بصمة الوجه خطوة نوعية للارتقاء بخدمة العملاء في الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد خبراء أن موافقة مجلس الوزراء على مقترح وزارة الداخلية بشأن تطوير وتوظيف تكنولوجيا بصمة الوجه للاستفادة منها في تطوير خدمات القطاعين الخاص والحكومي وتسهيل إجراءات المتعاملين مؤخراً ستحدث نقلة نوعية واستثنائية في خدمة العملاء في الإمارات، وترسخ ريادة الدولة في هذا القطاع من خلال إدراك أهمية تقنية التعرف على الوجه وأثرها العملي على تجارب العملاء.

وأشار الخبراء في تصريحات خاصة لـ«البيان الاقتصاد» إلى أن عدد التطبيقات التي تستخدم خاصية التعرف على الوجه في ارتفاع مضطرد وملحوظ اليوم مع زيادة فعاليتها في تحسين تجربة العملاء وزيادة المبيعات خصوصاً في قطاعات الرعاية الصحية وتكنولوجيا المعلومات والخدمات المصرفية والتسويق.


 سهولة الحياة

ومن المتوقع أن تسهم تقنية التعرف على الوجه في تقديم الخدمات للجمهور في أي وقت ومكان دون الحاجة لاستخدام وسائل التعريف التقليدية بالأفراد مثل المستندات الرسمية وغيرها، ما يساهم في رفع مستوى الرفاه الاجتماعي وتحقيق سهولة الحياة.

 وسيعمل فريق وزارة الداخلية بالتوافق مع الجهات الحكومية الأخرى لتعميم توظيف استخدام تكنولوجيا بصمة الوجه بعد الانتهاء من فترة التجربة الأولى، التي ستعمل من خلالها الوزارة على إطلاق مجموعة من الخدمات باستخدام بصمة الوجه في عدد من مؤسسات القطاع الخاص. وسيستند المشروع إلى تمكين المؤسسات من الوصول لبرمجة خاصة للتأكد من تطابق بصمة الوجه، دون المساس بسرية بيانات المتعاملين وخصوصيتهم.


التكنولوجيا البيومترية

وتعتبر تكنولوجيا بصمة الوجه -أو التعرف على الوجه- من أسرع أشكال التكنولوجيا البيومترية التي تعتمد على القياسات الحيوية للشخص نمواً، حيث أصبحت هذه التكنولوجيا مستخدمة في العديد من التطبيقات التجارية، ولأغراض أمنية ولحماية الخصوصية في أجهزة الهاتف المحمول أو حتى في العديد من المواقع الإلكترونية. وتستخدم تقنية بصمة الوجه خوارزميات التعلم العميق لمقارنة الصور الرقمية إلى البصمة المخزنة في قاعدة البيانات من أجل التحقق من هوية الفرد.

ويعمل النظام الخاص بالتعرف على الوجه من خلال تحديد حوالي 80 «نقطة عقدية» ثم تخزين هذه البيانات كبصمة للمقارنة مع البيانات المخزنة من الوجوه في قاعدة البيانات. ومن أهم النقط العقدية التي يقوم النظام بمسحها المسافة بين العينين، وعرض الأنف، وعمق تجويف العين، وشكل عظام الخد، بالإضافة إلى طول خط الفك.

وتتوقع دراسة لشركة «ماركتس آند ماركتس» أن يصل حجم سوق تقنيات البيومترية عالمياً إلى أكثر من 68 مليار دولار بحلول 2025.

 

تجربة متميزة

وقال بول بوغان، الرئيس التنفيذي للشؤون الرقمية لدى سيركو الشرق الأوسط، إن اعتماد تقنية التعرف على الوجه من شأنه الارتقاء بآفاق تجارب العملاء وتسليط الضوء على أهمية توفير تجربة متميزة للعملاء علاوة على دعم الابتكارات والحلول القائمة على الذكاء الاصطناعي.

وأضاف بوغان: «إن ما يدعو للحماسة بشكل خاص هو أنّه بالرغم من عدم كونها واحدةً من أحدث الابتكارات في القطاع، إلا أن هذه التقنية ستعود بالفائدة على الجميع بفضل قدرتها على توفير تجربة دقيقة ومخصصة وآمنة للعملاء بسبب سهولة استعمالها. وكان لأزمة كوفيد 19 دور رئيسي في تسريع اعتماد هذه التقنية نظراً لأهمية التجارب غير التلامسية التي تحدّ من الحاجة للاحتكاك البشري، ولهذا السبب بالتحديد كان تبني هذه التقنية أفضل من اعتماد حلول القياسات الحيوية الأخرى مثل خيار بصمة الإصبع. وتتسم كل تجربة من تجارب العملاء بتفرّدها الخاص نتيجة تحديد أسسها بالاعتماد على معايير متنوعة مثل الجنس والعُمر والفوارق الثقافية، لذا ستغني تقنية التعرف على الوجه هذه التجارب المخصصة، لتُلبي تطلعات العملاء على أكمل وجه».


