نائب الرئيس لحلول الأعمال الرقمية في شركة الخليج للحاسبات الآلية:

لا سقف لطموحات الإمارات في «التصنيع السحابي»

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال شريف مرقس، نائب الرئيس لحلول الأعمال الرقمية في شركة الخليج للحاسبات الآلية، إن طموح دولة الإمارات في مجالات التصنيع القائمة على السحابة أو ما يعرف بـ«التصنيع السحابي» لا سقف لها، منوهاً بأن الحكومة تعمل على تعزيز الصناعة كمورد رئيس في الناتج المحلي الإجمالي.

وأضاف في اصريحات خاصة لـ«البيان» أنه «عندما أطلقت وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في الإمارات «مشروع 300 مليار»، في مارس الماضي، فإنها حددت بوضوح، عزمها على مضاعفة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي السنوي، ثلاثة أضعاف، من 133 مليار درهم، إلى 300 ملياراً خلال عقد واحد فقط».

وتابع: «تسعى الإمارات لأن تكون قوة تصنيعية عالمية، فالحكومة تهتم ببناء بنية تحتية متفوقة، مادياً ورقمياً، على حد سواء». وأكمل: «على الرغم من أهمية توفر بنية تحتية مادية عالمية المستوى، إلا أن بناء نظام رقمي مستدام بطبيعته، هو أمر بالغ الأهمية بالنسبة للأعمال. ففي ظل شبكة سلاسل توريد عالمية سريعة التغيّر.

كالتي نعيشها اليوم، فإن مراكز التصنيع بحاجة إلى توفير المرونة والسرعة للشركات، لتظل قادرة على المنافسة. ويعتبر نموذج الحوسبة السحابية الديناميكي، القابل للتكيّف، والفعّال من حيث التكلفة، عاملاً تمكينياً حقيقياً للواقع الجديد لقطاع التصنيع، الذي ينتقل إلى عصر الصناعة 4.0، بما فيه من زيادة الأتمتة حتى أقصى الأطراف، وتبادل البيانات، واستخدام الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء».

المركز الأول

وقال نائب الرئيس لحلول الأعمال الرقمية في شركة الخليج للحاسبات الآلية: «إن الدولة الآن في وضع جيّد للغاية، يؤهلها التصدي لهذا التحدي المثير، فهي تتمتع بموقع جغرافي استراتيجي في منتصف الطريق الطبيعي بين الشرق والغرب، يربط سلاسل التوريد والأسواق في آسيا بأوروبا والأمريكتين.

وما نجاح موانئ دبي العالمية في جبل علي، إلا شهادة أخرى على الإنجازات التي يمكن تحقيقها في هذا الجزء من العالم، إذ يحتل هذا الميناء المرتبة العاشرة، كأكبر ميناء للحاويات في العالم، وقد حصل على مدار 24 عاماً متتالية، على لقب أفضل ميناء بحري في منطقة الشرق الأوسط برمتها».

وأوضح أن الإمارات توفّر فرصاً غير مسبوقة للمصنعين؛ بفضل بنيتها التحتية المادية الأفضل من نوعها في العالم، إذ تتضمن بنية خدمات لوجستية عالمية المستوى، ومناطق حرة.

ونظاماً ضريبياً عالي التنافسية، وأطراً تنظيمية شفافة، واتفاقيات تجارية دولية متنوعة، مبيّناً أنه ونظراً لكونها بلدٌ فتيّ نسبياً، فإنها تتمتع ببنية تحتية رقمية رائدة على مستوى عالمي. و«جدير بالذكر، أن الدولة تتمتع بأعلى نسبة انتشار للنطاق العريض بتقنية الألياف الضوئية في العالم، وهي تنتقل الآن إلى تقنيات الجيل الخامس».

كما تتيح هذه الديناميكيات للإمارات، قيادة جهود تبني تقنيات التصنيع القائم على السحابة، على مستوى المنطقة برمتها. «إذ يوفر نموذج السحابة، القدرة على الاستجابة لظروف السوق، بطريقة موزعة في الوقت الفعلي، والتواصل مع الشركاء وسلاسل التوريد في جميع أنحاء العالم. كما يمكن تحديث البرمجيات، وتوسيع نطاقها على الفور، مقارنة بالبنية التحتية التقليدية، التي يتعين فيها على الشركات المصنعة.

الاعتماد على موارد حوسبة يتم تحديدها بشكل مادي، مع برمجيات ينبغي تحديثها بشكل دوري، وقد تصبح بسرعة غير متوقعة، عتيقة الطراز، عفى عليها الزمن. ويمكن أن تمتد الحلول السحابية من خوادم داخلية إلى خوادم خارجية، بسهولة ويسر، بما في ذلك الأنظمة الطرفية، كما يمكن الوصول إلى هذه المنصات ومشاركتها في أي مكان وزمان في الوقت الفعلي، ناهيك عن أنها قابلة للتطوير والتوسيع بسهولة».

تصنيع ذكي

ونوّه مرقس بأن نظام التصنيع القائم على السحابة يتطوّر بشكل متزايد ومطرد، حيث إنه يلامس كل جانب من جوانب عملية التصنيع الحديثة، من خلال تكامله مع الجيل التالي من الابتكارات الرقمية.

وتابع: «يوفر التصنيع الذكي كل شيء، بدءاً من المستشعرات المتقدمة المُدارة عن بُعد، مروراً بتدريب القوى العاملة، ووصولاً إلى التصميم بمساعدة الكمبيوتر، والتصنيع. وتتمتع السحابة بالقدرة على إضفاء طابع ديمقراطي على التصنيع صغير النطاق، من خلال الطباعة ثلاثية الأبعاد.

ودعم النمو من خلال التحليلات في الوقت الفعلي (البيانات الضخمة)، وتوفير أنظمة إدارة علاقات العملاء، وحلول تخطيط موارد المؤسسة، وأنظمة إدارة رأس المال البشري المتكاملة، والتكامل مع الشركاء، بتكلفة أفضل ومستويات قابلة للتكيف».

واستطرد قائلاً : «بات مطلوباً بشكل متزايد من شركات التصنيع، التكيف والتحول إلى تقنيات وخطوط إنتاج جديدة. وتعتمد تقنيات التطوير الرشيقة على قدرات السحابة، لإعادة صياغة مشهد تكنولوجيا المعلومات بشكل سريع وموثوق، لدمج التقنيات المبتكرة، وتوسيع النظام البيئي للشركاء».

وختم حديثه بالقول: «تمتاز الفوائد التي يقدمها التصنيع السحابي، بأنها غير محدودة، وفي واقع الأمر، فإن التصنيع اليوم بالكاد يشبه ما كان عليه قبل عشر سنوات. ونظراً لأسبقية دولة الإمارات، واحتلالها المركز الأول في المنطقة، فإن طموحات التصنيع فيها، إلى جانب تبنيها للحوسبة السحابية كمفهوم، تجعل تحقيق «مشروع 300 مليار» في متناول اليد».

Email