حوار مستقبل الصناعة في الإمارات

بحث تطوير التكنولوجيا المتقدمة محلياً وعالمياً

سلطان الجابر وسارة الأميري خلال اللقاء الافتراضي مع مسؤولي الشركات الوطنية والعالمية | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

بحث معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ومعالي سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة، آفاق تطوير قطاع التكنولوجيا المتقدمة في الإمارات مع عدد من مسؤولي كبرى الشركات الوطنية والعالمية العاملة في الدولة.

جاء ذلك خلال اللقاء الافتراضي الثالث، ضمن سلسلة اللقاءات المخطط إجراؤها مع الشركات الوطنية والعالمية العاملة في القطاعات الصناعية الرئيسة في الإمارات، وذلك كونه جزءاً من مبادرة «حوار مستقبل الصناعة»، التي أطلقتها وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة مطلع فبراير الجاري، ضمن جهودها لإعداد استراتيجيتها، والارتقاء بقدرات القطاع الصناعي وتعزيز تنافسيته في مختلف المجالات. وسوف تستمر هذه اللقاءات خلال الشهور المقبلة، ضمن سعي الوزارة لتعزيز العلاقة مع منظومة القطاع الصناعي، والتأسيس لمرحلة جديدة من التعاون وبناء الشراكات المستدامة.

شارك في اللقاء أعضاء الإدارة العليا في وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، وممثلو وفرق عمل كبرى الشركات الوطنية العاملة في قطاع التكنولوجيا المتقدمة، وهم: فيصل البناي، الأمين العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، وبدر سليم سلطان العلماء، المدير التنفيذي لشركة «مبادلة» للاستثمار، وإسماعيل علي عبدالله، الرئيس التنفيذي لشركة «ستراتا»، ومحمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، والبروفيسور الدكتور إريك زينغ، رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وبينغ شياو، الرئيس التنفيذي لمجموعة «جي 42»، والدكتورة داليا المثنى، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة «جنرال إلكتريك» في منطقة الخليج، ووديتمار سيرسدورفر، المدير التنفيذي لشركة «سيمنس للطاقة» في الشرق الأوسط، ونورم جيلسدورف، رئيس شركة «هانيويل» في المناطق سريعة النمو والشرق الأوسط، وعبدالرحمن الذهيبان، نائب الرئيس الأول للتقنية في شركة «أوراكل» في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا الوسطى والشرقية، وياسر جمال، نائب الرئيس لسلسلة الإمداد في شمال أفريقيا والشرق الأوسط بشركة «يونيليفر»، وسليم إده، المدير التنفيذي للسياسة العامة والعلاقات الحكومية لدى «غوغل» الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وريم أسعد، نائب الرئيس في شركة «سيسكو» في الشرق الأوسط وأفريقيا.

وتم خلال اللقاء استعراض قصص النجاح والخطط المستقبلية، ونقاط التحسين للمرحلة المقبلة للشركات والمؤسسات الأكاديمية والتكنولوجية المشاركة في اللقاء، وخصوصاً في كيفية تعاملها مع الأوضاع، التي فرضتها جائحة «كوفيد 19» والخطط التي وضعتها لمرحلة التعافي من تأثيراتها، والدور الكبير الذي تلعبه في عالم، تتسارع فيه الخطى لتبني الحلول التكنولوجية كونها بديلاً عن منظومة الأعمال التقليدية التي كانت متبعة قبل الجائحة.


دور حيوي

وقال معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر: «لقد غيرت جائحة «كوفيد 19» رؤيتنا واستخداماتنا للتكنولوجيا وأسلوب عملنا وحياتنا، وكان لشركات التكنولوجيا دور حيوي في تعزيز قدرة العالم على التكيف وضمان استمرارية الأعمال خلال الجائحة في مختلف القطاعات، بما في ذلك العمل عن بُعد، والتعليم، والتسوّق، والترفيه، والرعاية الصحية، والعديد غيرها».

وأضاف: «من خلال رؤية القيادة الرشيدة بإرساء بنية تحتية متطورة، تميزت دولة الإمارات باستجابتها الفعّالة واستطاعت التكيّف بسرعة مع المتغيرات التي فرضتها الجائحة، ونجحت في تخطي الفترة الأصعب التي واجهها العالم، وذلك نتيجة الاستثمار المستمر في تطبيقات التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي، من خلال العديد من المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية والأكاديمية المتخصصة بالذكاء الاصطناعي والأبحاث التكنولوجية المتطورة، وبالتعاون مع القطاع الخاص الذي كان له دور بارز في هذا المجال».