فوائد كبيرة

وحول فوائد هذه التقنية أوضح بوغان: «لا تنحصر الفوائد الكبيرة لهذه التقنية على الكفاءة التي تقدمها ضمن القطاع الحكومي وبعض القطاعات الخاصة فحسب، بل تشمل شريحة أشمل نظراً لإمكانية نشرها على نطاق واسع. كما يمكن للعديد من القطاعات أن تستفيد من حلول هذه التقنية، بدءاً من القطاع الصحي وانتهاءً بقطاع النقل؛ إذ سيُتيح اعتمادها إنشاء بيئات عمل خالية من المعاملات الورقية. ويُمكن أن نلمس هذه المزايا من خلال تجربة الزائر السلسة والمتكاملة التي يُوفرها هذا الحل، مثل تمكين حلول مسح هوية الأفراد كجزء من إجراءات التحكم بالوصول - كما هو الحال بالنسبة لموظفي الشركات التي ستعتمد هذه التقنية لتضمن تقييد إمكانية الدخول للأقسام الحساسة بالموظفين المخولين بذلك فقط، الأمر الذي ينطبق بشكل خاص على منح طاقم الأمن المستوى المناسب من إمكانية الوصول».


مزايا

نظرة شاملة

وأكّد بوغان أن مزايا هذا التوجه لا تقتصر على تعزيز الثقة بشكل عام فحسب، بل تُوفر نظرةً شاملةً حول معدلات الإقبال على الخدمات أيضاً، ما يُسفر عن زيادة في مستويات الشفافية والرضا والوفورات في التكاليف والامتثال، مضيفاً: ها نحن مجدداً أمام فرصة استثنائية لترسيخ ريادة الدولة في هذا القطاع من خلال إدراك أهمية تقنية التعرف على الوجه وأثرها العملي على تجارب العملاء«.


خطوة فعالة

وقال أمين سعدي، المدير الإقليمي في شركة»مايلستون سيستمز«، إن بصمة الوجه تعد واحدة من أكثر التقنيات تطوراً المرتبطة بإدارة نظام بيئي آمن، وقد تكون خطوة فعالة في إحداث تغيير إيجابي في العديد من القطاعات.

وأضاف:»يمكن تعزيز السلامة والكفاءة في إكسبو 2021 الذي سيعقد هذا العام بشكل أكبر من خلال اعتماد هذه التكنولوجيا. ويمكن أيضاً تطبيقها بشكل أوسع في قطاعات التجزئة والضيافة والتي تعد ركائز أساسية لاقتصاد دبي«.


 قراصنة الإنترنت

وقال كانديد ويست، نائب رئيس قسم أبحاث الحماية الإلكترونية في»أكرونيس«، إن قراصنة الإنترنت يستخدمون قوة وذكاء عالم الحوسبة لإنشاء مقاطع فيديو مزيفة بشكل يظهرها واقعية جداً بحيث يصعب تمييزها على البشر. ولكن لحسن الحظ، غالباً ما خاصية بصمة الوجه على تعتمد على جانب ثلاثي الأبعاد ولا يمكن بسهولة أن يتم خدعها بصورة بسيطة ثنائية الأبعاد. لكن بالتأكيد سيشتد الصراع في هذه المسألة في المستقبل عندما تزداد القدرات في كلا الجانبين».

 

وأفاد شيهاس كيزيسيري، المؤسس والمدير التنفيذي لشركة «بيكسكوم»، إن تكنولوجيا بصمة الوجه تساعد في تعزيز أمن قطاعات التجزئة والمواصلات العامة كالتاكسي وحافلات المواصلات العامة والمترو. وأضاف: «إن استخدام هذه التكنولوجيا بشكل أكبر في المطارات والأمن سيساهم بشكل كبير في خفض خسائر علميات السرقة التي تكلف دولاً مثل الولايات المتحدة مبالغ كبيرة. ويمكننا توقع أن تساعد تكنولوجيا بصمة الوجه كذلك في مراقبة الوجهات السياحية، المواصلات العامة، قطاع الضيافة والتجزئة وضمان تعزيز الحماية والسلامة في تلك القطاعات».

Email