وفد الدولة يختتم زيارة لطشقند أثمرت تعزيزاً للتعاون التجاري والاستثماري

الإمارات تطلق برنامج عمل في قطاعات واعدة مع أوزبكستان

ت + ت - الحجم الطبيعي

اختتم وفد الإمارات الرسمي والتجاري الذي ترأسه معالي عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد زيارة إلى العاصمة الأوزبكية طشقند من 24 حتى 26 الجاري تضمنت عقد منتدى الأعمال الإماراتي الأوزبكي ومجموعة من الاجتماعات الرسمية ولقاءات الأعمال بين الجهات الحكومية والمستثمرين وممثلي القطاع الخاص في البلدين، حيث تم إطلاق برنامج عمل في قطاعات واعدة.

وتأتي الزيارة استكمالاً لجهود البلدين في تطوير شراكتهما الاقتصادية خلال المرحلة المقبلة وخلق مسارات جديدة للتعاون في القطاعات ذات الأولوية، والعمل على زيادة التبادلات التجارية وتشجيع تدفقات الاستثمار وتسهيل وتوليد الفرص أمام شركات البلدين للدخول في شراكات جديدة وبناء مشاريع ناجحة.

شارك في أعمال الزيارة أكثر من 100 مسؤول ورجل أعمال ومستثمر من الجانبين، وشهدت عقد ما يزيد على 50 اجتماعاً أثمرت عن مجموعة من الاتفاقات وخطط الشراكة التي سيتم العمل عليها خلال المرحلة المقبلة، وتم خلالها توقيع 4 اتفاقيات ومذكرات تفاهم في عدد من المجالات التجارية والاستثمارية ذات الأولوية تم بموجبها إنشاء مجلس أعمال مشترك، وانضمام أوزبكستان لبرنامج جواز السفر اللوجستي العالمي الذي أطلقته الإمارات، وإقرار خطة لتنمية التعاون الاقتصادي بين أبوظبي وأوزبكستان، والاتفاق على مشروع استثماري مشترك في الزراعة.

كما أقر الطرفان خطوات عملية وإطاراً زمنياً للعمل المشترك المرحلة المقبلة لمضاعفة التبادل التجاري غير النفطي لدعم التعافي الاقتصادي من الجائحة وتسريع النمو في مرحلة ما بعد الجائحة، والتنسيق بين الحكومتين الإماراتية والأوزبكية لتقديم كل التسهيلات لتطوير فرص التعاون بين الشركات الإماراتية والأوزبكية ورواد الأعمال من البلدين لزيادة أنشطتهم ومشاريعهم في أسواق البلدين، مع التركيز على قطاعات الزراعة والأمن الغذائي والطاقة المتجددة والبناء والعقارات وصناعة الأدوية والصحة والسياحة وتكنولوجيا المعلومات.

ووقع اتحاد غرف التجارة والصناعة بدولة الإمارات وغرفة تجارة وصناعة أوزبكستان مذكرة تفاهم لتأسيس مجلس أعمال مشترك بين البلدين، يلتزم بموجبها الطرفان بتشجيع وتسهيل بناء الشراكات على مستوى رجال الأعمال والمستثمرين وتعريفهم بالسياسات الاقتصادية والتجارية وتعزيز قدرتهم على الوصول إلى الفرص التجارية والاستثمارية الواعدة بين البلدين.

جواز لوجستي

ووقّعت «دبي اللوجستية العالمية» مع وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية في أوزبكستان مذكرة تفاهم بشأن انضمام أوزبكستان إلى برنامج الجواز اللوجستي العالمي الذي أطلقته الإمارات، وبما يسهم في تنمية التجارة وتيسير إجراءاتها بين البلدين من خلال المزايا التي يقدمها الجواز في عمليات الجمارك والموانئ والخدمات اللوجستية الداعمة للتجارة، واتفق الطرفان بموجبها على تشجيع التجار ووكلاء الشحن في أوزبكستان على التسجيل في البرنامج لتسهيل وتسريع أعمالهم التجارية مع الإمارات وأسواق المنطقة من خلال دبي.

وتم توقيع مذكرة تفاهم بشأن التعاون الاقتصادي بين دائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي ووزارة الاستثمار والتجارة الخارجية في أوزبكستان واتفق الطرفان بموجبها على تبادل المعلومات الاقتصادية المتعلقة بمختلف القطاعات والتعريف بتشريعات وسياسات التجارة والاستثمار، وزيادة وتنويع الصادرات، وفتح أسواق جديدة، وتنظيم معارض تجارية، وتطوير برامج متبادلة للترويج والتوعية حول المنتجات والخدمات وفرص الاستثمار لدى الجانبين بما في ذلك تبادل زيارات الوفود ورجال الأعمال.

مشروع مشترك

كما تم توقيع اتفاقية استثمارية لمشروع مشترك في تنمية الزراعة وتحديداً في محاصيل الكرز في أوزبكستان، وقعتها شركة 20E للاستثمار الزراعية المحدودة، و«أبوظبي وأوزبكستان للاستثمار»، وتهدف إلى دعم الاستثمار والتجارة في الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي .

وكانت حكومة أوزبكستان أعلنت أخيراً عن إنشاء مكتب تمثيل تجاري لها في الإمارات لتوسيع وتقوية العلاقات الاقتصادية والتجارية وتطوير مسارات التعاون المستقبلية.

