«أمازون»: الابتكار الجماعي العامل الأهم لبناء مستقبل مستدام في المنطقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد براشانت ساران الرئيس التنفيذي للعمليات لدى أمازون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن الابتكار الجماعي هو العامل الأهم لبناء مستقبل مستدام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وقال: مع تزايد التحديات المتعلقة بالتغير المناخي بخطى متسارعة في عالم اليوم، تتزايد معها أهمية اتخاذ إجراءات جدية لمكافحتها، وهو ما يتطلب التعاون والعمل المشترك من جميع الجهات المعنية حول العالم، ومع اختتام فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة 2022 مؤخراً، والذي جمع أبرز قادة قطاع الاستدامة حول العالم، نجد الفرصة سانحة لإطلاق حوار عالمي بنّاء حول موضوع التنمية المستدامة.

وأضاف: تمحورت نقاشات قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة حول أهمية تنويع مصادر الطاقة لتحقيق التوازن اللازم، وضمان نمو الشركات دون التأثير سلباً على البيئة، وبينما تقوم الحكومات في تطوير خططها للتنمية المستدامة، أصبح المجال مفتوحاً أمام الشركات والمستهلكين والمبتكرين للتعاون واتخاذ الإجراءات اللازمة، بهدف الوصول إلى مستقبل مستدام، ويؤكد ذلك ضرورة تبني شركات القطاع الخاص لنماذج وممارسات أعمال مستدامة على المدى البعيد، تتماشى مع الأهداف الحكومية المتعلقة بالاستدامة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.

وقال: نلتزم في أمازون باستراتيجية استدامة خاصة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تدعم هدفنا العالمي المتمثل بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2040، وبما ينسجم مع أجندات الاستدامة على مستوى حكومات المنطقة. كما نعمل على اتخاذ إجراءات تُحِدّ من التأثيرات البيئية لعمليات الشركة في مختلف مراحلها؛ بدءاً من شبكة المباني ووصولاً إلى التغليف والنقل والتوصيل إلى الوجهة النهائية. ومع ذلك، لا يمكن لأي شركة أو دولة معالجة أزمة المناخ بشكل منفرد، دون التعاون والعمل الجماعي.

وتابع: يفرض التغير المناخي اليوم، سواء بسبب حجمه أو سرعة تطوره، اتخاذ إجراءات موحدة ومتزامنة على مستوى المجتمعات والشركات والدول، لذا، يجب العمل معاً لإحداث تغييرات جذرية وملموسة، تشمل التقنيات المبتكرة ونماذج الأعمال، والسياسات العامة الداعمة للابتكار، وحث الشركات على اعتماد هذه التغييرات وتطبيقها في استراتيجياتها الأساسية، وكذلك دفع المستهلكين إلى تغيير سلوكياتهم وعاداتهم.

وذكر: إننا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ندرك تماماً حجم هذا التحدي، كما يمثل اختيار مصر لاستضافة الدورة 27 من مؤتمر الأطراف «كوب»، والإمارات للدورة 28 منه إشادة دولية واضحة بجهود المنطقة الرامية إلى مكافحة تغير المناخ وخفض الانبعاثات الكربونية. ونشهد اليوم سعي الجهات الحكومية في جميع الدول، التي نعمل فيها، إلى إيجاد الحلول المناسبة لتجاوز التحديات المناخية في المنطقة، إذ أعلنت العديد من حكومات هذه الدول عن أجندتها الطموحة الخاصة بالاستدامة والهادفة إلى تنويع مصادر الطاقة، بما في ذلك استهداف المملكة العربية السعودية للوصول إلى الحياد الصفري 2060، واستراتيجية مصر للتنمية المستدامة 2030، واستراتيجية الإمارات للطاقة 2050.

