بالإجماع: المدينة وجهة عالمية للسياحة والأعمال والفعاليات الكبرى

استبيان «البيان» العالمي: «إكسبو دبي».. علامة الامتياز

ت + ت - الحجم الطبيعي

منحت دول العالم، دبي، علامة الامتياز في تنظيم «إكسبو 2020 دبي» الذي استمر ستة أشهر، واختتم فعالياته في 31 مارس الماضي. وأظهرت نتائج استبيان أجرته «البيان»، يُعدّ الأكبر الذي تجريه وسيلة إعلامية مع ممثلي أجنحة الدول المشاركة في المعرض الدولي، أن 96.6 % من الدول أكدت أن دبي نجحت بامتياز في تنظيم دورة تاريخية واستثنائية من معارض إكسبو العالمية.

ووفقاً لهذه النتيجة، تمكنت دبي من الوفاء التام بالعهد الذي قطعته عند فوزها باستضافة الحدث، بتنظيم نسخة استثنائية ومبهرة من المعرض الدولي، وهو ما يجعلها نسخة قياس للنسخ المقبلة من حيث التنظيم الذي تغلب على تحديات جائحة «كورونا»، خاصة أنها النسخة الأولى من إكسبو الدولي التي تُقام في المنطقة العربية.

ومن بين 192 دولة مشاركة في المعرض، استطلعت «البيان» رأي ممثلي 60 دولة، وفق عينة عشوائية مثلت كافة القارات وبنسبة 31.2% من الدول المشاركة، وشملت 20 دولة من آسيا ومثلها من أفريقيا و10 دول أوروبية، ودولتين من أمريكا الشمالية و6 دول من أمريكا اللاتينية ودولتين من أوقيانوسيا، روعي فيها الحجم السكاني بحيث يكون ممثلاً لغالبية شعوب القارات الست.

تعظيم الصورة

وأظهرت إجابات المشاركين، أن دبي نجحت في تعظيم صورتها العالمية، حيث أجمعت الدول المشاركة في الاستطلاع أن دبي تستحق العلامة الكاملة (100%) كوجهة عالمية رئيسة للعمل والاستثمار والسياحة ومكان لتنظيم الفعاليات الكبرى. ويعني حصولها على هذه النسبة تجديد للثقة العالمية التي طالما حظيت بها في تنظيم الفعاليات العالمية مثل كأس دبي العالمي للخيول السنوي وغيرها من الفعاليات المماثلة بأعداد المشاركين.

الأمن والأمان

كما منحت الدول المشاركة في الاستطلاع العلامة الكاملة لمستوى الأمن والأمان والصحة والسلامة في موقع الحدث، وأن مشاركي الأجنحة والزوار شعروا بالأمان الصحي الكامل، في اعتراف عالمي بجودة الخدمات الصحية والتنظيمية التي رافقت انعقاد الحدث على مدى ستة أشهر، متغلبة على المخاطر والمخاوف التي شكلتها جائحة فيروس كورونا على العالم.

البنية التحتية

واعتبر 96.6% من المستطلعين أن البنية التحتية وخدمات دعم المشاركين كانت ممتازة، فيما اعتبرتها نسبة ضئيلة جداً لم تتجاوز 3.3% متوسطة، مع انعدام أي نسبة تشير إلى أي ضعف، ما يؤكد على جودة التأسيس والبناء والخدمات.

وقالت 91.6% من الدول، إنها راضية بدرجة ممتازة عن التنظيم و8.3% بدرجة متوسطة، مع خلو إجابات المستطلعين من أية إجابة تشير إلى أي ضعف.

برامج المحتوى

ورأت 80% من الدول المشاركة في الاستبيان، أن برامج المحتوى مثل برنامج الإنسان وكوكب الأرض التي قدمها إكسبو دبي للتوعية بالبيئة والمناخ، على مدار فترة انعقاده، نجحت بدرجة كبيرة في إيصال مضامينها إلى جمهور الزوار المشاركين، فيما اعتبرتها 20% نجحت بدرجة متوسطة.

