مذكرة تفاهم لتنمية الصكوك الخضراء وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام
وقّع مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي مذكرة تفاهم مع كلٍ من "مركز دبي المالي العالمي" و"سوق دبي المالي"، و"مبادرة سندات المناخ" بهدف تطوير التعاون المشترك لتنمية الصكوك الخضراء، وتفعيل تبادل المعارف والخبرات في هذا القطاع الحيوي، وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام الذي يراعي تحديات التغير المناخي ويحمي الموارد البيئية للكوكب.
وتهدف مذكرة التفاهم المبرمة إلى تعزيز حضور الصكوك الخضراء محلياً وعالمياً، نظراً لأهميتها في الحفاظ على البيئة والتصدي لتحديات التغير المناخي وتحقيق التنمية المستدامة، إلى جانب المساهمة في وضع معايير واضحة وشفافة لإصدار شهادات الصكوك الخضراء وفق معايير إصدار شهادات سندات المناخ المعتمدة عالمياً.
وشارك في مراسم توقيع المذكرة في مقر مركز دبي المالي العالمي كلٌ من عبد الله محمد العور، المدير التنفيذي لمركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي، وعارف أميري الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي المالي العالمي، وحسن السركال، الرئيس التنفيذي للعمليات ورئيس قطاع العمليات في سوق دبي المالي، و شين كيدني الرئيس التنفيذي لمبادرة سندات المناخ.
سندات المناخ
وكانت "مبادرة سندات المناخ" الدولية الهادفة إلى تشجيع استثمارات عالمية لتوفير حلول لتحديات التغير المناخي وضعت معايير حققت إجماعاً دولياً لتنظيم إصدار سندات المناخ وتصنيف الصكوك الخضراء، لما فيه تمكين المستثمرين من اتخاذ القرارات الصائبة بخصوص الأثر البيئي للصكوك التي يستثمرون فيها.
وحالياً تعد شهادة تصنيف سندات المناخ الصادرة عن المبادرة هي الوحيدة المعترف بها عالمياً لتصنيف الصكوك الخضراء. وتشكل معايير سندات المناخ ومنهجية إصدار شهادات الصكوك الخضراء مقياساً دولياً لتحدد أهلية التصنيف والحصول على شهادة الصكوك الخضراء، وإطاراً موثوقاً لضمان مراحل ما قبل إصدار تلك الصكوك وما بعدها.
التمويل المستدام
وشهد العام الجاري، تعاوناً مشابهاً بين كلٍ من سوق دبي المالي ومركز دبي المالي العالمي الذين شكلوا معاً إلى جانب 10 أعضاء مؤسسين آخرين من ضمنهم مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي "مجموعة عمل التمويل المستدام في دبي" من أجل المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 لدولة الإمارات وخطة دبي الاستراتيجية 2021.
وتسهم مجموعة العمل في تطوير قطاع الخدمات المالية في دبي وترسيخ موقعها كمركز للتمويل المستدام على مستوى المنطقة، خاصة في قطاعات الحوكمة والمسؤولية الاجتماعية والبيئية، والشركات الخضراء الناشئة، والأدوات المالية الخضراء بما فيها الصكوك الخضراء، مع تشجيع الاستثمار المسؤول طويل الأجل وبناء مستقبل مستدام.
فرص محلية وعالمية
وفي تعليقه على توقيع مذكرة التفاهم متعددة الأطراف، قال عبدالله العور، المدير التنفيذي لمركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي: "يتطلع مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي والشركاء الموقعون على مذكرة التفاهم بشأن الصكوك الخضراء إلى تعزيز الفرص التي تتيحها قطاعات الاقتصاد الإسلامي، وخاصة في مجال التمويل الإسلامي، إلى جانب المساهمة في زيادة أعداد الشركات المهتمة بالاستثمار في هذه القطاعات على مستوى العالم."
وأضاف: "تدعم مذكرة التفاهم توسيع تواجد الصكوك الخضراء محلياً وعالمياً انطلاقاً من دبي، خاصة مع نمو الطلب عليها باستمرار، وهو ما يقتضي وضع آليات مناسبة لإصدار شهاداتها لما فيه تعزيز ثقة المستثمرين بهذا القطاع الواعد."
