بيانات ضعيفة من ألمانيا والصين تبدد التفاؤل بالهدنة التجارية

أسهم أوروبا وأمريكا تستسلم لمخاوف الركود

متعاملان يتابعان شاشات الأسعار في بورصة «وول ستريت» | أ ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تراجعت مؤشرات الأسهم الأمريكية والأوروبية خلال التعاملات أمس واستسلمت لمخاوف الركود بعد بيانات ضعيفة من أوروبا والصين بددت حالة التفاؤل، التي بثتها تنازلات ترامب التجارية والتي أنعشت الأسواق، أول من أمس.

وانخفضت الأسهم الأمريكية عند الفتح، إذ دللت مؤشرات لسوق السندات تحظى بمتابعة وثيقة على تجدد خطر حدوث ركود، ما محا مكاسب من الجلسة السابقة نابعة من تراجع واشنطن عن أحدث رسوم جمركية تفرضها على سلع صينية.

وهبط مؤشر داو جونز الصناعي 244.83 نقطة أو 0.93% إلى 26035.08 نقطة، مقتدياً بخسائر تكبدتها بقية الأسواق الرئيسية على مستوى العالم مع بيانات اقتصادية مخيبة للتوقعات صادرة عن الصين وألمانيا.

وتراجع المؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 32.17 نقطة أو 1.10% إلى 2894.15 نقطة وهبط مؤشر ناسداك المجمع 139.03 نقطة أو 1.73% إلى 7877.33 نقطة.

وانخفضت الأسهم الأوروبية على نحو طفيف بعدما عززت توقعات نمو ضعيف من ألمانيا والصين مخاوف بشأن تباطؤ عالمي، وهو ما طغى على هدنة مؤقتة في حرب الرسوم الجمركية بين واشنطن وبكين.

وخلال التعاملات انخفض المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.2% وتراجعت جميع المؤشرات الرئيسية.

وأرجأت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على بعض المنتجات الصينية، بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف الخلوية إلى ما بعد سبتمبر، ما يمنح أسواق الأسهم المضطربة على مستوى العالم فرصة لالتقاط الأنفاس، لكن بيانات صناعية ضعيفة من الصين وانكماش الاقتصاد الألماني القائم على التصدير، وهو الأكبر في أوروبا، في الربع الثاني من العام ينذر بأن تأثير الحرب التجارية الطويلة الأمد بين الولايات المتحدة والصين لن ينتهي قريباً.

وتراجع سهم شركة شيندلر السويسرية لصناعة المصاعد 4.3% بعدما أعلنت الشركة انخفاض أرباح الربع الثاني 22% بفعل تضخم الأجور وزيادة تكلفة المواد وسعر الصرف وتكاليف أعلى مرتقبة.

تعويض ياباني

وعوضت الأسهم اليابانية معظم الخسائر الكبيرة، التي تكبدتها في الجلسة السابقة تقريباً، بفضل إرجاء واشنطن البدء في فرض رسوم جمركية على بعض الواردات الصينية.

ومنح تحرك الرئيس ترامب راحة للأسواق هي في أمس الحاجة إليها، مع تلقي قطاع صناعة الرقائق والشركات المرتبطة بأبل في اليابان أقوى دفعة.

وربح مؤشر نيكاي القياسي 1% ليغلق عند 20655.13 نقطة، معوضاً معظم الانخفاض الذي سجله، أول من أمس، البالغ 1.1%، بينما زاد المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.9 % إلى 1499.50 نقطة.

وارتفعت الأسهم الصينية بعد تأجيل الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية على بعض السلع الصينية حتى منتصف ديسمبر، ورغم بيانات أظهرت نمو الإنتاج الصناعي في ثاني أكبر اقتصاد في العالم خلال يوليو بأبطأ وتيرة في 17 عاماً.

وأنهى مؤشر «شنغهاي المركب» الجلسة مرتفعاً 0.4% إلى 2809 نقاط، كما صعد «شنتشن المركب» 0.7% عند 1509 نقاط.

تباطؤ صيني

وتعثر أداء الاقتصاد الصيني بوتيرة تفوق التوقعات كثيراً في يوليو مع تباطؤ نمو الإنتاج الصناعي إلى أدنى مستوى في أكثر من 17 عاماً.

وتباطأ النمو الاقتصادي للصين إلى ما يقترب من أدنى مستوى في 30 عاماً عند 6.2 % في الربع الثاني من العام وظلت الثقة في مجال الأعمال متزعزعة، ما أثر سلباً على الاستثمارات.

ونمت استثمارات الأصول الثابتة 5.7% بين يناير ويوليو على أساس سنوي وهو ما يقل عن توقعات بزيادتها 5.8 في المئة ولتسجل تراجعاً مقارنة مع قراءة سابقة لكن القراءات المسجلة في مختلف القطاعات كشفت عن خسارة أكثر وضوحاً لقوة الدفع في مجالات حيوية في مستهل الربع الثالث.

وارتفعت مبيعات التجزئة 7.6% في يوليو ما يقل بكثير عن متوسط التوقعات بزيادتها 8.6% وأضعف من أكثر التوقعات تشاؤماً وقفزت المبيعات 9.8% في يونيو وهو ما توقع العديد من المحللين أن يكون مؤقتاً.

بيانات

أظهرت بيانات أن تراجع الصادرات أدى لانكماش الاقتصاد الألماني في الربع الثاني من العام حيث تضررت شركات الصناعات الأولية جراء تباطؤ عالمي أججته النزاعات بشأن الرسوم الجمركية والضبابية المتعلقة بانفصال بريطانيا عن أوروبا.وانخفض الناتج المحلي الإجمالي 0.1 % على أساس فصلي وهو ما يتماشى مع استطلاع لرويترز حيث أثار مراقبون احتمالات حدوث انكماش آخر في الربع الثالث من العام بينما يقترح القطاع الصناعي أنه على الحكومة أن تتخلى عن ميزانيتها المتوازنة.

Email