الصين ترد بقوة بعد تهديد ترامب بفرض رسوم إضافية بـ100 مليار دولار

شبح الحرب التجارية يهبط بمؤشرات الأسهم العالمية

القلق يبدو على المتعاملين في بورصة وول ستريت ـــ ا ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تزايدت أمس وتيرة التصعيد بين الولايات المتحدة والصين، ما ينذر بإشعال حرب تجارية عالمية شاملة الأمر الذي أثر بشكل سلبي على الأسواق المالية وعلى معنويات المستثمرين في العالم، حيث تراجعت البورصات الأوروبية واليابانية بصورة جماعية وتأثرت أسعار السلع والعملات والمعان جراء التصعيدات الأخيرة.

وأعلنت الصين أمس أنها مستعدة لدفع «أي ثمن» في حرب تجارية محتملة مع الولايات المتحدة، وذلك بعد أن حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أنه يدرس فرض رسوم جمركية إضافية على سلع بقيمة 100 مليار دولار.

وأدى احتمال اندلاع حرب تجارية إلى اثارة قلق بالغ في الأسواق العالمية، وجعل رجال الأعمال غير قادرين على تحديد ما إذا كان التهديد حقيقياً.

وأدت الحلقة الجديدة من تهديدات ترامب إلى صدمة في عالم الأعمال وأحدث حالة من الارتباك في أسواق المال العالمية.

وهذا الخلاف، وهو ظاهرياً بسبب اتهام الصين بسرقة حقوق الملكية الفكرية والتكنولوجية الأميركية، يعد واجهة واحدة فقط للصراع التجاري الجاري.

وفتحت الأسهم الأميركية منخفضة مع تجدد المخاوف بشأن صراع تجاري بين الولايات المتحدة والصين والتي فاق أثرها بيانات الوظائف الأميركية التي جاءت دون التوقعات على نحو حد من المخاوف بشأن زيادات قوية في أسعار الفائدة.

وخلال التعاملات انخفض مؤشر داو جونز 0.96 % وستاندرد آند بورز 0.86 % وناسداك 1.11 %.

تراجعات أوروبية

وانخفضت الأسهم الأوروبية على نحو طفيف بيد أن الخسائر كانت محدودة بفعل المكاسب التي حققتها الأسهم الدفاعية مثل المرافق.

وهبط المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.45 % خلال التعاملات ليمحو قدراً من المكاسب التي حققها في الجلسة السابقة البالغة 2.4 % وليظل متجهاً صوب تحقيق مكسب أسبوعي محدود.

وهيمن الحذر هيمن التعاملات ما حفز المستثمرين على شراء أسهم مثل شركات المرافق التي يُنظر إليها على أنها أكثر مرونة في مواجهة التصعيد التجاري المحتمل.

وقادت أسهم سويز الفرنسية للمرافق ارتفاع القطاع وتلقت الدعم أيضاً من مذكرة إيجابية من شركة سمسرة.

وكان سهم شركة دوفري من بين أكبر الأسهم التي سجلت تحركات ليرتفع 3.5 % بعد أن اقترحت شركة التجزئة السويسرية توزيعات أرباح أعلى من المتوقع، فيما زادت أسهم تليكوم إيطاليا 2.2 % بعد أن قال بنك سي.دي.بي الحكومي إنه قد يشتري حصة تصل إلى 5 % في شركة الاتصالات.

وخلال التعاملات انخفض مؤشر فايننشال تايمز البريطاني 0.22 % وداكس الألماني 0.79 % وكاك 40 الفرنسي 0.56 %.

هبوط ياباني

وانخفضت الأسهم اليابانية لكن مؤشر نيكاي القياسي استطاع تحقيق مكسب خلال الأسبوع.

وأغلق مؤشر نيكاي منخفضاً 0.4 % إلى 21568 نقطة بعد أن بلغ لفترة وجيزة أعلى مستوى في 3 أسابيع خلال الجلسة عند 21743 نقطة.

وفي الأسبوع أغلق المؤشر الياباني مرتفعاً 0.5 %.

