تنظمه مؤسسة دبي للإعلام 29 - 30 يناير

إطلاق مؤتمر الطباعة الإلكترونية والعضوية الأول في المنطقة

فيصل بن حيدر وعمر المحمود خلال المؤتمر الصحفي | تصوير: زافير ويلسون

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت مؤسسة دبي للإعلام تنظيم النسخة الأولى من «مؤتمر الطباعة الإلكترونية والعضوية الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» تحت الرعاية الكريمة لسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة دبي للإعلام، في الفترة من 29 إلى 30 يناير 2019 في فندق «جراند حياة» في دبي، وذلك تحت شعار «مدن ذكية، حلول مبتكرة، صناعة متطورة». جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عُقد أمس.

وتسعى مؤسسة دبي للإعلام من خلال المؤتمر إلى تسليط الضوء على الطباعة الإلكترونية والعضوية، والتي تعتبر ثورة في خدمة البشرية، وستدعم استراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة، وتسهم في بناء اقتصاد وطني تنافسي قائم على المعرفة والابتكار وتكمل العصر الحديث نحو الذكاء الاصطناعي والتطبيقات التكنولوجية المستقبلية التي تدمج التقنيات المادية والرقمية والحيوية، بالإضافة إلى بحث سُبل تعزيز التبادل المعرفي والعملي وأفضل الممارسات في هذا المجال.

وسيشارك في المؤتمر الذي يُعقد على مدار يومين، أكثر من 300 من كبار المسؤولين ومديري الدوائر الحكومية والجامعات ومراكز البحوث والأكاديميين والمختصين في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والهندسة والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، وذلك من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وسيشكل المؤتمر منصة مثالية لاستعراض أحدث الأفكار والابتكارات والتطبيقات المُلهمة في مجال الطباعة الإلكترونية والعضوية، والتي ستحفّز الباحثين والمشاركين على إيجاد أفكار لتطبيقات جديدة مبنية على هذه التقنية، والتي يمكن أن تحل كبديل لعدة صناعات حالية على سبيل المثال الخلايا والألواح الشمسية. وسيتم الإعلان على هامش المؤتمر، عن إطلاق «منظمة الطباعة الإلكترونية والعضوية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» والتي سيكون مقرها إمارة دبي، التي ستفتح أبوابها لاستقبال طلبات العضوية ابتداء من فبراير.

وستشمل أجندة المؤتمر، أكثر من 25 جلسة رئيسية تغطي محاور «الطاقة المتجددة، الخلايا الشمسية، أجهزة الاستشعار الحيوية، البطاريات المطبوعة وشاشات العرض التفاعلية المرنة»، وصُمّمت الجلسات للتعريف بالطباعة الإلكترونية والعضوية ومجالات تطبيقاتها، وسيدير المؤتمر نخبة من الخبراء العالميين والمتخصصين والذين يحملون شهادات الدكتوراه ويشغلون مناصب مديرين تنفيذيين في مؤسساتهم المتخصصة في مجال الطباعة الإلكترونية والعضوية، من ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة وهونغ كونغ وفرنسا.

دور ريادي

وقال سامي القمزي، نائب الرئيس ــ عضو مجلس الإدارة المنتدب في مؤسسة دبي للإعلام: استضافة المؤتمر في دبي تتوج دورها الريادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتماشياً مع رؤية قيادتنا الرشيدة الأكثر طموحاً في صناعة المستقبل، وأن نكون دائماً في المركز الأول، ومن هذا المنطلق جاءت فكرة تنظيمنا لمؤتمر الطباعة الإلكترونية والعضوية، الذي سيشكل أساساً متيناً لجعل دبي مركزاً للابتكار والتطوير، وأنها تمضي في الطريق الصحيح لتحقيق التنوع الاقتصادي الوطني.

ثورة صناعية

وفي كلمته خلال المؤتمر الصحفي، قال فيصل بن حيدر، المدير التنفيذي لقطاع الطباعة والتوزيع في مؤسسة دبي للإعلام، إن تقنية الطباعة الإلكترونية والعضوية هي ثورة صناعية تمثل نوعاً جديداً من الإلكترونيات الثورية والمتطورة والتي تتجاوز النهج التقليدي للسيليكون «الإلكترونيات التقليدية»، وتتميز بأنها رقيقة وخفيفة الوزن ومرنة وقوية وتنتج بتكلفة منخفضة، ما سيؤدي بدوره إلى إنشاء أسواق ومنتجات جديدة، فضلاً عن المساهمة في تطوير مفاهيم مبتكرة مثل الإلكترونيات القابلة للارتداء، وإنترنت الأشياء، والملصقات الذكية والخلايا الشمسية وأجهزة الاستشعار وشاشات اللمس وغيرها. وهذه التكنولوجيا تفتح مجالات جديدة للتطبيق باستخدام منهج جديد لتصنيع الإلكترونيات والاتصالات وتكمّل العصر الجديد للذكاء الاصطناعي.

خطوة أولى

وأوضح أن المؤتمر هو الخطوة الأولى لانطلاقة تقنية الطباعة الإلكترونية والعضوية وسيتبعها إنشاء مصنع ومختبر بالشراكة مع عدة شركات عالمية متخصصة في هذا المجال. وأضاف: يتم عقد عدة مؤتمرات عالمية للطباعة الإلكترونية والعضوية في أوروبا والولايات المتحدة تستقطب ما يتجاوز 5000 مشارك سنوياً.

