«أكسفورد بيزنس»: الإمارات نموذج لـ«البناء المستدام» في المنطقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أشار تقرير لشركة الأبحاث والاستشارات العالمية «أكسفورد بيزنس غروب» إلى تزايد التركيز على «البناء المستدام» في الشرق الأوسط، لا سيما في الإمارات التي تقدم نموذجاً بارزاً له، خصوصاً من خلال مثل خطة دبي الحضرية 2040 وتطوير مدينة مصدر وغيرها، وأوضح التقرير أن تعريف المصطلح يخضع لتطور مستمر، ويشمل أكثر بكثير من مجرد مواد بناء مستدامة بيئياً، حيث بات يُستخدم بشكل متزايد للإشارة إلى العوامل البيئية والاجتماعية وعوامل الحوكمة على طول عملية التخطيط والبناء، مع دمج جوانب مثل التصميم وتوليد الطاقة وحتى النتائج الاجتماعية.



استفادة


وأكدت «أكسفورد بيزنس» ومقرها في لندن أن قطاع البناء أكثر من غيره، يمكنه الاستفادة بشكل كبير من التحول نحو ممارسات أكثر استدامة، لا سيما أن تقرير الأمم المتحدة في ديسمبر، قدر أن صناعة البناء، بما في ذلك الانبعاثات التشغيلية، شكلت 38% من انبعاثات الكربون المرتبطة بالطاقة في العالم، وهذه المشكلة لها صلة خاصة بالشرق الأوسط، الذي يشكل موطن البلدان الأربعة الأعلى في نصيب الفرد من انبعاثات الكربون.

وفي إشارة إلى عنصر أساسي آخر هو كفاءة استخدام الموارد، والذي يراه عاملاً ذا أهمية متزايدة لقطاع البناء في دول الخليج مع تعافيها من التداعيات الاقتصادية للوباء، نقلاً عن إحدى الشركات الخليجية إمكانية تحقيق ذلك، ليس فقط عن طريق استخدام المواد المستدامة ودمج أطر عمل كفاءة الطاقة، ولكن أيضاً عن طريق تطبيق ثقافة البناء الخالي من الهدر من الأسفل إلى الأعلى.



أجندة خضراء



وأكد التقرير أن المنطقة خلال السنوات الأخيرة، حققت تقدماً كبيراً على صعيد البناء المستدام، ومن بين الأمثلة البارزة خطة دبي الحضرية 2040، التي تم إطلاقها في مارس، موضحاً أنها مخطط شامل للتنمية الحضرية المستدامة في المستقبل، بهدف تصميم دبي بطريقة تسمح باستيعاب عدد سكانها المتزايد بشكل فعال، حيث من المتوقع أن يرتفع من 3.3 ملايين نسمة إلى 5.8 ملايين خلال العقدين المقبلين.

وتولي دبي قيمة عالية للترفيه والاستجمام، حيث من المقرر أن تتضاعف المساحات الخضراء والترفيهية بحلول عام 2040، وتشكل المحميات الطبيعية والمناطق الطبيعية الريفية 60% من إجمالي مساحة الإمارة، فيما أن مفتاح هذه الخطة «التي يقودها الناس» يكمن في تطوير 5 مناطق حضرية رئيسية، سيتم ربطها بالعديد من الممرات الخضراء، في تصميم لتشجيع التنقل المستدام عبر المدينة، مثل ركوب الدراجات والمشي، وبالتالي تقليل حركة مرور السيارات وتعزيز أنماط حياة أكثر صحية، وتشير التوقعات إلى أن هذا التركيز على التواصل سيؤدي إلى إقامة 55% من السكان على بعد 800 متر من محطة نقل عام رئيسية.

ويلفت التقرير إلى أن التنقل يعد أمراً أساسياً في مبادرات المعيشة المستدامة في الخليج، نظراً للتفضيل التقليدي للتنقل بالسيارات على الوسائل الأخرى، ونقل عن الرئيس التنفيذي لمدينة الشارقة المستدامة يوسف المطوع، قوله: تتمثل مهمتنا في تحقيق أقصى قدر من الراحة في وسائل النقل البديلة- أو المشي ببساطة- وسيلة لتثبيط استخدام المركبات الخاصة، مضيفاً: إنه في سبيل تحقيق هذه الغاية يفترض النظر في التنقل المستدام من بداية أي مشروع واسع النطاق، وأن ينعكس في الخطة الرئيسية مكوناً أساسياً لجودة الحياة.

وأشار التقرير إلى مشروع مستدام رئيسي آخر، هو مدينة مصدر في أبوظبي، والذي يهدف إلى أن يصبح أحد أكثر مشاريع التطوير الحضرية استدامة في العالم، وإضافة إلى تقديم خيارات نقل منخفضة الانبعاثات وإمدادات الطاقة المتجددة الخاصة بها، ليفيد المطورين بأن جميع المباني في المدينة، التي ستضم 50 ألف نسمة و40 ألف وظيفة وإقامة للطلاب، يتم بناؤها باستخدام الإسمنت منخفض الكربون والألمنيوم المعاد تدويره بنسبة 90% ومواد أخرى مستدامة، على أن تستخدم المباني الجديدة نسبة مياه أقل 40% مقارنة بالمعايير، التي وضعتها الجمعية الأمريكية لمهندسي التدفئة والتبريد وتكييف الهواء.

Email