148 مليار دولار حصيلة جولة محمد بن سلمان الآسيوية

كان من الطبيعي أن تحظى الزيارة الأخيرة التي قام بها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى 3 من أكبر الدول الآسيوية خلال الأسبوع الماضي، باهتمام الإعلام الغربي، الذي تابع الزيارة في كافة محطاتها، كما رصد الالتزامات والاتفاقيات التي تمخضت عنها الرحلة التي شهدت توقيع اتفاقيات استثمارية ضخمة وتعهدات باستثمارات بلغت 148 مليار دولار.

وتحمل الزيارة التي شملت الصين والهند، أكبر سوقين في العالم، ومعهما باكستان، وشهدت صفقات مليارية، وشراكات استراتيجية أهمية خاصة لا سيما وأن كل واحدة من الدول الثلاث تمثل عمقاً استراتيجياً لمكانتها الإقليمية والدولية وطبيعة المصالح التي تربطها بالسعودية ودول الخليج والدول العربية.

وغادر محمد بن سلمان العاصمة الصينية بكين أول من أمس لينهي جولته الآسيوية التي استغرقت 7 أيام، وتمخضت عن تعهدات من جانب السعودية بالاستثمار في مشروعات مشتركة، إلى جانب اتفاقيات ومذكرات تفاهم أُبرِمت بالفعل مع المسؤولين في الدول الثلاث.

حفاوة واضحة

وركزت شبكة «سي إن إن» الأميركية في تغطيتها للزيارة على الحفاوة الواضحة التي اُستُقبِلَ بها بن سلمان في زيارته، خاصةً في البلدين المنتمين إلى شبه القارة الهندية، وهما باكستان والهند.

وأوضحت «ذي غارديان» أن الهند وباكستان أجريتا استقبالاً حافلاً للأمير السعودي، ومنحتا الزيارة اهتماماً فائقاً كان من أبرز صوره إعلان باكستان عطلة رسمية يوم الأحد قبل الماضي، وهو يوم بدء زيارة الأمير السعودي إلى إسلام أباد.

وأضافت «ذي غارديان» أن جولة بن سلمان الآسيوية تضع بداية لمرحلة جديدة من علاقات دول الخليج بصفة عامة، والسعودية بصفة خاصة، بمحيطها الخارجي. وذكرت الصحيفة أن من أهم ما يميز هذه المرحلة هو التوجه صوب آسيا وتعزيز العلاقات معها أكثر من ذي قبل.

كما نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية تقريراً خاصاً عن الزيارة بعنوان «السعودية تنظر شرقاً»، وأكدت في تقريرها أن القيادة السعودية تدرك جيداً أن نجاح مساعيها الحالية بشأن التنوع الاقتصادي يقتضي بالضرورة تنوعاً سياسياً يطال علاقاتها الدولية أيضاً.

باكستان

وكانت باكستان هي المحطة الأولى لجولة محمد بن سلمان، واستأثرت بما يتجاوز 20 مليار دولار، هي القيمة الإجمالية لاتفاقيات ومذكرات تفاهم لمشروعات مشتركة بين السعودية وباكستان، أبرمها أعضاء الوفد المرافق لولي العهد السعودي مع المسؤولين الباكستانيين ضمن فعاليات الزيارة.

وكان من أبرز هذه المشروعات مصفاة لتكرير النفط تبلغ قيمتها 10 مليارات دولار في ميناء «جوادار» الباكستاني المطل على بحر العرب.

ووصفت إذاعة «صوت أمريكا» عبر موقعها الشبكي الزيارة بأنها حظيت بتقدير خاص من جانب القيادات الباكستانية، وعلى رأسها عمران خان، رئيس الوزراء، كونها جلبت في شقها الاقتصادي فقط استثمارات سعودية في باكستان بقيمة غير مسبوقة، الأمر الذي جعل الزيارة تبدو في أعين المسؤولين في إسلام أباد كدفعة كبرى جاءت في وقتها المناسب تماماً للاقتصاد الباكستاني المتأزم.

الهند

وانتقل محمد بن سلمان إلى الجولة الثانية في زيارته، وهي الهند، وتضمنت زيارته لها مباحثات ثنائية أجراها مع رئيس وزرائها ناريندرا مودي. وأكد بن سلمان خلال المباحثات التزام السعودية باستثمار 100 مليار دولار في مشروعات البنية التحتية والخدمات بالهند.

كما طرح بن سلمان أيضاً رؤية لإمكانية توسيع نطاق التعاون بين السعودية والهند في عدة قطاعات اقتصادية أخرى، كالطاقة، الزراعة، والتقنية، فضلاً عن مجالات أخرى بخلاف الاقتصاد، ومن أهمها الثقافة والخدمات الاجتماعية.

وعلاوة على ذلك، أبدى ولي العهد السعودي أيضاً استعداد بلاده لتقديم الدعم والمساندة للهند على الصعيد السياسي، خاصةً فيما يتعلق بمكافحة التطرف والإرهاب.

وأضافت «اندبندنت» أن السعودية استثمرت 44 مليار دولار في الهند على مدى العامين الماضيين فقط.

الصين

وعن المحطة الأخيرة في الجولة الآسيوية لولي العهد السعودي، وهي الصين، التي تعتبر أكبر شريك تجاري للمملكة، ذكرت صحيفة «تلغراف» البريطانية أن زيارة بن سلمان إلى بكين عززت العلاقة بين الصين والسعودية وفتحت آفاقاً لمزيد من التعاون بينهما.

وأفادت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية بأن الزيارة تمخضت عن إبرام 35 اتفاقية تعاون اقتصادي بين البلدين لإنشاء مشروعات مشتركة تقدر قيمتها الإجمالية بنحو 28 مليار دولار.

رصد

اهتمت «اندبندنت» البريطانية بزيارة الأمير محمد بن سلمان إلى الهند، وبخاصة الاستقبال الحافل الذي حظي به. كما رصدت تاريخ اللقاءات المتبادلة بينه وبين مودي، فذكرت أن اللقاء الأول بينهما كان أثناء زيارة مودي للرياض عام 2016، وكان الأمير السعودي آنذاك نائباً لولي العهد وكان اللقاء الثاني في نوفمبر الماضي، على هامش اجتماعات قمة «مجموعة الـ20» التي استضافتها العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس.

الأكثر مشاركة