شعار الحدث

وأظهر الاستبيان أن 86.6% من الدول المشاركة في إكسبو 2020 دبي، تعتبر أن الحدث نجح بدرجة كبيرة في تحقيق شعاره «تواصل العقول وصنع المستقبل»، فيما رأت نسبة 13.3% النجاح بدرجة متوسطة. أي أن 52 دولة من بين 60 دولة رصدت النجاح وشاركت فيه بدرجة عالية، تؤكد أن الشعار كان ملائماً لقضايا العصر وتصور المستقبل وتحدياته.

أهم الرسائل

وعن أهم رسائل «إكسبو دبي» قالت 51.6% من الدول إن أهم رسالة للحدث هي التعاون الدولي في مواجهة التحديات فيما رأت 18.3% أن أهم رسالة هي حماية البيئة والاستدامة، و15% التسامح، و10% السلام، وهي نسب لافتة بنجاح الحدث في تعزيز هذه القيم وتعميمها، وهي القيم التي طالما روجت لها الإمارات خاصة التعاون الدولي في القضايا التي تتجاوز الحدود مثل المناخ والأمراض، كما أن حصول التسامح والسلام مجتمعين على نسبة 25% يؤكد الحاجة الإقليمية والدولية إلى العمل أيضاً تحت مظلة التعاون الدولي، خصوصاً في الظروف الحساسة كالتي يمر بها العالم حالياً، والتي أثبتت أن لا أحد بعيد عن التأثر بالأحداث مهما كانت بعيدة جغرافياً.

الشراكات

وكشفت إجابات المستطلعين، أن الشراكات التجارية كانت أهم ما حققته الدول المشاركة في «إكسبو دبي» بنسبة 25.3% تليها التكنولوجية (23.3%) ثم السياحية (20%) ثم الزراعية (15%) ثم الثقافية (11.6%)، ما يظهر أهمية شراكات التكنولوجيا التي أصبحت عصب الحياة والاقتصاد وسعي الدول إلى التحول نحو رقمنة الحياة.

الأولويات

وتقدم استقطاب الاستثمار الأجنبي لكافة القطاعات كأهم هدف للدول المشاركة في المعرض، وقالت 31.6% من الدول المشاركة في الاستطلاع، إنها سعت لترويج هذا النشاط كأولوية، تلاه الترويج الثقافي بنسبة 20% ثم قطاع التصدير بنسبة 18.3% فيما توزعت النسب الباقية على قطاعات التكنولوجيا والشراكات السيادية والشركات الناشئة والاستثمار في البنية التحتية.

برامج الفعاليات

وقالت 41.6% من الدول المشاركة، إنها استفادت من برامج وفعاليات الأعمال والتجارة والاستثمار التي نظمها الحدث، في الترويج لأهدافها وتصوراتها للمستقبل بدرجة كبيرة، فيما قالت 45% إنها استفادت بدرجة أكثر من متوسط، وقالت 13.3% إنها استفادت بدرجة أقل من متوسط.

تحقيق الأهداف

وفي النتيجة النهائية، أظهر الاستبيان أن 83.35% من الدول المشاركة في «إكسبو 2020 » حققت أهدافها من المشاركة بدرجة كبيرة، و15% بدرجة متوسطة، و1.6% بدرجة ضعيفة، وهي نسبة مثلت دولة واحدة تعاني من الحروب والانقسامات السياسية، ما يعني أن أي برامج أو أهداف سعت إليها لن تتحقق في ظل انعدام الأمن والاستقرار.

وأن نتائج الاستبيان تكشف عن نجاح «إكسبو دبي» في تحقيق الرسالة التي سعى لإيصالها للجميع وعلى رأسها أهمية تحقيق التعاون الدولي وحماية البيئة والاستدامة، فضلاً عن أهمية نشر ثقافة التسامح والسلام بين البشر.