وأشار حميد محمد بن سالم الأمين العام لاتحاد غرف التجارة والصناعة بدولة الإمارات، إلى أن نمو العلاقات الثنائية المتواصل يؤكد على الرغبة المشتركة في تحقيق المزيد من التعاون في شتى المجالات، ويصب المنتدى في هذا الإطار، حيث يشكل إحدى وسائل التشاور والتباحث نحو توسيع العمل المشترك، مبيناً أن توقيع مذكرة تفاهم لتأسيس مجلس أعمال مشترك إماراتي أوزبكي بين اتحاد غرف الإمارات وغرفة تجارة وصناعة أوزبكستان سيسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية وتعريف مجتمع الأعمال على مناخ الأعمال والاستثمار في البلدين، حيث سيكون بمثابة محرك ومدخل لعلاقات أكثر شمولاً في كل المجالات التجارية والاستثمارية.

وأكد راشد عبد الكريم البلوشي، وكيل دائرة التنمية الاقتصادية - أبوظبي، أن منتدى الأعمال الإماراتي الأوزبكستاني يعكس الحرص المشترك من قيادة البلدين في استكشاف المزيد من فرص الاستثمار وتعزيز الشراكة القطاع الخاص بين الجانبين في ظل التوجه المشترك نحو سياسة التنويع الاقتصادي المستدام وتنمية القطاعات غير النفطية وتطوير اقتصاد المعرفة.

مشاريع اجتماعية

وأكد محمد حاجي الخوري، المدير العام لمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، على النتائج الإيجابية لزيارة أوزبكستان، والتي ستعزز التعاون في كل المجالات، لاسيما مجالات العمل الإنساني والاجتماعي، مشيراً إلى أن المؤسسة كان لها بصمات واضحة في عدد من المشاريع الاجتماعية والإنسانية في أوزبكستان وآخرها كان الإعلان في منتصف العام الحالي عن مستشفى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للنساء والأطفال بقيمة 27 مليون دولار.

ورحب محمود أحمد البستكي، المدير التنفيذي للعمليات، دبي التجارية، والمدير العام لمبادرة الجواز اللوجستي العالمي، بانضمام أوزبكستان إلى مبادرة الجواز اللوجستي العالمي، موضحاً أن انضمامها سيعزز النمو التجاري والتنافسية لمنتجاتها من خلال تمكين وصولها وانتشارها عبر سلاسل توريد أكثر كفاءة وفاعلية والتي يوفرها الجواز، حيث تسهم الخطوة في استكشاف فرص العمل الجديدة بفضل شبكة مراكزنا وبواباتنا الموزعة في دول أمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا والشرق الأوسط، وزيادة قدراتها على التواصل التجاري مع العالم.

شراكات اقتصادية

وقال محمد جمعة المشرخ، المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة): «إن الزيارة تعزز الشراكات الاقتصادية وتعرف بالفرص الاستثمارية الواعدة، تحقيقاً لرؤيتها للمرحلة المقبلة التي تهدف إلى مضاعفة التبادل التجاري وتوسيع الشراكات الاقتصادية وتعزيز العلاقات مع المستثمرين وتشجيع تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة».

وقال، سارفار خميدوف مدير المكتب التمثيلي لدولة الإمارات في وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية في أوزبكستان: «يسعدنا أن نرى مثل هذا الاهتمام الكبير الذي أبدته الشركات الإماراتية للقيام بأعمال تجارية في أوزبكستان».

تطور التجارة

وشهدت علاقات التعاون بين الإمارات وأوزبكستان تطوراً متنامياً خلال السنوات العشر الماضية، حيث سجلت التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين نمواً بما يزيد على 124% من 2011 إلى 2020، إذ قفزت من 178.1 مليون دولار (654.3 مليون درهم) عام 2011 إلى 400 مليون (1.5 مليار درهم) عام 2020.

وتعد الإمارات الشريك التجاري الأول عربياً لأوزبكستان، وتستأثر بأكثر من 50% من تجارتها مع الدول العربية، ويبلغ حجم الاستثمارات المتبادلة بين الجانبين أكثر من 3.8 مليارات دولار 97% منها استثمارات إماراتية في أوزبكستان وتشمل عدداً من القطاعات الحيوية مثل العقارات وتجارة الجملة والتجزئة والنقل والتخزين والأنشطة المهنية والعلمية والتقنية.

19 جهة

ضم وفد دولة الإمارات ممثلين عن 19 جهة حكومية وخاصة، من أبرزها إلى جانب وزارة الاقتصاد: وزارة البيئة والتغير المناخي، ووزارة الطاقة والبنية التحتية، ودائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، واتحاد غرفة التجارة والصناعة بالدولة وغرف التجارة والصناعة في كل من دبي والشارقة والفجيرة، ومكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر، وشركة الاتحاد لائتمان الصادرات، وموانئ دبي العالمية، موانئ أبوظبي، ومبادلة للرعاية الصحية، مصدر، وشركة الخليج للصناعات الدوائية (جلفار)، ومجموعة كانو، ومجموعة داماك، وغيرها في حين شارك في المنتدى من الجانب الأوزبكي ممثلون عن أكثر من 40 جهة ما بين مؤسسة حكومية وشركة خاصة في مختلف القطاعات.

Email