رئيس «غلف ماركيتينغ غروب» التنفيذي لـ « الاقتصادي»: القنوات الرقمية ضرورة لاستدامة قطاع التجزئة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد محمد باقر نائب رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي في «غلف ماركيتنغ غروب»، أن أبرز التغيرات التي ستظهر، حتى بعد إزالة القيود المفروضة بسبب جائحة «كوفيد 19»، تتمثل في الانتشار الواسع لقنوات التجزئة الإلكترونية. ولفت إلى أن تجارة التجزئة، تحتاج إلى إقبال واسع، لذلك لا يمكنها الحفاظ على استدامتها دون تبني القنوات الرقمية.

توجّه عالمي

وأوضح باقر، في تصريحات لـ «البيان الاقتصادي»، أن نمو التجارة الإلكترونية، برز كتوجه عالمي لسنوات عديدة، إلا أن الجائحة دفعت تجارة التجزئة للمسارعة إلى تبنيها، مشيراً إلى أن منطقة الخليج، تتجه بسرعة كبيرة أكثر من أي وقت مضى، نحو تجارة التجزئة عبر القنوات المتعددة، وتتبنى قنوات التسوق التقليدية والرقمية، لتلبية احتياجات المستهلكين، أينما كانوا، وهذا تطور إيجابي، يمكننا جميعاً الاستفادة منه.

وأضاف: لطالما تمتع قطاع تجارة التجزئة في منطقة الخليج بالديناميكية، وهو جزء حيوي من الاقتصادات الوطنية. وقد شهد هذا العام، تغيرات كبيرة في سلوكيات المستهلكين، نتيجة لتفشي الوباء، ومن المرجح أن تستمر هذه التغيرات على الأمدين المتوسط والبعيد. لذلك، لا بد لهذا القطاع، من إيجاد أفضل الطرق لتقديم الخدمة للعملاء، مع الحفاظ على استدامة الاقتصاد على المدى البعيد.

وحول جهود المجموعة لمواكبة هذه التوجهات، قال باقر: نحن محظوظون لإدراكنا منذ فترة طويلة، قيمة استراتيجية البيع بالتجزئة عبر قنوات متعددة. ويبين هذا النهج، رغبة المستهلكين بامتلاك القدرة على شراء المنتجات من المكان الذي يمنحهم الراحة والسهولة والمتعة، سواء في متجر تقليدي أو منصة للتجارة الإلكترونية، أو حتى عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وأضاف: لم تمثل التجارة الإلكترونية عادةً، سوى جزء بسيط من إجمالي مبيعاتنا. ومع ذلك، أدركنا منذ فترة طويلة، أن التجارة الإلكترونية ستحقق معدلات نمو مرتفعة، وتعزز حضورها في حياتنا. وقد أولى قطاع عملنا، حصة كبيرة من الدعم لهذه التطور طيلة سنوات، ولم يكن وباء «كوفيد 19»، سوى مسرع لهذا التحول في «غلف ماركيتنغ غروب»، في شتى أرجاء منطقة الخليج.

وبالنسبة لنا، لم يكن يشغلنا إحلال توازن معين، أو تحقيق نسبة معينة من المبيعات، عبر التجارة الإلكترونية، مقابل التجزئة التقليدية. فبغض النظر عن قناة التسوق، لطالما كانت أولويتنا، هي تقديم تجربة سلسلة وموثوقة وجذابة، أينما رغب عملاؤنا بالتسوق.

تحرك سريع

ونوّه باقر بتبني الجهات الحكومية في الإمارات، أفضل منهجية ممكنة لحماية الرفاه العام، وحيوية مزاولة الأعمال على المدى الطويل. وأشاد بهذه الجهود التي جاءت في أوقات عصيبة. فالبنسبة للقطاع الصحي، طبقت الحكومة سياسات قوية للحفاظ على السلامة، ووفرت الاختبارات بجودة عالية، وسخرت موارد البنية التحتية العامة لدعم أولئك الذين يتعافون من الفيروس.

وبالنسبة للاقتصاد، تحركت الحكومة بسرعة، لتحديد المجالات التي يمكن فيها تحقيق الكفاءة، وحيث تكون الحوافز المالية أكثر فاعلية. وتتمثل أبرز الأولويات الاقتصادية، في التعاون الحثيث بين القطاعين العام والخاص، ليس فقط للتعافي، ولكن لوضع سياسات ومبادرات جديدة، يمكن أن تؤدي إلى نمو أكثر استدامة في المستقبل.

سلاسل التوريد

وكما هو حال اقتصاد المنطقة والعالم، تأثرت «غلف ماركيتنغ غروب» بتفشي «كوفيد 19»، بحسب باقر، الذي قال: استمرت عملياتنا اليومية، إلى جانب أولويات شركائنا وموردينا وعملائنا في التطور، مع استمرار المجتمعات ببذل جهود حثيثة للاستجابة لتداعيات التفشي.

ووضع الإغلاق المؤقت للعديد من منافذ البيع بالتجزئة، تحديات جمّة أمام أعمالنا، على الرغم من كون هذا الإغلاق ضرورة حتمية، لمواجهة الوضع العصيب. لذلك، اضطررنا إلى تعديل بعض العمليات، ضمن سلسلة التوريد الدولية، لتتماشى مع سياسات التجارة الدولية. وأضاف: إلا أننا في نهاية المطاف، أردنا إيجاد فرصة ثمينة في عمليات الإغلاق الشامل، لإعادة النظر على ميادين أعمالنا وتحسينها.

وفي ما يتعلق بالاستراتيجية التي تبنتها المجموعة للتعامل مع تداعيات الجائحة، وضمان استمرارية الأعمال، قال باقر: باعتبارنا أحد أعضاء قطاع التجزئة الخليجي، نؤمن بواجبنا الالتزام بدعم حيويته على المدى الطويل.

وثمة تغيير جديد يومياً، يجب علينا التأقلم معه، وتظهر أيضاً قضايا جديدة، تفرض علينا وجوب حلها. وما هو مؤكد، هو الحاجة الماسة للتعاون في القطاع، فقد أمضيت الكثير من الوقت في هذا القطاع، وحرصت خلاله على التعاون مع الجهات الحكومية والهيئات الصناعية، وشركاء العلامات التجارية وغيرهم.

وأضاف: ضمن «غلف ماركيتنغ غروب»، وظفنا المنصات الرقمية، لتخطي العديد من التحديات التي واجهت فرق عملنا، لا سيما أولئك الذين يتعاملون بشكل مباشر مع العملاء، بسبب «كوفيد 19». وكان من الأهمية بمكان، وضع استراتيجية رقمية قوية، حتى قبل بدء هذه الأزمة.

استراتيجيات

قال محمد باقر إن مجموعة «غلف ماركيتنغ غروب» قامت بتنفيذ استراتيجيات إضافية، تكفل مواكبة علاماتها التجارية لاحتياجات المستهلكين. وتختلف هذه الاستراتيجيات، عبر قطاعات أعمالها، مثل الرياضة والصحة والمواد الغذائية.

وأضاف: على سبيل المثال، بحثنا في قسم الرياضة، عن سبل تزويد الناس بعروض أكثر، تمكنهم من ممارسة الرياضة في المنزل. وفي صيدلياتنا، وجهنا تركيزنا نحو الدور الذي تلعبه الصيدلية المجتمعية، ليس فقط في تعزيز سبل التصدي للأمراض، بل أيضاً في تشجيع الناس على البقاء بصحة جيدة، وتبني منهجية وقائية لتعزيز رفاههم.

 

 

Email