ركائز صلبة

وأكد وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة خلال اللقاء أن الإمارات أرست ركائز صلبة لتمكين التقدم والنمو الصناعي، استناداً إلى الثورة الصناعية الرابعة، من خلال امتلاكها عدداً من المزايا كأنظمة الثورة الصناعية الرابعة القائمة فعلاً، وإطار عمل مرناً لتطوير السياسات، وتوفر الصناعات الأساسية والمتنوعة التي يمكنها الاستفادة من التقنيات الحديثة، ووجود شركات وطنية رائدة ذات رؤية مستقبلية، تسهل عملية الانتقال لاعتماد حلول الثورة الصناعية الرابعة، إضافة إلى البنية التحتية المتفوقة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والإجراءات المحكمة في مجال الأمن السيبراني.

وشدد على أهمية تعزيز مساهمة الشركات العاملة في قطاع التكنولوجيا المتقدمة في منظومة البحث والتطوير الوطنية، وتفعيل دورها في تنفيذ رؤية القيادة بالعمل على تمكين الكفاءات والعقول المبدعة من شباب وفتيات الإمارات، بما يمكنهم من الارتقاء بمساراتهم الوظيفية في هذا المجال الحيوي، من خلال برامج التعليم المستمر والمنح البحثية، مشيداً بما حققته الدولة على صعيد تطوير قدراتها التقنية وخصوصاً في العقد الأخير، وريادتها في العديد من المؤشرات الدولية المتخصصة في هذا الإطار، منوهاً بأن وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة مستمرة في دعم كل الأطراف للمساهمة الفاعلة في توطين المعرفة وتبني حلول الثورة الصناعية الرابعة.


نقلة نوعية

وأوضح الجابر أنه تم إنشاء وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة للجمع بين قطاعي «الصناعة» و«التكنولوجيا المتقدمة» وإحداث نقلة نوعية في القطاع الصناعي بخطى سريعة تعزز نموه، وذلك بما يتماشى مع رؤية القيادة الرشيدة لجعل دولة الإمارات من أكثر الدول تقدماً في القطاع الصناعي خلال العقد المقبل، منوهاً بأن الوزارة ستلعب دوراً محورياً في المرحلة المقبلة لتمكين القطاعات الصناعية كافة من خلال تقديم الحلول التشريعية والإدارية والتقنية، والعمل على ضمان تدفق السيولة المالية اللازمة لتعزيز الاستثمارات الوطنية في القطاع، وتحفيز الابتكار واعتماد التكنولوجيا المتقدمة للارتقاء بالأنظمة والحلول الصناعية، ورفع مستويات الإنتاجية والاستدامة، بما يضمن تعزيز تنافسية المنتجات المصنعة في دولة الإمارات، ويعزز جاذبية الدولة لاستقطاب الاستثمارات والكفاءات الأجنبية.


نموذج اقتصادي

وأشارت معالي سارة الأميري وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة إلى أن جائحة «كوفيد 19» أسهمت في تسريع الخطى والانتقال إلى نموذج اقتصادي أمثل، يقوم على المعرفة وتطبيقات التكنولوجيا المتقدمة، وهو نموذج تبنته العديد من دول العالم، ومن بينها دولة الإمارات التي استشرفت المستقبل، وعملت منذ سنوات على بناء بنية تحتية رقمية متطورة للغاية، مكّنت الحكومة من الاستمرار بأعمالها بكفاءة عالية خلال الجائحة، وهي نتائج ما كانت لتتحقق لولا الرؤية الثاقبة، التي تتمتع بها قيادتنا الرشيدة والقائمة على تحويل التحديات إلى فرص.

وتابعت: «ما نراه اليوم من مرونة في العمل الحكومي وفي عملية اتخاذ القرار يوضح كيف أسهمت الجائحة في تسريع التوجهات الحكومية المستقبلية، حيث شهدت التقنيات الرقمية المتقدمة تزايداً كبيراً في الاستخدام على مستوى القطاعين الحكومي والخاص على حد سواء. ولقد ثبُت أن تبني التكنولوجيا المتقدمة عنصر ضروري للحكومات ومؤسسات القطاع الخاص للتمتع بالمرونة والاستدامة في هذا الوقت العصيب. وفي ظل إدراكها أن المستقبل يكمن في المعرفة والبحث والتطوير والتكنولوجيا، قررت دولة الإمارات إنشاء وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، بغرض تحقيق طموحها في قيادة الثورة الصناعية الرابعة والانتقال إلى اقتصاد قائم على المعرفة».

