول بسهولة إلى الخدمات الحيوية.

تحديات وآفاق

تظهر حماسة الشرق الأوسط لإنشاء مدن ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي وحلول تكنولوجيا الفيديو القائمة على البيانات تفانيها في الابتكار، وتتسابق هذه المدن نحو عصر جديد يكون فيه العيش في المناطق الحضرية أكثر أماناً واستدامة وترابطاً. ويسير الشرق الأوسط بخطى ثابتة نحو التميز في بناء المدن، من خلال الجمع بين التكنولوجيا والبيانات والتخطيط الحضري، ليصبح مثالاً يحتذى على مستوى العالم.

Email