وانخفض المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.13 % إلى 1719 نقطة.

وانخفض مؤشر لشركات الشحن 1.3 % لتبلغ الخسائر التي تكبدها هذا الأسبوع 3.5 %، في الوقت الذي انخفض فيه مؤشر لرسوم الشحن لأدنى مستوى في 8 أشهر بفعل مخاوف من أن النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين قد يتطور إلى حرب تجارية شاملة.

كما سجلت أسهم شركات أشباه الموصلات أداء ضعيفاً.

وانخفضت أسهم سومكو 3.9 % فيما تراجعت أسهم شين-إيتسو كيميكال 2.7 %.

حمائية

وقالت وزارة التجارة الصينية في بيان نشر على موقعها الالكتروني «إذا تجاهل الجانب الاميركي معارضة من الصين والمجتمع الدولي وأصر على تطبيق الأحادية والحمائية التجارية، فإن الجانب الصيني سيذهب حتى النهاية بأي ثمن».

وأضافت: «لا نريد حربا تجارية، لكننا لسنا خائفين من خوض حرب».

ونشرت الولايات المتحدة الثلاثاء الماضي قائمة بسلع بقيمة 50 مليار دولار من الواردات الصينية التي تواجه فرض رسوم جمركية اميركية، ردا على ما تقول إنه سرقة لحقوق الملكية الفكرية والتكنولوجية من قبل الصين.

وردت الصين الاربعاء باقتراح فرض رسوم على وارداتها الأميركية من فول الصويا، والسيارات والطائرات الصغيرة، والتي وصلت قيمتها إلى ثلاثة مليارات دولار العام الماضي.

وهدد ترامب أول من أمس بفرض رسوم جمركية اضافية على سلع مستوردة من بكين بقيمة 100 مليار دولار، في اخر حلقة من الخلاف التجاري المتصاعد.

وقال ترامب في بيان «عوضاً عن معالجة سوء تصرفها، اختارت الصين أن تؤذي المزارعين والمصنعين» الأميركيين.

وفي خطاب الخميس، قال ترامب إنه «في ضوء رد الصين غير العادل» وجه تعليمات لمسؤولي التجارة «للنظر في ما إذا كانت الرسوم الإضافية على ما قيمته مئة مليار دولار ستكون مناسبة».

وأكد ترامب أنه ما زال منفتحاً على إجراء محادثات من أجل التوصل إلى «تجارة حرة ونزيهة وتبادلية».

شكوى تجارية

وفي وقت سابق، قدّمت بكين شكوى الى منظمة التجارة العالمية ضد خطة واشنطن فرض رسوم جمركية على سلع بقيمة خمسين مليار دولار تستوردها الولايات المتحدة من الصين.

وبحسب النص الذي نشرته منظمة التجارة العالمية، طلب وفد الصين إجراء «مشاورات» مع واشنطن «في ما يتعلق بالرسوم المقترحة وإجراءات ستطبّقها الولايات المتحدة على بضائع معينة في مختلف القطاعات ومنها الآلات والإلكترونيات الخ المصنّعة في الصين».

و«طلب إجراء مشاورات» هو الخطوة الأولى على طريق رفع شكوى قضائية شاملة لدى هيئة البت في النزاعات في المنظمة.

أسواق السندات

لدى الصين النظير الاقتصادي لقنبلة نووية، إذ تحتفظ بما يعادل أكثر من تريليون دولار من الدين الأميركي والمطالبة بجزء من هذا الدين قد تؤدي إلى تفكيك أسواق السندات ورفع تكلفة الاقتراض الأميركية بشكل صارخ.

وقال ترامب مراراً اثناء حملته الانتخابية إنه سيكون قاسياً مع الصين، لكن إعلان الخميس قوبل برعب خفي في بعض الدوائر، حتى في أروقة حزبه الجمهوري.

وقال السناتور الجمهوري بن ساس «آمل أن يكون الرئيس ينفس عن غضبه مجدداً، لكن إذا كان حتى نصف جاد، فإن ذلك سيكون جنوناً».

Email