«وول ستريت» تنتعش على وقع الاتفاق

كندا وأميركا تنقذان «نافتا» في اللحظات الأخيرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أبرمت الولايات المتحدة وكندا اتفاقاً في اللحظات الأخيرة لإنقاذ اتفاق التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا) كاتفاق ثلاثي مع المكسيك، لينقذا بذلك منطقة تجارة حرة بحجم 1.2 تريليون دولار كانت على وشك أن تنهار بعد مرور نحو 25 عاماً على قيامها.

وكان هدف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأساسي لإعادة صياغة (نافتا) هو تقليص العجز التجاري لبلاده، وهو هدف سعى إليه أيضاً مع الصين من خلال فرض رسوم جمركية بمئات المليارات من الدولارات على السلع الواردة من الصين.

وبينما يتجنب الاتفاق المبرم بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك فرض رسوم جمركية، فإنه سيزيد على شركات إنتاج السيارات العالمية صعوبة تصنيع سيارات رخيصة الثمن في المكسيك. كما يهدف الاتفاق إلى خلق المزيد من فرص العمل في الولايات المتحدة.

وقال مصدر على دراية بالقرار إن ترامب وافق على الاتفاق مع كندا. وأشار مسؤول أميركي كبير إلى أن مسؤولين من الولايات المتحدة يعتزمون توقيع الاتفاق مع كندا والمكسيك في نهاية نوفمبر قبل أن يُرفع إلى الكونغرس لأخذ الموافقة عليه.

آلية تسوية

وسيُبقي الاتفاق على آلية لتسوية النزاعات كانت كندا سعت جاهدة للحفاظ عليها من أجل حماية قطاع الأخشاب الكندي وغيره من القطاعات من رسوم مكافحة الإغراق الأميركية، وفقا لما ذكرته مصادر كندية. لكن ذلك كان له ثمن، إذ وافقت كندا على السماح للمزارعين المنتجين للألبان في الولايات المتحدة بالوصول إلى نحو 3.5% من سوق الألبان المحلية الكندية البالغة استثماراتها السنوية نحو 16 مليار دولار.

وعلى الرغم من أن مصادر كندية قالت إن حكومة البلاد مستعدة لتقديم تعويضات، فإن رد فعل منتجي الألبان كان غاضبا. كما يشترط الاتفاق نسبة مكونات أعلى في السيارات من إنتاج مناطق في أميركا الشمالية ودفع أجر لا يقل عن 16 دولاراً في الساعة، وهو بند يهدف إلى تحويل الوظائف عن المكسيك.

ووافقت كندا والمكسيك على حصة قدرها 2.6 مليون سيارة ركاب يتم تصديرها للولايات المتحدة في حالة فرض ترامب رسوما جمركية نسبتها 25% على السيارات على أسس تتعلق بالأمن القومي. لكن الاتفاق لم يضع حلا للرسوم الأميركية على صادرات كندا من الصلب والألمنيوم.

الأسواق تنتعش

وتأثرت الأسواق العالمية إيجابا بالاتفاق، حيث فتحت الأسهم الأميركية على ارتفاع بقيادة أسهم الشركات الصناعية، وزاد مؤشر داو جونز الصناعي 140.05 نقطة أو ما يعادل 0.53% إلى 26598.36 نقطة. وصعد مؤشر ستاندرد آند بورز 12.31 نقطة أو 0.42% إلى 2926.29 نقطة. وربح مؤشر ناسداك المجمع 45.14 نقطة أو 0.56% إلى 8091.50 نقطة.

كذلك ارتفعت الأسهم الأوروبية ولكن بحذر في التعاملات المبكرة، حيث صعد مؤشر ستوكس الأوروبي بنسبة 0.2% مع صعود معظم البورصات والقطاعات في أوروبا. وقال بيل هنت الخبير الاستراتيجي في ايان وليامز: «الأنباء التي وردت عن اتفاق متأخر بين الولايات المتحدة وكندا لإنقاذ اتفاقية التجارة نافتا ينبغي أن يعزز الإقبال على المخاطرة عالميا». وأضاف أن الاتفاق قد يعطي أملاً بحل مرض لخلافات التجارة العالمية الأخرى.

أيضاً ارتفع مؤشر نيكاي الياباني إلى أعلى مستوى في 27 عاماً، حيث ساعد التراجع المطرد في قيمة الين على تحسين توقعات أرباح التصدير بالنسبة للشركات اليابانية، كما ساعد اتفاق (نافتا) على تحسن المعنويات. وأغلق نيكاي مرتفعا 0.52% إلى 24245.76 نقطة بعدما صعد إلى 24306.54 نقطة، وهو أعلى مستوى للمؤشر القياسي منذ نوفمبر 1991.

الذهب والدولار

وتراجعت أسعار الذهب مع صعود الدولار إثر مؤشرات من مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) على تشديد السياسة النقدية.

وكان مجلس الاحتياطي رفع أسعار الفائدة الأميركية الأسبوع الماضي، وقال إنه يخطط لأربع زيادات أخرى بنهاية 2019 وأخرى في 2020 وسط نمو اقتصادي مطرد وسوق عمل قوية.

ويعطي رفع أسعار الفائدة دفعة للدولار وعوائد السندات، مما يضغط على أسعار الذهب عن طريق زيادة تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالمعدن غير المدر للعائد. وكان السعر الفوري للذهب منخفضا 0.5% عند 1186.29 دولاراً للأوقية (الأونصة). ونزلت عقود الذهب الأميركية الآجلة 0.5% إلى 1190.60 دولاراً للأوقية.

وقال برنابا جان المحلل في «أو.سي.بي.سي» إن أسعار الذهب تظل معتمدة على الدولار عند هذا المفترق، فالاقتصاد الأميركي مزدهر وأفضل من المتوقع. جهود إدارة ترامب لتقليص العجز التجاري تصب في صالح الدولار من وجهة النظر الاقتصادية أيضا.

وارتفع الدولار الكندي 0.5% مقابل الدولار الأميركي مع اتجاه المستثمرين لشراء الأصول عالية المخاطر بعدما اتفقت الولايات المتحدة وكندا على تحديث اتفاق التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا). وارتفع مؤشر الدولار 0.2% إلى 95.32، وهو مستوى يقل قليلا عن الأعلى منذ العاشر من سبتمبر، 95.38 المسجل في الجلسة السابقة.

Email