وأكدت أن لوزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة توجهات واضحة في ما يتعلق بالتكنولوجيا المتقدمة، حيث سيتم العمل على النهوض بمختلف القطاعات الحالية من خلال دعم وتيسير استخدام التكنولوجيا المتقدمة، إلى جانب العمل على إنشاء قطاعات وصناعات جديدة، عبر الاستثمار في العلوم والتكنولوجيا والابتكار.


تشجيع


وأشارت الأميري إلى أن وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة ستركز على تشجيع تطبيق التكنولوجيا المتقدمة وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة في القطاع الصناعي وكل القطاعات الاقتصادية الأخرى، لتعزيز الإنتاجية وتوفير وظائف ذات مهارات عالية، وسيتم ذلك من خلال طرح مجموعة من المبادرات والبرامج التي ستخلق منظومة للتمكين، بالإضافة إلى المحفزات المناسبة لمساعدة الشركات على التحول وتبني الحلول الذكية لتقنيات الجيل الرابع للصناعة.

ونوهت خلال اللقاء بأن وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة ستعمل على رفع مستوى الوعي لدى مختلف الشركات العاملة بالقطاع الصناعي بمفاهيم ومبادئ وحلول الثورة الصناعية الرابعة، إلى جانب تشجيع الاستخدام واسع النطاق لتقنياتها مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد وإنترنت الأشياء، وما تقدمه تلك التقنيات من حلول لتعزيز العمليات الصناعية إلى جانب العوائد الاستثمارية المجزية على الأمد الطويل.

ورحبت بآراء وملاحظات الشركاء من الحضور، مؤكدة أن «حوار مستقبل الصناعة» يعكس نهج وتوجه الوزارة للتواصل الفعّال والتنسيق المستمر مع مختلف الشركاء من الجهات شبه الحكومية وشركات القطاع الخاص، سواء الوطنية أو الدولية، العاملة على أرض الإمارات والمتخصصة في مجال التكنولوجيا المتقدمة والصناعات الاستراتيجية ذات الأولوية الوطنية، التي تعتمد التقنيات الحديثة كونها محوراً لعملياتها، منوهة بأهمية هذا التنسيق لمرحلة التعافي من جائحة «كوفيد 19».


تقنيات جديدة

وحول تطوير التكنولوجيا، نوهت الأميري بأن الوزارة ستقود كذلك تطوير تقنيات جديدة في قطاعات ذات أولوية استراتيجية، من خلال تشجيع أنشطة البحث والتطوير، التي يمكن تطبيق نتائجها على نطاق تجاري واسع. وسيكون لذلك دور مهم في مسعانا الطموح نحو إنشاء صناعات المستقبل مثل الفضاء والتكنولوجيا الطبية، بالإضافة للتقنيات المتقدمة في مجالات أمن المياه والغذاء وتنويع مصادر الطاقة، موضحة أن هذا التحول لن يتحقق إلا بوجود منظومة مساعدة تضم كل المقومات الضرورية لاكتساب المعارف ونشرها والاستفادة منها، مشددة على أن أولويات الوزارة تشمل سد الفجوة بين القطاع والهيئات الأكاديمية، وضمان التمويل المتوازن والمستهدف للبحث والتطوير، وتسهيل التعاون الدولي في مجال البحث والتطوير ونقل التكنولوجيا، مشيرة إلى أن الوزارة تسعى إلى المساهمة في انتقال دولة الإمارات نحو اقتصاد قائم على المعرفة وترسيخ مكانتها مركزاً للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة.


تصوّرات مستقبلية

أطلقت وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة مبادرة «حوار مستقبل الصناعة»؛ بهدف وضع التصوّرات المستقبلية، لمواجهة التحديات وابتكار الحلول القانونية والتقنية والإدارية لتمكين القطاع الصناعي واستدامة تطوره والمساهمة في تحقيق دولة الإمارات لرؤيتها بالريادة عالمياً في مرحلة التعافي لما بعد جائحة «كوفيد 19». كما تهدف المبادرة أيضاً إلى رفع مستويات التنسيق وتبادل الخبرات بين الوزارة والشركات الوطنية والعالمية المتخصصة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، والتي تتخذ من الدولة مركزاً لها، بالإضافة إلى الشركات المتخصصة في الصناعات الثقيلة والصناعات الغذائية والصناعات الدوائية والطبية، والتي تمتلك سجلاً حافلاً من الإنجازات في الصناعات الاستراتيجية، ما يمكنها من تعزيز المكانة التنافسية للمنتجات المحلية في الأسواق الإقليمية والعالمية.

Email