قوة الاقتصاد وانتعاش الأعمال بدعم «إكسبو دبي» تعزز النتائج

أرباح قياسية وتوزيعات سخية تنتظر الشركات المُدرجة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

توقع خبراء أسواق مال ومحللون ماليون أن تحقق الشركات المدرجة أرباحاً سنوية قياسية عن العام الماضي 2021، مدعومة بعوامل عدة، في مقدمتها قوة ومتانة الاقتصاد الوطني وانتعاش قطاعات الأعمال بدعم «إكسبو دبي»، لتواصل بذلك الصدارة من حيث الربحية المرتفعة مقارنة بنظيراتها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وقال الخبراء المحللون، الذي استطلعت «البيان» آراءهم، إن الشركات المدرجة حققت أرباحاً فاقت التوقعات في الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي، وهو ما يعد دليلاً على نجاحها في تخطي تأثيرات الجائحة مستفيدة من خطط التحفيز التي أقرتها الحكومة لتجاوز التحديات وتسريع التعافي والتأسيس لمرحلة جديدة من النمو والانتعاش الاقتصادي.

وبحسب مسح «البيان الاقتصادي»، وصلت أرباح 111 شركة وطنية مساهمة عامة وخاصة مُدرجة في أسواق المال المحلية لنحو 67 مليار درهم خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي، بزيادة بنسبة 65% أو ما يعادل 26.4 مليار درهم مقارنة بأرباح بنحو 40.5 مليار درهم في الفترة المقارنة من العام الماضي 2020. واستحوذت 67 شركة مدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية على نحو 64% من إجمالي الأرباح، فيما حازت 44 شركة مدرجة في سوق دبي المالي على 36% من الأرباح الإجمالية.

أداء قوي

توقع الحسن بكر كبير المحللين الاقتصاديين في شركة «إيفست للتداول»، استمرار الأداء القوي للشركات المدرجة خلال الربع الرابع من هذا العام وخاصة في ظل استمرار الاقتصاد الإماراتي بتحقيق مستويات نمو قوية وكذلك انعكاس ارتفاع أسعار النفط على حجم السيولة العالية والتي تعزز من ربحية الشركات واستمرار العديد من القطاعات بتحقيق أداء قوي ونمو مستدام.

وأضاف بكر أن هناك مجموعة من العوامل لعبت دوراً كبيراً في تعزيز ربحية الشركات الإماراتية في مقدمتها الاستمرار في تخفيف القيود وفتح الاقتصاد مع تسارع وتيرة التطعيم في الدولة وهو ما عزز من قدرة العديد من القطاعات على تحقيق قفزة في أرباحها، كذلك فان انطلاق «إكسبو دبي» لعب دوراً مهماً في تعزيز ربحية الشركات.

نمو متصاعد

من جانبه، قال رائد دياب، نائب رئيس إدارة البحوث والاستراتيجيات الاستثمارية في «كامكو إنفست»، إن الشركات الإماراتية نجحت في التعافي سريعاً من تداعيات الجائحة وهو ما ظهر جلياً من خلال النمو المحقق في التسعة أشهر الأولى من العام الماضين، موضحاً أن الشركات الإماراتية تعد الأعلى من ناحية الربحية، مقارنة بنظائرها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأضاف دياب أن هناك الكثير من العوامل التي تدعم استمرار وتيرة النمو في أرباح الشركات المدرجة وتحقيق مزيد من النتائج الإيجابية خلال الأرباع القادمة مستفيدة بشكل أساسي من تسارع وتيرة التطعيم في البلاد والمحفزات المستمرة التي تقرها الحكومة لدعم الاقتصاد ومساندة الشركات، بالإضافة إلى انعقاد معرض «إكسبو دبي» والذي كان محركاً رئيسياً لمزيد من النمو للشركات.

مرونة كبيرة

وقال إيهاب رشاد، نائب رئيس مجلس إدارة شركة «مباشر كابيتال»، إن الشركات الوطنية المدرجة أظهرت مرونة كبيرة في التصدي للجائحة مع تمتعها بملاءة مالية جيدة ومراكز قوية عززت وضعها في مجابهة الأزمة، وهو ما ظهر جلياً من خلال النمو القوي في أرباح التسعة أشهر الأولى من العام الماضي والتوقعات بنمو قياسي لعام 2021 بأكمله مستفيدة في ذلك من قوة ومتانة الاقتصاد الوطني.

انتعاش اقتصادي

من جانبه، قال فيجاي فاليشا مدير المخاطر المالية وكبير محللي الأسواق لدى سينشري فايننشال، إنه من المتوقع أن تحقق الشركات الإماراتية نتائج قياسية في الربع الرابع من العام الماضي بدعم رئيسي من الانتعاش الاقتصادي مع انحسار تداعيات «كوفيد 19» وارتفاع معدلات التطعيم إلى مستويات عالمية وانعقاد «إكسبو دبي»، وهو ما أسهم في تعزيز وتنشيط مختلف قطاعات الأعمال. وأوضح فاليشا أن القفزة الكبيرة المتوقعة في أرباح الشركات المدرجة، تأتي بدعم رئيسي من زيادة الإيرادات مع انخفاض التكاليف وتحسن الإنتاجية، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن يبلغ إجمالي نمو الإيرادات على أساس سنوي للربع الرابع بين 25 ـ 30%، في حين أن صافي الأرباح للفترة ذاتها يمكن أن يتراوح بين 65 ـ 70%.

أرباح قياسية

وقال خبير أسواق المال محمد محيي الدين، إن الشركات الإماراتية المدرجة على موعد مع أرباح قياسية للعام الماضي مدعومة بشكل رئيسي بقوة الاقتصاد الوطني ونجاحه في الخروج بأفضل النتائج من تداعيات الجائحة، التي هزت الأسواق العالمية، في ظل وجود العديد من البوادر والمؤشرات الإيجابية على الانتعاش الاقتصادي في الدولة.

وأضاف أن نتائج الشركات أظهرت نمواً قياسياً في التسعة أشهر من العام الماضي مدعومة بعودة الحياة لطبيعتها في الدولة وتسارع وتيرة التطعيم، وكذلك خطط التحفيز، التي أطلقتها الحكومة والمصرف المركزي لدعم قطاعات الأعمال في مواجهة الجائحة، متوقعاً أن يظل القطاع المصرفي الحصان الرابح مقارنة بباقي القطاعات الأخرى، بسبب إلى الأداء التشغيلي الجيد وتراجع نسبة القروض المتعثرة، وهو ما انعكس بصورة إيجابية على أداء البنوك ودفعها لتحقيق نتائج جيدة، ما يؤكد تحسّن أوضاع التمويل والسيولة وقوة الملاءة المالية للبنوك الإماراتية وقدرتها على مواجهة التحديات في أصعب الظروف.

Email