خلاصة النتائج

تظهر نتائج الاستبيان النجاح المبهر لـ«إكسبو 2020 دبي» بشهادة المشاركين الدوليين، وأن حالة عدم اليقين التي كانت سائدة قبل عام من انطلاق الحدث في 31 أكتوبر 2021، تحولت إلى فرصة استفادت منها جميع الدول المشاركة بفعل الجهد الذي قامت به دولة الإمارات ودبي نحو توفير كل الوسائل التي تمكن المشاركين من تحقيق أهدافهم وتطلعاتهم، خاصة الجانب الصحي، حيث أرست الإمارات بروتوكولات وإجراءات صحية ووقائية جعلت المشاركين والزوار في حالة اطمئنان، تجلت ملامحه بتسجيل أكثر من 24 مليون زيارة، وهو الهدف الذي كان معلناً قبل جائحة كورونا، حيث نجح إكسبو في تنظيم سلسلة فعاليات يومية على مدار ستة أشهر، أسهمت في تحقيق الرقم المستهدف من أعداد الزوار.

المسألة الثانية المهمة في النتائج، أن الدول قالت بشبه إجماع إنها حققت أهدافها بدرجة كبيرة، بمعنى أن المشاركة تؤكد على المساهمات الفعالة والمفيدة التي يحدثها إكسبو على حاضر ومستقبل الدول، وخلق العديد من فرص التعاون الثنائي والجماعي في كافة القطاعات بما يؤثر إيجاباً على حياة البشرية.

كما تظهر النتائج أن الحدث نجح في تحقيق عدة رسائل من خلال الفعاليات وأسابيع الموضوعات وبرامج المحتوى، ومن أهمها التعاون الدولي في التصدي للتحديات، وزيادة الوعي بأهمية حماية البيئة باعتبارها الرفاهية الأولى للبشر، وصولاً إلى المساهمة في نشر ثقافة التسامح والسلام باعتبارهما ضروريتان للتعاون الجماعي والتفرغ للتنمية والازدهار.

من المهم الإشارة أيضاً إلى أن إجابات الأسئلة خلت من الإشارة إلى أي ضعف في أي شيء، وهو ما يحسب للمنظمين الذين استطاعوا تلبية توقعات جميع المشاركين بلا استثناء، بحيث كانت معظم الإجابات عن التنظيم والخدمات تفوق 90% فيما كانت كل الإجابات فوق 50%.

لذلك فإن هذه النتائج أعادت التأكيد على الثقة التي يمنحها المجتمع الدولي دائما للإمارات عموماً ودبي على وجه الخصوص باعتبارها وجهة مثالية للعيش والعمل والاستثمار والسياحة، وهو ما جددت دبي صورته بشكل أكثر وضوحاً، وهذه المرة بتجربة اختبرها المشاركون والزوار معاً ولبت تنوعهم الفريد بكل جدارة وامتياز.

 

 

أكاديميون: دبي كسبت التحدي بشهادة عالمية

أكد أكاديميون مختصون أن نتائج استبيان «البيان» تؤكد النجاح الكبير لـ«إكسبو 2020 دبي»، بشهادة عالمية، وأكدوا أن هذا النجاح لم يكن بعيداً عن طموح قيادة الإمارات، وأن الحدث حمل في طياته روح التحدي الذي كسبت رهانه دبي التي ما فتئت تدهش العالم.

وقال الدكتور السيد بخيت أستاذ الإعلام بجامعة زايد، إن تأكيد 83% من المشاركين على نجاح دولهم في تحقيق أهدافها من المشاركة في إكسبو، يؤكد على توفير القائمين على المعرض لكل الوسائل التي تمكن الدول من الاستفادة من مشاركتها، وتحقيق أهدافها، وهي نسبة مرتفعة. وأضاف إن الإجابات تشير إلى أن نسبة كبيرة من الدول المشاركة استفادت من برامج وفعاليات الأعمال والتجارة والاستثمار، فلم يقل سوى 13% أن درجة استفادتهم كانت أقل من 50%، وهي نسبة تكشف حرص هذه الدول على الاستفادة من برامج وفعاليات الأعمال والاستثمار.

وقال إن نتائج الاستبيان تكشف عن تنوع المجالات التي عملت الدول المشاركة على الترويج لها، خاصة فيما يتعلق باستقطاب الاستثمار الأجنبي وفرص التصدير والترويج الثقافي، كما تشير إلى أن الدول حرصت على الترويج للشراكات السيادية والاستثمار في التكنولوجيا، وكلها نتائج تؤكد المساهمات الفعالة والمفيدة التي يحدثها إكسبو على حاضر ومستقبل العديد من الدول.

