رئيس بنك باركليز الخاص في الإمارات لـ«البيان »:

الإمارات تدعم نمو الاستثمارات المستدامة إقليمياً وعالمياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكّدت رشا بدوي، رئيس بنك باركليز الخاص في الإمارات، أهمية الدور الرئيس والمنهجي، الذي تلعبه الإمارات لدعم نمو الاستثمارات المستدامة في المنطقة والعالم، منوهةً بأنه دور يعزّز المكانة الاستراتيجية للدولة كمركز عالمي للاستثمارات.

وأضافت في تصريحات خاصة لـ«البيان» إن «مؤشر الحوكمة والمسؤولية الاجتماعية والبيئية»، الذي أطلقه سوق دبي المالي عزّز اهتمام شريحة كبيرة من علماء البنك البريطاني بهذا النوع من الاستثمارات، لافتةً إلى أن تلك الاستثمارات تمثل جزءاً من الإدارة البنكية للمحفظة الاستثمارية في «باركليز».

وقالت رشا بدوي إن «الاستثمار المستدام يحظى باهتمام استثنائي في المنطقة. إذ شهدنا طلباً متزايداً على هذا التوجه من الاستثمار وكذلك الاستثمار المتوافق مع الشريعة الإسلامية، خصوصاً بعد جائحة «كوفيد 19». على الصعيد العالمي، أخيراً، فالاستثمار المستدام يشهد نمواً كثر من غيره. كما لاحظنا العديد من الاستثمارات من شركتي مصدر ومبادلة في هذا المجال، وهذا يجعل الدولة ذات قيمة استراتيجية وفعالة في المنطقة، وعلى خريطة العالم».

وأضافت: «ركزنا بالفعل على الاستثمارات المستدامة، من خلال تطوير محفظة محددة تستثمر بطريقة مستدامة، ويدير فريقنا في لندن هذه المحفظة. في الواقع، يذهب «باركليز» إلى أبعد من ذلك.

حيث نقوم بتضمين إرشادات الاستدامة وإرشادات الاستثمار المسؤول في كل عمليات الاستثمار لدينا، لذا، حتى لو لم يكن الاستثمار بحد ذاته مستداماً، فإن ذلك يتجلى في الطريقة التي تتبع فلسفتنا الاستثمارية بها إرشادات الاستثمار المسؤول، ونصحت بضرورة أن يتطلع المستثمرون إلى فهم النهج، الذي يناسب تفضيلاتهم ومحافظهم، والحصول على المساعدة في التنقل بينها، كما يجب أن يدركوا أن مديري الاستثمار المختلفين لديهم مستويات متفاوتة من المهارة في استخدامها.

تغيّر المناخ

وحول المشتركات بين الاستثمارات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية والاستثمار المستدام، قالت رشا: «الاستثمار المستدام هو مفهوم يكتسب شعبية ليس فقط في المنطقة، ولكن على مستوى العالم أيضاً، ويرجع ذلك أساساً إلى ما يحدث في العالم من حيث تغير المناخ. يبحث الكثير من العملاء على مستوى العالم عن استثمارات مستدامة.

لقد كان اتجاهاً متزايداً وطلباً من العملاء لتخصيص الأموال في الحوكمة كونه جزءاً من محافظهم الاستثمارية. نحن نلاحظ بشدة، رغبة الكثير من العملاء بتخصيص أكبر نسبة من محافظهم الاستثمارية في الاستثمار المستدام لأنه أمر أخلاقي. أعتقد أن هناك صلة قوية بين الاستثمار المستدام والاستثمار المتوافق مع الشريعة الإسلامية، حيث يستكشف العديد من العملاء فرص الاستثمار هذه، لأنهم يريدون استثمارات أخلاقية جيدة للإنسانية وللبيئة وتفي بقيمهم».

معايير عالمية

وحول الجهة التي تقرر ما إذا كانت الاستثمارات مستدامة، أوضحت رشا: «هناك مؤشرات تحدد مدى استدامة الاستثمارات، وتراقب أيضاً مستوى الأصول داخل المحفظة والشركات التي تستثمر فيها. إلى جانب المعايير العالمية، لكل شركة معاييرها ومقاييسها الخاص لمدى استدامة عملياتها واستثماراتها. لدى باركليز، في جميع محافظنا التقديرية، نستثمر بمسؤولية، لأننا نعتقد أنه من المنطقي تقييم جميع الشركات من حيث المخاطر البيئية والاجتماعية ومخاطر الحوكمة.

وتتطلع فلسفتنا للاستثمار المستدام إلى الاستثمار في الشركات عالية الجودة، التي تستفيد من توليد نقدي قوي ودائم ونمو رأس المال والسلع والخدمات المحمية للملكية الفكرية ذات المهام الحرجة وميزانيات عمومية قوية مع مستويات منخفضة نسبياً من الرافعة المالية. بفضل هذا التقييم الدقيق لخصائص استدامة الشركة، نعتقد أننا وضعنا استراتيجية، من شأنها أن تسمح لنا بالاستمتاع بعوائد قوية معدلة حسب المخاطر مع المساعدة في تحسين الاستدامة العالمية».

نمو متزايد

وأضافت رئيس بنك «باركليز» الخاص في الإمارات: تشهد الاستثمارات صديقة البيئة والمستدامة نمواً متزايداً خصوصاً بعد جائحة «كورونا»، وذلك ليس باعتبارها ترفاً، ولكن كونه نهجاً أساسياً لاختيار استثمارات عالية الجودة، وقد تم تعزيز هذا التقدير في دراستنا لعام 2020 للاستثمار، من أجل التأثير العالمي، التي أشار فيها 66% من العائلات إلى نيتهم بتوسيع تقييمهم للمخاطر.

ليشمل المزيد من العوامل غير المالية، أي الاجتماعية والبيئية والحوكمة، كونها جزءاً من استثماراتهم في أعقاب الوباء. في الواقع، وفقاً لدراسة قمنا بها في عام 2020 بعنوان «الاستثمار لأجل التأثير العالمي»، يخطط الأفراد ذوو الملاءة المالية العالية، والأسر، والمكاتب العائلية، والمؤسسات لزيادة مخصصاتهم في الاستثمار الأخلاقي من 20% من محافظهم الاستثمارية في عام 2019 إلى 35% بحلول عام 2025. ربع المستثمرين، أي ما يعادل 27%، يتوقعون الانتقال إلى الاستثمار الأخلاقي بنسبة تفوق عن 50% في غضون 5 سنوات.

Email