تحقيق سلسلة من الإنجازات العابرة للحدود في زمن قياسي

قطاع الطيران الإماراتي يحلق في آفاق الريادة عالمياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحتفل العالم بـ«اليوم العالمي للطيران المدني»، الذي يصادف 7 ديسمبر كل عام، وذلك احتفاء بذكرى توقيع معاهدة الطيران المدني الدولي في ‫شيكاغو عام 1944، في الوقت الذي يواصل فيه قطاع الطيران في الإمارات التحليق في آفاق الريادة عالمياً، مقدماً نموذجاً يحتذى في كيفية التعامل الناجح مع التحديات التي فرضتها جائحة «كوفيد 19».‬

ونجح قطاع الطيران الإماراتي في غضون السنوات الماضية في تحقيق إنجازات ضخمة ومرموقة لا تضاهى في زمن قياسي شملت تأسيس بنية تحتية متطورة وتدشين أرقى المطارات الدولية، ورفع كفاءة أساطيل الناقلات الوطنية لتصبح الأكثر تنافسية في العالم، في انعكاس حقيقي لحرص حكومة الإمارات على الاستثمار في دفع عجلة النمو الاقتصادي وتعزيز ربط الدولة بغيرها من الدول على مستوى العالم.

وتأتي هذه الإنجازات بفضل رؤية القيادة الرشيدة للدولة التي صنعت المستقبل وقدمت لصناعة الطيران الدولية العديد من العلامات المضيئة، مع إدراك حكومة الإمارات مبكراً لأهمية القطاع بالنسبة لمستقبل التنمية المستدامة بمجالاتها كافة، فشيّدت المطارات العالمية، وأسست أكبر شركات الطيران في العالم وأحدثها، واستثمرت المليارات في البنية التحتية.

نمو مطرد

ومنذ هبوط أول طائرة في مطار المحطة بإمارة الشارقة في 5 أكتوبر 1932، حقق قطاع الطيران الإماراتي نمواً وتطوراً فاق التوقعات، إذ يسهم حالياً بنحو 14% في الناتج المحلي الإجمالي للدولة، بمساهمة تصل إلى قرابة 47.4 مليار دولار (174 مليار درهم) في الاقتصاد الوطني، ويدعم ما لا يقل عن 800 ألف وظيفة.

ويخدم قطاع الطيران الإماراتي حالياً أسطول يزيد على 500 طائرة، فيما يتوقع نمو القطاع بنسبة 170% في 2037 ليدعم 1.4 مليون فرصة عمل. ويساهم بمقدار 128 مليار دولار في اقتصاد الدولة، بحسب الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا».

ورغم التحديات الضخمة التي فرضتها جائحة «كوفيد 19» في مطلع 2020 وتوقف الحركة الجوية في أكبر اضطراب في تاريخ الطيران العالمي.

فإن قطاع الطيران المدني في الدولة أثبت قدرته على التعافي السريع، وتجاوز آثار الأزمة، بفضل ديناميكيته ومرونته، بعدما وحد كل جهوده لمواجهة الأزمة مع تشكل فرق عمل خاصة لتقديم أقصى مستويات الدعم لعمليات الشحن، وتسهيل رحلات إجلاء الرعايا والرحلات الإنسانية المغادرة من مطارات الدولة ودول العالم، وصولاً إلى مساهمة الناقلات الوطنية في نقل وتوزيع اللقاح حول العالم.

مطارات عالمية

نجحت دولة الإمارات في بلوغ الريادة الدولية في قطاع الطيران، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي الذي جعلها مركزاً دولياً للمسافرين والسياحة، وامتلاكها 8 مطارات عالمية تعد حلقة وصل عالمية بين الشرق والغرب، ما جعلها من أهم محاور صناعة الطيران الدولية.

ويفوق حجم الاستثمارات في قطاع الطيران المدني بدولة الإمارات تريليون درهم. ويصل حجم الاستثمارات في تطوير وتوسعة المطارات، بحسب آخر الإحصائيات المعلنة قبل الجائحة، إلى 85 مليار درهم لرفع القدرة الاستيعابية لها لأكثر من 300 مليون مسافر سنوياً.

وشهدت مطارات الدولة نمواً سريعاً في أعداد المسافرين خلال السنوات الماضية، إذ ارتفع عدد المسافرين الذين استقبلتهم مطارات الدولة إلى 128 مليون مسافر، في عام 2019، قبل الجائحة. واستحوذ مطار دبي الدولي على نصيب الأسد من حيث عدد المسافرين بواقع 91.8 مليون مسافر يليه مطار أبوظبي الدولي الذي استقطب 22.15 مليون مسافر.

فيما وصل إجمالي أعداد المسافرين عبر مطارات الدولة خلال 2020 إلى 39.88 مليون مسافر رغم قيود السفر وإغلاق المطارات حول العالم. وبلغ حجم الشحن الجوي عبر مطارات الدولة، لنحو 2.77 مليون طن العام الماضي، بحسب الهيئة العامة للطيران المدني.

قدرة تنافسية

ويظهر سجل الأداء الذي حققته الناقلات الوطنية على مدار السنوات الماضية مدى قدرتها على المنافسة من خلال التحديث الدائم لأساطيلها من الطائرات، مرتكزة إلى نسب الإشغال المرتفعة التي تحققها على مدار فصول السنة، والتي تؤمن لها دخلاً متصاعداً يتيح لها من الموارد المالية الذاتية.

ومن إمكانات التمويل كذلك، فرص التحديث المستمر للأسطول، لتستحوذ عملياً على أفضل ما تنتجه صناعة الطائرات في العالم، وتقدم لعملائها بالتالي مستويات من الخدمة يصعب منافستها من الآخرين، الذين تحول معادلة التشغيل لديهم دون الوصول إلى أفضل مستويات الأداء والربحية.

نموذج يحتذى

قدمت الناقلات الوطنية نموذجاً عالمياً يحتذى في التعامل مع التحديات التي فرضتها فيروس كورونا «كوفيد 19»، وذلك على مدار عام منذ تعليق رحلات الركاب الجوية والترانزيت في 23 مارس 2020، لتنجح بعدها في التحليق من جديد والوصول إلى غالبية وجهتها في فترة ما قبل الجائحة، فيما يتوقع أن تواصل مسيرة التعافي والعودة للنمو المطرد المحقق طوال السنوات الماضية، مستفيدة من قاعدة عريضة من الخبرات والإنجازات نجحت في تحويل التحديات إلى فرص.

Email