سهم «بروج» نحو العالمية

مع بدء تداولات سهم «بروج» على مؤشرات «فوتسي راسل» الثلاثة، تكون الشركة قد اتجهت نحو العالمية، حيث انضمت إلى المؤشر القياسي العالمي، والمؤشر العالمي لشركات رأس المال الكبير، ومؤشر «فوتسي» الناشئ، بعد إدراجها أولاً في سوق أبوظبي للأوراق المالية.

وجعل الدخول السريع لشركة إماراتية إلى سلسلة مؤشرات الأسهم العالمية «فوتسي راسل»، أسواق المال المحلية محل اهتمام الخبراء في أسواق المال العالمية، كما جعل «بروج»، التي تم إدراجها في سوق أبوظبي للأوراق المالية في أكبر طرح عام أولي على الإطلاق والأكبر لشركة بتروكيماويات في منطقة الشرق الأوسط، محل أنظار المستثمرين المحليين والعرب والأجانب.

وأكد عدد من الخبراء أن انضمام «بروج» إلى مؤشرات «فوتسي راسل» العالمية يعكس الثقة الكبيرة في أسواق المال الإماراتية، كما يعكس الاهتمام الكبير بالشركات الإماراتية من جانب المستثمرين الأجانب.

الساحة العالمية

وأفاد جمال بن سيف الجروان، الأمين العام لمجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج، بأن خطوة إدراج «بروج» في سوق أبوظبي العالمي يعود إلى الأهمية الكبيرة للسوق باعتباره من أكبر الأسواق المالية تنافسية في المنطقة، ويمثل انضمام «بروج» إلى سلسلة مؤشرات «فوتسي راسل» للأسهم العالمية عقب فترة قياسية من تاريخ إدراجها قوة مكانة سوق أبوظبي المالي كأحد أفضل الأسواق المالية الدولية، مشيراً إلى أن الخطوة تعتبر إنجازاً آخر مميزاً في تاريخها، سيعزز حضورها على الساحة العالمية كما يعكس الأداء القوي والعلاقة المتينة مع مجتمع المستثمرين كونها شركة وطنية محلية تعمل في صناعة عالمية ما يجعل من الطرح إضافة إلى طبيعة نشاطها العالمي.

وأضاف أن مؤشرات الأسهم العالمية تلعب دوراً مؤثراً في جذب مليارات الدولارات إلى اقتصادات الدول التي تتم ترقيتها لتكون ضمن المؤشرات. ويسهم الانضمام إلى المؤشرات الأجنبية في رفع مستوى البحوث والدراسات والتقييمات التي يتم إجراؤها عن السوق بشكل عام والشركات المدرجة بشكل خاص، ما يوفر لجميع المتعاملين معلومات أكثر دقة وتقييمات أكثر عدالة.

وقال: نهنئ «بروج» على الإنجاز المهم والطرح غير المسبوق، والأكبر في تاريخ سوق أبوظبي للأوراق المالية، حيث شهد اكتتابها الأولي إقبالاً تاريخياً من قبل الشركات والمستثمرين على المستويين الإقليمي والدولي؛ مشيراً إلى أن آفاق قطاع الاكتتابات العامة والإدراج في سوق أبوظبي للأوراق المالية تبدو واعدة، لا سيما وأن البيئة التنظيمية الداعمة لنشاط الاكتتابات العامة شهدت تطوراً في الآونة الأخيرة، ما يُعد مرحلة متقدمة من النمو الداخلي والخارجي للدولة.

وأضاف أن الخطوة تشكل دعماً كبيراً ومحفزاً للاقتصاد الوطني؛ فعلى الرغم من الأوضاع الاقتصادية العالمية، فعملية إدراج الشركات الإماراتية تبعث عدة رسائل أهمها ثقة المستثمرين في الشركات الإماراتية ونضوج أسواقها المالية وتشريعاتها واستقرار أسواقها، فكان الاهتمام الكبير للمستثمرين في الاكتتاب في «بروج» ثقل اقتصادي واضحًا لحجم الإمكانات الكامنة والقيمة الكبيرة للشركة التي حظت بها.

