استشاري مدن مستدامة لـ «البيان الاقتصادي»:

8 توجهات تحكم التطوير العقاري بالإمارات بعد الجائحة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف الخبير والاستشاري في تطوير المجمعات السكنية والمدن المستدامة، إميل سماره، عن 8 توجهات جذرية تحكم صناعة التطوير العقاري في الإمارات بعد جائحة «كورونا». وقال إن عالم ما بعد «كورونا» سيتعامل بجدية مع التحديات التي أفرزها الفيروس على صعيد تصميم المسكن في نطاقه الخاص والمدن في نطاقها العام. وأوضح أن العالم لم يألف ولم تألف حواضنه العمرانية الحالية أوضاعاً مماثلة تستدعي أخذها بنظر الاعتبار قبل تشييدها، لذا جاءت المدن الحديثة بتصاميم هندسية تشجع على التجمعات البشرية في السكن والتسوق والترفيه والرياضة وعلى جذب الملايين للتعليم وللعمل أو السياحة.

نماذج

وأشار إلى أن التاريخ الحديث لا يسجل تعاملاً معمارياً مباشراً بين الأوبئة إلا في حدود ضيقة، وهناك نماذج محدودة لمدن صممت للحفاظ على صحة سكانها، إذ أقيمت في سنغافورة الحدائق العلاجية في 2016 لتحسين الصحة النفسية للمواطنين. ويتعاون المواطنون في طوكيو مع مصممين معماريين لإقامة مساحات خضراء في أحيائهم بغية تحسين الصحة. ولفت سماره إلى أن الإحصاءات تشير إلى أن 68 % من سكان العالم سيعيشون في المدن بحلول 2050، ما يستدعي إعادة تصميم المدن لتصبح أكثر مقدرة على الصمود في وجه الأوبئة.

وقال سماره إنه على مر الزمن، كانت الوظيفة الأساسية للمنزل هي ضمان سلامة الفرد والعائلة، وتطورت تلك الوظائف تباعاً بعدما تمكن الإنسان نفسه من استحداث أنواع مختلفة من المساكن، مستفيداً من التجارب السابقة في تطوير طرق إنشائها ومواد بنائها لخلق بيئة سكنية مناسبة. وقد تأثرت العمارة السكنية بصفة خاصة بعوامل عدة، منها الطبوغرافية ومنها المناخية وصولاً بالعوامل الثقافية والاجتماعية.

ورأى أن صناعة التطوير العقاري برمتها على وشك أن تشهد تغييرات جذرية هي في حقيقتها استحقاقات رافقت اجتياح الفيروس للعالم، ولعلها ماضية في 8 اتجاهات مطروحة للنقاش:

1 ـــ الفلل والشقق: قد يتغير مفهوم إسكان أكبر عدد ممكن من الأشخاص في مجموعة شقق يتشاركون جميعاً مرافقها الداخلية كشبكات الصرف الصحي والمصاعد والسلالم والمداخل والمخارج، فالبيت المنفصل ذو الحديقة الصغيرة بات أكثر بريقاً. يدعم هذه الفكرة أولئك الذين تعرضوا لآثار نفسية بسبب العزلة التي أوجدها الإغلاق.

2 ـــ تصميم المسكن: فحتى من دون تداعيات الجائحة يتوجب تبني فكرة «البناء الصحي» الذي يوظف الضوء الطبيعي، ويحسّن التهوية، ويقلل عناصر الديكور الداخلية، ويلغي دمج النباتات والمواد الطبيعية الأخرى.

3 ـــ مساكن محصّنة: فهناك اتجاه معماري آخذ بالكبر في العديد من دول العالم فيما يتعلق بالمباني المحصّنة، فشعوب تلك الدول تأثرت بتجربة الإغلاق والعزلة، وأثارت لديهم بعض الأفكار عن نهاية العالم. بالتالي يتركز التحصين من هذا النوع على أن يضم البيت مخزناً خارجياً، لتخزين الطعام والمنظفات.

4 ـــ تنظيم الحركة: ستنتهي أيضاً المخططات التي تفتح المدخل على غرفة المعيشة والمطبخ وغرفة الطعام، وما نعرفه بالمطبخ الأمريكي. وسيتم فصل مدخل المنزل؛ حيث نتمكن من ترك أحذيتنا وملابسنا وممتلكاتنا، بدل حمل الأوساخ إلى غرفة المعيشة.

5  ـــ العمل من المنزل: حتماً سيكون هناك مساحات للعمل داخل المنزل، ومكاتب حقيقية، أكثر من مجرد زوايا مؤقتة في الغرفة؛ فعندما تقضي الكثير من الوقت في العمل من المنزل، أنت بحاجة إلى مساحة منفصلة فعلياً عن بقية المنزل، لتكون أكثر إنتاجية.

6 ـــ مواد البناء: حيث يتجه المصممون لتطبيق استراتيجيات مقاومة للجراثيم، مثل أسطح البوليمر المضادة للميكروبات وفائقة الالتصاق، وأسطح النحاس التي تقتل الجراثيم والفيروسات بشكل تلقائي، بدل اعتمادنا عقوداً طويلة على البلاستيك و«الاستانلس» المثاليين لنمو البكتيريا.

7  ــــ صحة العقل: يسعى المصممون لتنفيذ تصميمات داخلية للمنازل بهدف توفير الراحة النفسية والجسدية أكثر من أي وقت مضى، وسيحتاج المصممون إلى التفكير في كيفية مساعدتنا في الحفاظ على صحتنا العقلية من خلال البيئات الداخلية، باستخدام الإضاءة والألوان وترتيب الأثاث، وتصميم مكتبات صغيرة للموسيقى، مع الحفاظ على التباعد الاجتماعي بين أفراد المنزل.

8 ـــ مطلوب حديقة: ستعود هواياتنا المتعلقة بالبستنة بقوة، جنباً إلى جنب مع طرق جديدة لدمج المساحات الخضراء داخل المنازل. فسوف تشهد الحدائق العمودية والبستنة الداخلية طفرة، كطريقة مثبتة لتقليل إجهادنا وتحسين جودة الهواء داخل منازلنا.

Email