وقد نجح قطاع الطباعة والتوزيع في مؤسسة دبي للإعلام بعد توقيع شراكة مع الجهة المنظمة لمعرض ومؤتمر الطباعة الإلكترونية الدولي في ألمانيا ليتم استضافة المؤتمر في مدينة دبي تحت إدارة المؤسسة بحيث تكون هذه المرة الأولى التي يُنظم فيها في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. ومن المتوقع أن يجذب المؤتمر العديد من الجهات الحكومية والخاصة والجامعات والكليات المتخصصة ليشكل منصة لوضع رؤية مستقبلية مستدامة لعقود قادمة.

دعم المشاريع

وقال عمر المحمود، الرئيس التنفيذي لصندوق تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات: قامت هيئة تنظيم الاتصالات بإنشاء صندوق تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في سنة 2007 لدعم جهود البحث والتطوير في قطاع الاتصالات بالدولة.

ومنذ تأسيسه، نجح الصندوق في تحقيق إنجازات كبيرة سعياً منه لتلبية الأهداف المرسومة وتوظيف كافة الإمكانيات التي تمكّن هذا القطاع الحيوي من الاستمرار في أداء مهامه بكوادر وطنية مؤهلة ومدربة تحقق رؤيتنا الطموحة «الإمارات 2021». وأضاف: يشرفنا رعاية مؤتمر الطباعة الإلكترونية والعضوية الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي تتماشى مع رؤية الهيئة بجعل الإمارات دولة رائدة عالمياً في تقنية المعلومات والاتصالات.

الطباعة الإلكترونية والعضوية

والطباعة الإلكترونية والعضوية هي عبارة عن بوليمرات وأحبار موصلة يمكن طباعتها على رقائق أو ورق أو زجاج أو أقمشة بمساحات كبيرة وبتكلفة منخفضة قد تستخدم فيها نفس الطابعات القائمة المتطورة بعد تعديلها بشكل بسيط. وبالمقارنة مع الإلكترونيات التقليدية، توفر هذه المكونات العضوية والإلكترونية عددًا من الفوائد منها أنها رقيقة للغاية ومرنة وشفافة.

وتوجد الطباعة الإلكترونية والعضوية بالفعل في حياتنا اليومية، ويمكن ملاحظة ذلك في تكامل عدد من تطبيقاتها كمعيار في صناعة السيارات، من خلال الهوائيات المطبوعة في زجاج السيارة على سبيل المثال، أو أجهزة استشعار الإشغال المدمجة في المقاعد ومرايا الرؤية الخلفية المضادة للوضوح التلقائي. ويمكن ملاحظتها كذلك حتى في شرائح أجهزة اختبار نسبة السكر في الدم.

وتُستخدم الطباعة الإلكترونية والعضوية أيضًا في الخلايا الشمسية وأجهزة الاستشعار ولوحات المفاتيح والشاشات، وبالتالي تحول المنتجات البسيطة إلى أجهزة ذكية. وعلى الرغم من كونها لا تزال في مرحلة التطوير ولكنها مجدية تقنيًا مثال ذلك الخلفيات المضيئة أو تغليف الأغذية الذكي، والذي يسمح بالتتبع المستمر لسلسلة التبريد وتقدم أيضا الخلايا الكهروضوئية العضوية التي تغطي واجهات المباني بأكملها زخماً جديداً وحيوياً لقطاع الطاقة.

منظمة عالمية

وهناك منظمة عالمية للطباعة الإلكترونية والعضوية «OE-A» وتأسست في فرانكفورت بألمانيا في ديسمبر 2004 وهي الرابطة الدولية لصناعة الطباعة الإلكترونية والعضوية. وتمثل المنظمة الصورة الكاملة لهذه الصناعة الناشئة.

وتضم المنظمة أعضاء من شركات ومؤسسات عالمية، وذلك بدءاً من معاهد البحث والتطوير، وشركات الهندسة الميكانيكية وموردي المواد للمنتجين والمستخدمين النهائيين، حيث تعمل أكثر من 230 شركة من أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وأفريقيا معاً لتعزيز إنشاء بنية تحتية إنتاجية تنافسية للطباعة الإلكترونية والعضوية. والمنظمة عضو في «جمعية صناعة الهندسة الميكانيكية»، والتي تضم بدورها أكثر من 3100 شركة من الشركات الصناعية، والذي يجعل الجمعية أكبر اتحاد صناعي في أوروبا.

الطباعة الورقية  إلى المتاحف

توقّع فيصل بين حيدر المدير التنفيذي لقطاع الطباعة والتوزيع في مؤسسة دبي للإعلام، أن ينتهي المطاف بالطباعة الورقية في المتاحف خلال 10 سنوات، مرجحاً أن تمثّل الطباعة الإلكترونية والعضوية التطور الطبيعي لصناعة النشر التقليدية التي ستتأثر بشكل جذري بتلك التقنية.

وأضاف: "نعمل منذ أربع سنوات على استراتيجية تقوم على استشراف مستقبل صناعة الطباعة والنشر، فتوصلنا إلى أن تقنية الطباعة الإلكترونية والعضوية هي المستقبل، لأنها تفتح قنوات مختلفة لتوصيل المادة الإعلامية، فاليوم لدينا مطابع لطباعة الصحف والكتب، والمواد الإعلامية، ولكن الآفاق والفرص التي تفتحها تلك التقنية ستكون كبيرة وضرورية لمستقبل العديد من الصناعات الحديثة، ولكن الكتب الدينية ستعامل بشكل آخر لأنها ستبقى على الورق بطبيعة الحال.

وباستطاعة المؤسسات الإعلامية اليوم أن يكون لديها شاشات إلكترونية مرنة وتوزع في جميع مناطق في الدولة وبث المادة الإعلامية بالوقت المباشر للمتلقي الذي سيتمكن بدوره من التفاعل بشكل واسع مع تلك المواد.

Email