تنتج 70 طائرة تجارية شهرياً

مصانع «بوينغ» خلية طيران بـ 40 ألف موظف

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تمتد منشآت بوينغ الواقعة في منطقة ايفيريت التي تقع على مسافة 48 كم شمالي سياتل بولاية واشنطن على مساحة تزيد على 13.3 مليون متر مربع ويعمل فيها اكثر من 40 ألف عامل وهي اكبر مبنى في العالم من حيث المساحة.

ويتم في هذه المنشآت تصنيع طائرات بوينغ (747، 767، 777، 787) لتخرج الطائرات بعد ذلك للرحلات التجريبية التي تتم في مطار باين فيلد بمقاطعة سنوهوميش. ويبلغ طول مدرج مطار باين فيلد الإقليمي 9 آلاف قدم (2,743 متراً).

ويتوقع ان تنضم شركة مبادلة الى شبكة هائلة من المزودين تزيد على 28 ألف شركة تساعد الشركة على عمليات الانتاج الضخمة التي تقوم بها لمكونات الطائرات وقطع الغيار وغيرها لانتاج اكثر من 70 طائرة تنتجها الشركة شهريا من مختلف الطرازات.

واعدت الشركة خططا لتسريع انتاج كل من طائرات 737 لترتفع من 38 طائرة شهريا الى 42 طائرة في العام المقبل كما سرعت فعليا من انتاج طائرة البوينغ 787 الى 10 طائرات شهريا وطائرة 777 الى 8.3 طائرة شهريا اضافة الى انتاج طرازات 747 و 767.

وفضلاً عن كونها أكبر المواقع التابعة لبوينغ، تحتضن منشأة إيفيريت مئات الموظفين الذين يعملون في شركة إدارة المزودين. وتتولى هذه الشركة أنشطة الإدارة والتعاقد مع المزودين الخارجيين للطائرات التجارية إضافة إلى العديد من المزودين الداخليين لمكونات الطائرات الذين يقومون ببناء التصاميم الداخلية، والأنظمة الكهربائية والإلكترونيات التجارية.

برامج الطائرات

وتضم المنشأة آلاف المهندسين والموظفين الفنيين الذين يعملون بشكل مباشر في دعم برامج طائرات 747 و767 و777 و787، وجهود تطوير المنتجات، وفي دعم أمن وسلامة الطيران، وذلك كجزء من مهام الهندسة الأساسية. كما يقوم المهندسون أيضاً بدعم عمليات تصديق تلك الطائرات والتأكد من التزامها جميعاً بلوائح الطيران الاتحادية وجاهزيتها للطيران عند تسليمها للعملاء.

إضافة إلى ذلك، تحتوي المنشأة أيضاً على وحدتين تجاريتين للتصنيع. وباعتبارها أصولاً هامة ضمن نظام الإنتاج، تجري أعمال التصنيع على قدم المساواة مع برامج الطائرة وخدمات الطيران التجاري لمواءمة تدفقات القيمة الرئيسية للسلع وزيادة الجودة والإنتاجية ابتداءً من عملية التصميم ووصولاً إلى خدمات الدعم بعد التسليم.

ويركز موظفو التصنيع على الصناعة الدقيقة للآلات، والأنظمة الكهربائية والداخلية، والبنيات المركبة الأساسية والثانوية المتطورة. كما تضم منشأة إيفيريت مركز مسؤولية الأنظمة الكهربائية ومركز مسؤولية التصاميم الداخلية.

وتتميز منشأة إيفيريت بمساحتها الكبيرة جداً لدرجة أنها تتطلب قسم مكافحة حرائق خاصاً بها، وقوات أمنية، وعيادة طبية مجهزة بالكامل، ومحطات كهربائية ومحطة لمعالجة المياه. ويتم تصريف مياه الأمطار من خلال استخدام نظام هندسي للأراضي الرطبة وأحواض احتجاز مياه يمكن لأكبرها استيعاب 20 مليون غالون (75 مليون لتر)، أي ما يكفي لتعويم سفينة مصممة للإبحار في المحيطات.

وتحتوي منطقة تزويد الطائرات بالوقود على قاعة ضخمة تتسع لخمس طائرات ومناطق مخصصة لعمليات ما قبل الإقلاع تستوعب 26 طائرة جاهزة. ويعمل في موقع إيفيريت أكثر من 40 ألف شخص يتوزعون على ثلاث مناوبات عمل.

