حامد بن زايد: مبادلة بين المخاطر والفرص للإبحار بكفاءة وسط الجائحة

«أديا» يحدث نطاقات الاستثمار مستهدفاً التكنولوجيا والبيئة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، العضو المنتدب لجهاز أبوظبي للاستثمار (أديا)، في مقدمة التقرير السنوي للجهاز، أن هناك عدداً قليلاً من أوجه التشابه في التاريخ الحديث، مع حجم الاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية التي عصفت بالعالم عام 2020، لكن ما يبقى واضحاً، هو أن التأثير المباشر لوباء «كورونا»، كان واسع النطاق، وموزعاً بشكل غير متساوٍ، وتأثيراته سوف تبقى لسنوات مقبلة. ووفقاً للتقرير، فقد عمد الجهاز إلى تحديث نطاقات الاستثمار طويلة المدى في 2020، مع انتشار الجائحة للتوسع في التكنولوجيا والبيئة.

وأشار سمو الشيخ حامد، إلى أن الجهاز بقي مركزاً على مهمته في إدارة رأس المال بشكل حصيف، نيابة عن حكومة أبوظبي، وأنه كان دوماً يولي الأولوية لبناء المرونة في محفظاته، ما يتطلب تخطيطاً بعناية واستراتيجية واضحة، في توازن بين الحاجة إلى إدارة مخاطر سلبية في أوقات التقلبات، مع البقاء على استعداد إلى الاستفادة من الفرص التي تظهر خلال أوقات الاضطراب. وقد كان الجهاز الذي يضع هذه المبادلة في صميم استراتيجيته الاستثمارية، قادراً على الإبحار بكفاءة في السوق.

وقال إن الإقفال في الشهر الأولى من عام 2020، سبّب انكماشاً اقتصادياً في معظم البلدان. ونتيجة لذلك، فإن نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي الحقيقي، انكمش من 2.8 % عام 2019، إلى -4.4 % في 2020، ومثل هذا الانكماش كان الأعمق في عقود، مقزماً الأزمة المالية لعام 2008.

ملاذ آمن

وأضاف أنه في الوقت الذي استفادت فيه السندات الحكومية، نظراً لمكانتها كملاذ آمن، لكن في المقابل، وفي غضون أشهر قليلة، تراجعت أسواق الأسهم بشكل حاد في أوائل 2020، حيث انخفضت معظم أسواق الأسهم أكثر من 30 %، كما تراجعت السيولة الإجمالية بشكل كبير.

وكان يمكن للأسواق أن تتراجع أكثر، لولا التحركات الهائلة والمنسقة من صانعي السياسيات في العالم، فتم فرض سياسات مالية ونقدية معاكسة لتقلبات الدورة الاقتصادية، على مستوى غير مسبوق، فيما إجراءات الصحة العامة، منعت العديد من القطاع المنزلي والشركات من الإنفاق والاستثمار.

وأدى هذا الرد المتعدد الأبعاد، ممزوجاً بمستويات عالية من المدخرات المتراكمة، إلى عكس مشاعر السوق، فتعافت أسواق الأسهم بسرعة بنهاية 2020، وخلال هذا الانتعاش، بقيت عائدات السندات متدنية.

وأضاف أن تأثير كوفيد 19 كان غير متساوٍ عبر القطاعات، ففيما الإقفال كان ثقيل العبء على النقل والتجزئة والضيافة والخدمات عموماً، كانت آثاره حميدة أكثر على عدد من القطاعات الأخرى، مثل الإسكان والسلع الصناعية. أما الشركات في مجال الرقمنة، بما في ذلك المدفوعات الافتراضية، والاتصال والترفيه على الإنترنت والتوصيلات، فقد كان أداؤها جيداً للغاية.

معدلات العائد السنوية

ووفقاً للتقرير السنوي، فإنه بحلول 31 ديسمبر 2020، بلغت معدلات العائد السنوية من نقطة إلى نقطة، لـ 20 و30 عاماً، 6.0 % و7.2 % على التوالي، بالمقارنة مع 4.8 % و6.6 % في عام 2019، وهذه الزيادات يمكن إرجاعها للسنوات التي أزيلت من الحسابات، كما لأداء في عام 2020، ما يؤكد أفضلية الجهاز في التركيز على الاتجاهات طويلة الأمد.

وأشار التقرير إلى أن الجهاز انتهز الفرصة في 2020، في سبيل تحديث بعض النطاقات داخل ملفات الاستراتيجية طويلة الأمد، وهو ما عكس تغييرات كانت قائمة لبعض الوقت، ونمت استثمارات الجهاز في الأسهم الخاصة، والبنية التحتية، على مدى عدة سنوات، وهذا أدى إلى زيادات في نطاقات التخصيص لفئتي الأصول: فازدادت الأسهم الخاصة من 2 - 8 % إلى 5 - 10 %، فيما ازدادت البنى التحتية من 1 - 5 % إلى 2 - 7 %. وعلى أساس جغرافي، فإن النطاق لمنطقة آسيا المتطورة، انخفض من 10 - 20 % إلى 5 - 15 %، بما يتماشى مع التغييرات، للثقل النسبي للمنطقة في مؤشرات العالمية.

استجابة

وأشار التقرير إلى آفاق النمو، متوقعاً أن كوفيد 19، واستجابة صانعي السياسات، سيشكلان المشهد الاقتصاد العالمي في السنوات المقبلة. فقد أجبرت الحكومات على إدارة عجز مالي كبير، وراكمت أعباء دين عام كبير، فيما تبقى معدلات التضخم منخفضة.

ومع وصول عائدات السندات الحكومية إلى أدنى مستوى، فإن المستثمرين ينظرون في طرق لتوسيع عالم استثماراتهم. وسوف تستمر السندات، كأداة أساسية في بناء المحفظات، لكن المستثمرين سينظرون في توسيع أدواتهم، وإعادة التفكير في التنويع.

وكان الوباء محفزاً لعدد من الموضوعات الهامة في الأسواق المالية، والسرعة التي كانت الأعمال قادرة على دمج التكنولوجيات، والعمليات التشغيل في الأسابيع الأولى من الأزمة، يبشر بمكاسب إنتاجية مستقبلية، فالتكنولوجيا تستمر في الدفع بسرعة التغييرات في الأعمال، والابتكارات التي وفرت سابقاً سنوات من الميزة التنافسية، تزول حالياً في أسابيع وأشهر. وبموازاة ذلك، فإن الاقتصاد العالمي يواجه فترة من نمو متباطئ، بعد أكثر من عقد من ارتفاع أسعار الأصول، والآن، الديون ما بعد الوباء.

قدرة حاسوبية

ركز الجهاز على إدماج عمليات استثمار ممنهجة، وزيادة في قوة القدرة الحاسوبية وتحليل البيانات والذكاء الاصطناعي.

وعلى الصعيد الاستثماري، فإن الجهاز لديه محفظة شديدة التنوع، تمتد في الجغرافيا إلى فئات الأصول، وأنواع الأصول، بهدف توليد عائدات ثابتة وطويلة الأمد، عبر دورات السوق.

Email