وأوضح أنه يتم تقديم الدعم المالي لتحقيق ذلك من خلال مؤسسات، مثل جهاز أبوظبي للاستثمار، وصندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية، وشركة مبادلة للاستثمار، وغيرها من الجهات، التي تعمل على دمج الاستدامة في قراراتها الاستثمارية، وقد استثمرت شركة مصدر التابعة لشركة مبادلة نحو 20 مليار دولار أمريكي في مشاريع الطاقة المتجددة والمستدامة على مستوى العالم، بما فيها أول مزرعة رياح في المملكة العربية السعودية، وأسهمت ضرورة التغيير في خلق بيئة مثالية للشركات لتعزيز الابتكار في مجال التقنية ونماذج الأعمال، وكذلك دفع عجلة التغيير التي تساعد على تحقيق الأهداف المناخية.

وقال: تركز استراتيجية أمازون للاستدامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على إنشاء بنية تحتية عالية الكفاءة من حيث استهلاك الطاقة، وإحداث تحول جذري في شبكة النقل الخاصة بالشركة، وتقليل النفايات الناتجة عن الطرود. ومع استثمار الشركة بقوة في هذا المجال، ندعو أيضاً للتعاون مع المبتكرين من جميع أنحاء المنطقة، إذ يوفّر هذا التعاون فرصة فريدة لرواد الأعمال والشركات الناشئة، وتوجد أمثلة عديدة على مستوى العالم حول تحقيق هذا التعاون، ليعود بالمنفعة على جميع الأطراف المعنية.

وأوضح: تُعَد شبكة النقل لدى أمازون خير مثال على ذلك، إذ وقَّعت الشركة عام 2019 شراكة مع الشركة الناشئة «ريفيان» للشاحنات الكهربائية، بعد إدراك إمكانات هيكل مركباتها الشبيه بلوح التزلج والقابل للتخصيص، وتعاونت الشركتان معاً لتطوير مركبة توصيل فريدة، وتم طلب 100 ألف مركبة كهربائية، وتقوم بعض هذه المركبات حالياً بتوصيل المنتجات في الولايات المتحدة، بينما ستنضم 10 آلاف مركبة أخرى إلى أسطول الشركة خلال عام 2022.

ويستثمر صندوق «تعهد المناخ» التابع لأمازون في شركات جديدة ومبتكرة في مجال البنية التحتية، مثل «كاربون كيور»، والتي تقوم بتصنيع التقنيات، التي تستهلك ثاني أكسيد الكربون في الخرسانة أثناء الإنتاج، وعزل ثاني أكسيد الكربون بشكل دائم، وتمكين تقليل محتوى الأسمنت في الخلطات دون التأثير على الأداء. ستستخدم أمازون هذه التقنية للمساعدة في تقليل تأثير العديد من مبانيها الجديدة، بما في ذلك مبنى HQ2 في ولاية فرجينيا الأمريكية.

وأكد أنه من المهم أن يستلهم مبتكرو التقنيات الحديثة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من هذه الأمثلة العالمية والاستفادة منها. إنَّ الحلول الخضراء هي أهم عوامل النجاح؛ فهي لا تقتصر على حماية البيئة فحسب، بل تمنح القيمة من خلال توفير التكاليف، أو تدفقات الإيرادات الجديدة، أو تحسين مرونة سلاسل التوريد، ونحن نشجّع رواد الأعمال المحليين والشركات الناشئة والمبتكرين على الانضمام إلينا، للمساعدة في تقديم الحلول، التي تكافح تغير المناخ، وتطوير ابتكارات مصممة خصيصاً لتحمل الظروف المناخية الفريدة في منطقتنا.

ودعا جميع المبتكرين الذين يعملون على تطوير ابتكارات متميزة، من شأنها المساعدة في التصدي لتحديات التغير المناخي للتواصل معنا؛ فإن الابتكار الجماعي والتعاون في ما بين الأفراد والشركات والحكومات سيسهم حتماً في بناء نظام للتغيير، وضمان مستقبل أكثر ازدهاراً للمجتمعات في شتى أنحاء العالم.

Email