وأكد العور على أهمية العمل مع كل الأطراف؛ وخاصة الشركاء في سوق دبي المالي، ومركز دبي المالي العالمي، ومبادرة سندات المناخ، لتطوير سوق الصكوك الخضراء، وتوسيع نطاق حضورها إقليمياً وعالمياً، آملاً أن تسهم الخبرات مجتمعة في تسريع نمو هذا القطاع الحيوي، داعياً مختلف الجهات الفاعلة في هذا المجال للمشاركة في تعزيز هذا النمو.
من جانبه، قال عارف أميري، الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي المالي العالمي: "يعتبر التمويل المستدام جزءاً أساسياً لقيادة مستقبل القطاع المالي في المنطقة والعالم. يملك مركز دبي المالي العالمي أهدافاً مشتركة مع سوق دبي المالي ومركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي لبناء قطاع خدمات مالية قوي ومستدام في دبي والإمارات العربية المتحدة والمنطقة ككل. فمن خلال هذه الشراكة مع مبادرة سندات المناخ، إننا نعزز علاقات التعاون بين قطاعات الحوكمة والمسؤولية الاجتماعية والبيئية والتمويل الإسلامي، مما يتيح لنا الريادة في تقديم الحلول المالية الأخلاقية."
بيئة عمل محفزة
وبدوره قال حسن السركال، الرئيس التنفيذي للعمليات ورئيس قطاع العمليات في سوق دبي المالي: "باعتباره أول سوق مال متوافق مع الشريعة الإسلامية عالمياً منذ العام 2007، يحرص سوق دبي المالي على تنفيذ العديد من المبادرات المشتركة الرامية إلى ترسيخ المكانة المتميزة لدبي كعاصمة للاقتصاد الإسلامي عالمياً، وذلك بالتعاون مع مختلف المؤسسات الرائدة الناشطة في هذا المجال محلياً وعالمياً. وفي اعتقادنا، تكتسب مبادرة الصكوك الخضراء أهمية فائقة في سياق جهودنا المشتركة لتهيئة بيئة عمل تنظيمية ومعيارية داعمة لتطور الاقتصاد الإسلامي، علماً أن السوق يضطلع بدور نشط في هذا الصدد من خلال معاييره الشرعية الخاصة بإصدار وتداول الأسهم والصكوك وصناديق الاستثمار، والتي أولت مجتمعةً عناية خاصة بالأدوات المالية الخضراء".
وفي ذات السياق، ينفذ السوق سلسلة من المبادرات لنشر أفضل ممارسات الاستدامة في أوساط المتعاملين، حيث تهدف استراتيجية السوق للاستدامة 2025 لتحويله إلى سوق المال المستدام الرائد على المستوى الإقليمي، بما يعكس التزامنا بمواكبة استراتيجية الاستدامة والاقتصاد الأخضر في دبي، خاصةً وأن الاستثمار المسؤول والاستدامة وحماية البيئة تعتبر مجتمعةً من بين مقاصد الشريعة الإسلامية.
ومن جهته، قال شين كيدني الرئيس التنفيذي لمبادرة سندات المناخ: "إن التوسع في الصكوك الخضراء مهم للغاية لتمويل التحديات الناجمة عن المناخ والتي نواجهها جميعاً. وهذا الاتفاق يوفر منصة جديدة للتعاون في مجال الصكوك الخضراء التي تشهد نمواً متزايداً إقليمياً وعالمياً، وبما يتوافق مع المعايير الدولية، كما أنه يؤسس لمرحلة جديدة من التعاون بين الشركاء الاستراتيجيين لبناء ثقة المستثمرين وخلق فرص جديدة في مجال الاستثمار الأخضر."
47.2 مليار
وبحسب وكالة موديز للتصنيف الائتماني، ارتفعت إصدارات الصكوك الخضراء عالمياً بنسبة 40 بالمائة لتصل إلى 47.2 مليار دولار أمريكي خلال الربع الأول من عام 2019، وذلك عقب إصدارات مؤسسية قوية. وأشارت الوكالة في تقريرها إلى أن ما قيمته 15.9 مليار دولار أمريكي من الإصدارات العالمية لهذه الأدوات المالية الهادفة لتمويل مبادرات نوعية متصلة بالتعامل مع التغير المناخي وحماية البيئة أتت على شكل صكوك مؤسسية، وبنسبة الثلث تقريباً، فيما مثلت الإصدارات غير المالية نسبة 17 بالمائة من إجمالي الصكوك الخضراء بقيمة وصلت إلى 8.1 مليار دولار أمريكي.
