جزر المالديف.. قلب المحيط النابض تفتح ذراعيها للسياح العرب

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تتراءى من نافذة الطائرة كأنها قلب نابض نشأ في المحيط الهندي منذ ألوف السنين، وكلما تدلت الطائرة  نحو الأرض أكثر فأكثر يتبين للرائي تفاصيل الجزر المرجانية المتقاربة، تلك الدائرة المرجانية الكبيرة التي تحدَّت قوانين الطبيعة، فارتفعت من أعماق المحيط حاملة 26 جزيرة تطفو على استحياء، لتتفرق بدورها إلى سلسلة متجاورة من الجزر الصغيرة تربو عن 1190 جزيرة، تلك الجزر الصغيرة التي تعلو صفحة المحيط الهندي، منها ما طغي عليها الماء فأُغرقت، فلم يتبق منها إلا الشكل والرسم، ومنها من قاومت المياه

واحتمت بأشجار النخيل وجوز الهند فارتفعت بضع سنتيمترات عن سطح الماء، فنجت من الغرق، إنها جزر المالديف الساحرة.
تقع جزر المالديف جنوب شبه القارة الهندية، وهي عبارة عن سلسلة رائعة من الجزر الاستوائية في منطقة المحيط الهندي وبحر العرب، وتتمتع بخصائص جغرافية نادرة تجعلها من أفضل الوجهات السياحية في العالم، وملاذا ترفيهيا لمن يرغب تجربة الخصوصية والسباحة والصيد والمغامرة في قلب المحيط.

عند النزول إلى مطار فانيا الدولي في العاصمة ماليه وهي أكبر جزيرة في المالديف بطول كيلومتران وعرض كيلومتر، تجد الشوارع النظيفة والبنايات المرتفعة والمساجد المتقاربة والوجوه الباسمة، وهي من بين العواصم المكتظة بالسكان حيث يعيش على الجزيرة حوالي 100 ألف نسمة من أصل نصف مليون نسمة عدد سكان المالديف 100% من المسلمين. 

وتجدر الإشارة بشكل خاص إلى أن العاصمة ماليه تقع في مركز الثقافة المالديفية وتتميز بالعشرات من مباني الباستيل الملونة تتخللها شوارع صغيرة متشابكة تبدو كالمتاهة لمن لا يعرفها للوهلة الأولى، ويمكن قضاء اليوم  في العاصمة ماليه عبر التجول في المتحف الوطني وزيارة المساجد القديمة أو التنزه في حديقة السلطان الواقعة على أراضي القصر العتيق وتناول الطعام المالديفي التقليدي في العديد من المطاعم الشعبية والمقاهي والبازارات السياحية. 

ويُتاخم  مطار ماليز فيلانا الدولي في العاصمة ماليه، أكبر مطار مائي في العالم يضم خطوط شركة «ترانس مالديفيان الجوية» وهي أكبر أسطول من الطائرات المائية في العالم، أو كما يطلق عليها هناك «التاكسي المائي» حيث يضم أسطولا مكونا من 50 طائرة شراعية تقوم بمهمة توصيل السياح من العاصمة إلى الجزر البعيدة والعودة حيث تستغرق أطول رحلة حوالي ساعة واحدة تقريبا، فيما تقوم القوارب السريعة بنقل السياح إلى الجزر القريبة والمتوسطة من العاصمة، ولا يمكث السياح في العاصمة ماليه إلا لفترات وجيزة سواء عند الوصول أو المغادرة باعتبارها نقطة تجمع للانطلاق إلى الجزر والمنتجعات والفنادق. 

وتضم جزيرة فيلينجيلي المرجانية في «أدو» التي تعد ثاني أكبر مدينة في المالديف، أعلى نقطة فوق جزر المالديف بحوالي 2.4 مترات فوق سطح البحر، حيث تعد المالديف من بين أكثر دول العالم انخفاضاً من سطح البحر في العالم، فيما تتمتع كل جزيرة في المالديف بخصوصية فريدة من الأرصفة البحرية عبر المياه الفيروزية التي تسمح بمشاهدة الأسماك والحياة البحرية بكامل تفاصيلها.  
 
ونظرًا لقربها من خط الاستواء، تشهد جزر المالديف طقسا دافئا وحارا على مدار العام مع درجات حرارة معتدلة تتراوح بين 28 إلى 32 درجة مئوية، ومع ذلك تشهد جزر المالديف موسمًا متقلبا من الرياح الموسمية، وهطول الأمطار بين شهري أبريل وأكتوبر، ويكون أفضل وقت في السنة لزيارة جزر المالديف خلال موسم الجفاف الذي يمتد من يناير إلى أبريل. 
وكانت جزر المالديف من أوائل الدول التي أعادت فتح حدودها في 15 يوليو 2020 وحتى خلال هذه الأوقات غير المسبوقة، وسجلت صناعة السياحة أعدادًا هائلة من السياح وظلت البلاد يقظة للغاية خلال الوباء الذي انتهى عام 2020 بالاحتفال بأكثر من نصف مليون سائح في العام الماضي، وأكثر من 200 ألف سائح منذ إعادة فتح الحدود.

وتولى جزر المالديف أهمية قصوى للإجراءات الوقائية ضد كوفيد ـ 19 وقد اكملت تطعيم أكثر من 190 ألف نسمة على الصعيد الوطني لمن هم فوق الـ 25 عاما حتى سبتمبر عام 2021 ويتوفر في العيادات الطبية في الجزر فحوصات كوفيد ـ 19 لجميع السياح.

كما توفر أغلب الجزر في المالديف للزوار برامج ترفيهية عديدة مثل الغوص واستكشاف الشعاب المرجانية الرائعة أو الرياضة المائية مثل رياضة ركوب الأمواج شراعيًا والتزلج على الماء أو استئجار زورقا صغيرا لممارسة الصيد عند غروب الشمس، إلى جانب القفز بالمظلة واستئجار التاكسي الجوي، وكذلك توفير الأطعمة والمشروبات على الشاطئ ضمن أجواء ساحرة، كما يتوفر للسياح في العديد من الجزر والمنتجعات العلاجات التقليدية المالديفية التي تعتمد    التدليك بالزيوت المحلية والعلاج بطريقة «بانتشاكارما» لإزالة السموم.

وفي 10 فبراير 2021، تم استضافة 121.7 آلاف  سائحًا حتى الآن هذا العام، ووفقًا لوزارة السياحة المالديفية، تم استقبال 29،591 سائحًا من هؤلاء الزوار خلال العشرة أيام الأولى في في نفس الشهر، في الوقت الحالي،
وتقدم الجزر والمنتجعات والفنادق المالديفية عروضا وبرامج استثنائية للسياح العرب خاصة من دولة الإمارات والخليج العربي للاستمتاع بالأجواء المالديفية الساحرة في مثل هذا الوقت من العام، إذ تعد دولة الإمارات والسعودية والكويت وعمان من أكبر الأسواق المصدرة للسياح، وكذلك روسيا والهند والمملكة المتحدة وتشمل الأسواق الرئيسية الأخرى أوكرانيا، وألمانيا، والولايات المتحدة، وفرنسا، وكازاخستان، ورومانيا غيرها.

Email