وأشار إلى أن «بروج» تأسست عام 1998 وتعد أكبر شركة للبتروكيماويات بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأوضح أن «بروج» شراكة بين شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» وشركة «بورياليس» النمساوية وتتكون من شركتين منفصلتين هما شركة «بروج ADP» «بروج» ومقرها في أبوظبي، والتي تتولى عمليات إنتاج البتروكيماويات وشركة «بروج بي تي إي ليمتد» ومقرها في سنغافورة والتي تتولى مسؤولية أعمال التسويق والمبيعات لمنتجات بروج. ويعمل لدى «بروج» أكثر من 3100 موظف وتوفر «بروج» منتجاتها لعملائها في أكثر من 50 دولة في آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا.

 

نجاح الجميع

وأكد الدكتور صلاح الجنيبي، الباحث والخبير الاقتصادي، أن إدراج «بروج» في مؤشر «فوتسي» خطوة مهمة تثبت نجاح الشركة وسوف يعزز جاذبية الشركة للاستثمار، ومكانتها وسط المستثمرين الدوليين. وأضاف أن نجاح الشركة في الوصول إلى المؤشرات العالمية سوف يدفع الشركات الإماراتية إلى السير على خطواتها، مشيراً إلى أن المنافسة البناءة بين الشركات سوف تؤدى في النهاية إلى نجاح الجميع وتكامل الأسواق. وأوضح أن الإدراج، يؤكد مسيرة نمو الشركة الناجحة، ويثبت للعالم أن شركة إماراتية استوفت جميع شروط الإدراج، حيث ستصبح الآن جزءاً من هذا المؤشر، الذي يحظى باهتمام واسع، ويعتبر بمثابة انطلاق لمؤسسات الاستثمار العالمية، مشيراً إلى أن أسهم «بروج» سوف تكون مطلوبة بالنسبة للمستثمرين الأجانب، مما يعني زيادة تنوع قاعدة مستثمري الشركة.

 

زيادة السيولة

وأكد الخبير المالي والمحلل الاقتصادي، وضاح الطه أن سهم «بروج» متميز في قطاع البتروكيماويات وعملية إدراجه في مؤشرات عالمية يعني المزيد من الثقة في الاقتصاد الوطني. وأوضح أن المؤشرات العالمية مثل مؤشرات «فوتسي راسل» العالمية يتم استخدامها واللجوء إليها كمؤشرات مرجعية لقياس أداء المحافظ والصناديق الاستثمارية. وأشار إلى أن إدراج سهم شركة «بروج» على المؤشرات العالمية سوف يسهم في زيادة السيولة أجنبية على السهم في سوق أبوظبي.

وقال: سوف يكون سهم شركة «بروج» لافت لأنظار المستثمرين ليس فقط على المستوى المحلي ولكن على المستوى العالمي وسوف يكون السهم جاذباً لسيولة مالية تناسب مكانته في المؤشرات الدولية.

 

خطوة ممتازة

وأكد جمال عجاج المحلل المالي في شركة «بي إتش كابيتال» للخدمات المالية، أن عمليات الإدراج التي حدثت في سوق أبوظبي للأوراق المالية وخاصة المتعلقة بشركات مرتبطة قطاع النفط وهو من الأعمدة الأساسية في الاقتصاد الإماراتي وخاصة الشركات المتخصصة في الصناعات النفطية والبتروكيماوية.

وأضاف أن إدراج «بروج» ضمن سلسلة مؤشرات «فوتسي راسل» للأسهم العالمية يعتبر خطوة ممتازة يمنح الثقة لزيادة الاستثمار الأجنبي على سهم الشركة ويمنح المستثمرين الأجانب المزيد من الثقة في الشركات المدرجة بسوق أبوظبي عموماً، وخاصة أن الشركات المدرجة لديها رأس مال كبير جداً.

وأشار إلى أن إدراج «بروج» في مؤشرات الأسهم العالمية سوف يعطي دافعاً كبيراً لزيادة الاستثمار في السهم، ويعزز قوة سوق أبوظبي ويعزز الثقة في الاستثمار المحلي مع زيادة الإقبال من قبل المستثمرين الأجانب على السهم.

الأكثر مشاركة