منشآت عملاقة

وشهد مبنى التجميع الرئيسي في المنشأة، الذي دخل موسوعة غينيس كأكبر مبنى في العالم من حيث الحجم، عمليات توسعة عبر السنين إلى أن وصل حجمه الحالي إلى 472 مليون قدم مكعب (13.3 مليون متر مكعب)، ويغطي مساحة 98.3 فداناً (39.9 هكتاراً).

وفي شهر يونيو 1966، قامت بوينج بشراء مساحة مجاورة لمطار باين فيلد في إيفيريت تبلغ 780 فداناً. وفي يناير 1967، وصلت أول مجموعة من موظفي الإنتاج إلى منشأة إيفيريت ليتم افتتاح مباني التجميع الرئيسية في الأول من مايو من العام ذاته.

وقامت مجموعة من الموظفين يطلق عليهم اسم "الخارقون" (The Incredibles) بتجميع أول طائرة من طراز 747-100 بالتزامن مع بناء المصنع الأول من قبل عمال البناء، حيث اكتمل في عام 1968.

وبالقياس على حجمها الأصلي، تمت توسعة المنشأة بنسبة تجاوزت 45% في عام 1980 لاستيعاب عمليات تجميع طائرات 767، إضافة إلى توسعتها مرة أخرى بنسبة 50% في عام 1993 لأجل عمليات تجميع طائرات 777.

كما ازدادت مساحة المنشأة لتغطي 1,025 فداناً (415 هكتاراً) بما في ذلك 215 فداناً (86 هكتاراً) من الساحات المعبدة ومواقف السيارات، و282 فداناً (113 هكتاراً) من مساحة المبنى.

وتأتي كل يوم قطع الغيار وقطع التجميع الفرعية إلى المصنع من كافة أنحاء العالم. ويقوم أكثر من ألف مزود بشحن المكونات عن طريق الشاحنات والقطارات والطائرات والسفن عبر العالم والولايات الخمسين جميعها. و

تصل قطع التجميع الرئيسية لطائرات 787 دريملاينر عبر الجو على متن أسطول من طائرات الشحن "دريمليفتر"، وهي عبارة عن طائرات معدلة خصيصاً من طراز 747-400. وتستوعب منشأة إيفيريت خطوط إنتاج طائرات 747 و767 و777 و787. وتتضمن مناطق الإنتاج والتصنيع الأخرى في منشأة إيفيريت أماكن خاصة بطلاء الطائرات بالإضافة إلى مركز خطوط الرحلات والتسليم.

وتجري بوينغ اختبارات ما قبل الطيران على كافة الطائرات ذات الممرين قبل أن تقوم بإجراء رحلتها التجريبية الأولى في مطار باين فيلد. وبناء على الرحلة التجريبية، تخضع الطائرات إلى تجهيزات نهائية في مركز خطوط الرحلات قبل تسليمها إلى العملاء.

ويقع مركز "بوينغ إيفيريت تور"، الذي يديره "مركز مستقبل الطيران" و"بوينغ تور"، شمال منشأة إيفيريت في موكيلتيو بواشنطن. ويفتح المركز أبوابه للزوار على مدار العام، وقد استقبل 186 ألف زائر خلال عام 2010.

 

سر الرقم 7 في «بوينغ»

 

تطرح العديد من التساؤلات وراء اعتماد الرقم (7ـ7) اسماً للطائرات التجارية التي تطلقها بوينغ، خاصةً في ظلّ ظهور العديد من الأقاويل حول استخدام اسم "بوينج 7ـ7"، التي باتت واحدة من أشهر العلامات التجارية في التاريخ.

ويجزم الأشخاص الذين يميلون نحو الاستناد إلى علوم الرياضيات والهندسة بأن اختيار الاسم "707" جاء نظراً لجيب زاوية ارتداد جناح هذا الطراز من الطائرات. إلا أن هذا ليس بصحيح، لأن ارتداد الجناح يصل إلى 35 درجة وليس 45 درجة. من جهة أخرى، ينزع معظم الناس نحو الخرافات، ويشعرون بأن الدلالة الإيجابية للرقم 7 هي السبب وراء اختياره.

وللحقيقة فان شركة بوينغ قامت بتخصيص أرقام طرازات متسلسلة لتصاميمها خلال العقود الماضية، تماماً كما تفعل معظم الشركات المصنّعة للطائرات. وتقوم طائرات بوينغ التجارية باستخدام رقم الطراز كاسم شعبي لها بما في ذلك الطراز 40، والطراز 80، والطراز 247، والطراز 307 ستراتولاينر، والطراز 377 ستراتوكروزر.