صدارة الشركات

وقال إن صدارة الشراكات التجارية والتكنولوجية والسياحية، تتفق مع التوجهات العامة التي سعى القائمون على إكسبو على تحقيقها، لما لها من تأثير على أوجه الحياة في العديد من الدول، وإن ركز البعض أيضاً على شراكات زراعية وثقافية. وتابع أن إكسبو، ووفقًا للاستبيان، حظي على رضا معظم المشاركين على التنظيم، بل ووصلت نسبة القائلين بأن رضاهم يصل إلى ما يزيد عن 90% إلى 92%، وهي نسبة ممتازة، تكشف عن الجهد الهائل والمميز الذي قام به المنظمون، ونجاحهم في تقديم مصفوفة من العروض والفعاليات والأحداث.

من جانبه، قال الدكتور حسن مصطفى، عميد كلية الاتصال الجماهيري في جامعة الفلاح، إن الملاحظة الرئيسية في نتائج الاستبيان هو عدم وجود إجابة تصنيفها «ضعيف»، وهو ما يعني النجاح بشكل كامل وبشهادة العالم، عدا بعض الإجابات التي حملت تصنيف «متوسط».

وأضاف إن الملاحظة الثانية، أن اثنين من مجموعة الأسئلة جاءت إجابتهما نجاح 100%، أحدهما الأمن والأمان والصحة والسلامة، فكانت الإجابة نجاح 100%، وهنا دلالة لعدد من المعايير، معيار الأمن والأمان، وقد بعث رسالة واضحة بأن الدولة يسهر عليها رجال لا يرضون للمجتمع أي إحساس بالخوف، وهو أهم معيار لدعم الاقتصاد من خلال ثقة المستثمرين، إلى جانب اعتبار الدولة وجهة لكل الناس.

أما المعيار الثاني فهو الصحة والسلامة، ففي الوقت الذي فرضت فيه قيود السفر، واحتارت الدول في التعامل مع جائحة كورونا، جاء إكسبو ليثبت نجاح الدولة في التعامل مع الجائحة بشكل احترافي، راعت فيه صحة الجمهور من خلال الإجراءات الاحترازية.

قدرة احترافية

وحول أهمية دبي كوجهة سياحية واستثمارية عالمية ووجهة رئيسية للفعاليات الكبرى؟ والذي كانت إجابته نجاح بنسبة 100%، أوضح الدكتور حسن أن دبي أثبتت قدرتها الاحترافية العالية على تنظيم الأحداث العالمية مهما كانت، كما أن العقود والصفقات التجارية، دلّ على أن الإمارات لما لها من رصيد سيادي اقتصادي هي الوجهة المفضلة لرؤوس الأموال وأنها مركز لاجتذاب العقول أيضاً.

قدرة تقنية

أما فيما يتعلق بالبنية التحتية والتي بلغت درجة الإشادة بها 96.6%، فقال إن هذا تأكيد على القدرة التقنية المتوفرة من اتصالات وجسور وطرق، في مدينة بنيت من الصفر وتحتوي على كل ما يحتاجه نجاح المعرض والزوار، فلم تكن هنالك معاناة في الوصول عقب توفير طرق عدة مختلفة، وهو أيضاً ما يدعو المستثمرين لنقل مقرات مؤسساتهم إلى المدينة الجديدة.

وحول مدى نجاح دبي في تنظيم دورة تاريخية واستثنائية من معارض إكسبو الدولية، والتي حصلت على نسبة 96.6% من إجابات المشاركين، فإن هذا يدل أيضاً على القدرات التنظيمية الهائلة التي تتمتع بها دبي والإمارات، فمن خلال أعداد الزيارات التي تجاوزت 24 مليون زيارة، يتضح أنها دورة استثنائية لم تحدث من قبل، على الرغم من تنظيمها في ظل ظروف استثنائية.

  • *شارك في جمع البيانات: علي شدهان، بشار باغ، وائل نعيم، عدنان غربي، غسان خروب، رحاب حلاوة، ميرفت عبد الحميد واحمد يحيى

لمتابعة صفحتي الاستبيان بصيغة الــ PDF اضغط هنا

Email