منتجات أمن ودفاع وفضاء

 

تصنع بوينغ إضافة إلى الطائرات التجارية معدات الأمن والدفاع والفضاء ويتضمن انتاج بوينغ للطائرات العسكرية كلا من الطائرات التكتيكية وطائرات التزود بالوقود وطائرات الشحن إضافة الى برامج الاسلحة والمراقبة والاشتباك وبرامج الانظمة الجوية من دون طيار.

ويعمل في هذه الصناعات اكثر من 23 الف موظف وبلغت مبيعاتها خلال العام الماضي 32.6 مليار دولار من اجمالي مبيعات بوينغ البالغة 81.7 مليار دولار حيث تستحوذ الطائرات التجارية على 49.1 مليار دولار من حجم المبيعات.

وتتميز طائرات بوينغ المصنعة للأغراض العسكرية بأسمائها العسكرية مثل "بي17 فلاينغ فورترس" و"بي52 ستراتوفورترس". وتمتلك هذه الطائرات أسماء طرازات مخصصة لها من بوينج، فطائرة "بي17" هي طائرة بوينج من طراز 299، وطائرة "بي52" هي طائرة بوينغ من طراز 454

وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية، كانت بوينغ شركة مختصة بتصنيع الطائرات العسكرية. وقد رأى وليام آلان، رئيس بوينج في ذلك الوقت، أن الشركة بحاجة إلى إجراء عملية توسعة تعيدها إلى قطاع الطائرات التجارية وتعزز من مجالات تصنيع الصواريخ وسفن الفضاء الجديدة.

وبهدف دعم استراتيجية التنويع، فقد قامت وحدة الأعمال الهندسية بتقسيم أرقام الطرازات إلى مجموعات مكوّنة من مئة لجميع فئات المنتجات الجديدة، حيث حافظت فئات 300 و400 على تمثيل الطائرات، في حين تم استخدام فئة 500 لتمثيل المحركات التوربينية، وتمثل فئة 600 الصواريخ والقاذفات الصاروخية، فيما تم تخصيص فئة 700 لطائرات النقل النفاثة.

وقد قامت بوينغ بتطوير أول طائرة نفاثة ذات جناح ارتدادي في العالم، وهي طائرة "بي 47"، حيث أثارت هذه الطائرة اهتمام العديد من شركات الطيران. وقد طلبت شركة "بان أمريكان" على وجه الخصوص من بوينج تحديد جدوى استخدام هذه الطائرة كطائرة مخصصة للنقل التجاري.

وفي الوقت نفسه، بدأت بوينج بإجراء دراسات حول تحويل طائرة "367 ستراتو تانكر" التي تعتمد في عملها على المروحيات، والتي تعرف على نطاقٍ أوسع باسم "كي سي 97"، إلى ناقلة تعمل بالمحركات النفاثة قادرة على مواكبة طائرة "بي 52" خلال عمليات التزود بالوقود أثناء الطيران.

ومرت عملية تطوير منتج بوينغ بمراحل تسليم مختلفة لطراز 367، ليتم التوصل إلى الطراز "36780" في نهاية المطاف. وبعد فترةٍ وجيزة، حملت الطائرة الجديدة لقب "داش 80".

ومضت بوينج في مغامرةٍ مدروسة بتمويلها تطوير وإنشاء نموذج "داش 80" على نفقتها الخاصة، حيث تمثل هدفها في إنتاج ناقلة جوية تعمل في سلاح الجو، وناقلة نفاثة تجارية في الوقت ذاته.

وبما أن كلتا الطائرتين من طراز "داش 80" كانتا ناقلتين نفاثتين، فقد دعا نظام أرقام الطرازات إلى استخدام أحد أرقام 700 لتحديد هوية الطائرتين الجديدتين.

ورأت وحدة التسويق أن اسم "700" لا يتمتع بوقع مميز يناسب أول طائرة تجارية تنتجها الشركة. لذلك قرروا الانتقال مباشرة إلى إطلاق "نموذج 707" عليها، إذ بدا تكرار الرقم 7 جذاباً للغاية.

وعلى هذا النحو، تم منح النموذج الآخر من طائرات "داش 80"، الناقلة الجوية العسكرية، الرقم "717 ".

Email