عبد الله بن كلبان في حوار مع «البيان الاقتصادي»:

«الإمارات العالمية للألمنيوم» مُنتـِج متكامل في 2019

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد عبدالله جاسم بن كلبان العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم أن العام المقبل 2019 سيكون من أهم الأعوام الحاسمة في تاريخ الشركة، حيث ستتحول من شركة لصهر الألمنيوم إلى منتج متكامل للألمنيوم، بدءاً من تعدين البوكسيت وتكرير الألومينا وانتهاء ببيع وتسويق الألمنيوم.

وكشف بن كلبان في حوار مع «البيان الاقتصادي» أن النصف الأول من العام المقبل سيشهد إنجاز مصفاة الطويلة للألومينا والتي بلغت نسبة الإنجاز فيها حاليا أكثر من 90%، فيما سيشهد النصف الثاني من العام المقبل تصدير البوكسيت من منجم الشركة في غينيا للأسواق الدولية.

وأكد أن المصفاة والمنجم سيسهمان في ترسيخ مكانة الشركة كمنتج متكامل للألمنيوم إضافة إلى توفير مصدر عائدات جديد لها. وأشار إلى أن لدى الشركة حالياً أكثر من 350 عميلاً في أكثر من 60 دولة يفضلون منتجات الشركة.

وأوضح أن الخطة المستقبلية للشركة تركز على التوسع في السوق المحلي بعد أن رفعت حصته إلى 10%.

وتحدث بن كلبان عن إنجازات الشركة، مؤكدا أنها أول شركة صناعية إماراتية يتم ترخيص تكنولوجيا عملياتها الصناعية الأساسية على الصعيد الدولي، ويتم تطبيق تقنياتها الحديثة حاليا في مشروع خط الصهر السادس الخاص بشركة ألمنيوم البحرين.

كما تبوأت الشركة مكانة أفضل شركة منتجة بأعلى نسبة لإنتاج الألمنيوم عالي الجودة على مستوى العالم.

تنويع اقتصادي

وتسهم شركة الإمارات العالمية للألمنيوم في تحقيق أهداف التنوع الاقتصادي التي حددتها «رؤية الإمارات 2021» وذلك عبر منتجاتها التي تلبي الطلب المتزايد من الصناعات التحويلية وتزايد الإنفاق ضمن سلسلة التوريد المحلية، وبينما يعد صهر الألمنيوم هو المجال الأساسي لأعمالها في الإمارات، تعمل الشركة حالياً على امتداد عملياتها عالمياً عبر تعدين البوكسيت في جمهورية غينيا وإنشاء مصفاة تكرير الألومينا في الطويلة لترسيخ مكانتها الرائدة كشركة متكاملة في صناعة الألمنيوم.

وفيما يلي نص الحوار:

بعد مرور أكثر من 5 سنوات على اندماج دبي للألمنيوم (دوبال) وإلامارات للألمنيوم (إيمال)، هل تحققت الأهداف التي كنت تطمحون إليها من الاندماج؟ وما هي الفوائد التي عادت على قطاع الألمنيوم في الدولة؟

قبل 5 سنوات، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، اندماج شركتي دبي للألمنيوم «دوبال» والإمارات للألمنيوم «إيمال»، رائدتي صناعة الألمنيوم في الإمارات، في خطوة هدفت إلى تعزيز النمو المحلي والتوسع العالمي، وفتح آفاق أكثر رحابة واتساعاً أمام المزيد من النمو في الإمارات.

وعلى الخارطة العالمية لصناعة الألمنيوم، ومنذ ذلك الحين، قطعت شركة الإمارات العالمية للألمنيوم شوطاً كبيراً في رحلتها نحو الريادة، وفي عام 2017، حققت الإمارات العالمية للألمنيوم أعلى نسبة لإنتاج الألمنيوم عالي الجودة على مستوى العالم، مما جعلها الشركة الرائدة عالمياً في صناعة الألمنيوم.

ومنذ إتمام الاندماج، سعينا إلى تطوير جميع خطوط الإنتاج القديمة بتقنية جديدة طورت في الشركة. وفي العام 2016، أصبحت شركة الإمارات العالمية للألمنيوم أول شركة صناعية إماراتية ترخص تكنولوجيا عملياتها الصناعية الأساسية على الصعيد الدولي، كما مكنتنا نجاحاتنا من خلق فرص عمل جديدة، وفي عام 2017 وصلت نسبة التوطين إلى 37,6%، وهي أعلى نسبة تحققها الشركة في تاريخها في هذا المجال.

وتسهم شركة الإمارات العالمية للألمنيوم في تحقيق أهداف التنوع الاقتصادي التي حددتها «رؤية الإمارات 2021» وذلك عبر منتجاتها التي تلبي الطلب المتزايد من الصناعات التحويلية وتزايد الإنفاق ضمن سلسلة التوريد المحلية، وفيما يعد صهر الألمنيوم هو المجال الأساسي لأعمالنا في دولة الإمارات، تعمل الشركة حالياً على عملياتها وامتدادها عالمياً عبر تعدين البوكسيت في جمهورية غينيا وإنشاء مصفاة تكرير الألومينا في الطويلة لترسيخ مكانتها الرائدة كشركة متكاملة في صناعة الألمنيوم.

ماهي خطة الشركة للتحول من بيع الألمنيوم إلى منتج متكامل للألمنيوم؟

تتمتع شركة الإمارات العالمية للألمنيوم بسجل عريق في مجال صناعة الألمنيوم يمتد على مدار 4 عقود، بما نطلق عليه منتصف سلسلة قيمة الألمنيوم، حيث نحول مسحوق الألومينا إلى معدن.

ولطالما كانت ولا تزال عملية صهر الألمنيوم تشكل نشاطاً ناجحاً جداً لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم ولدولة الإمارات بشكل عام، فالألمنيوم هو أكبر منتج تصدره الإمارات بعد النفط والغاز، ويشكل مصدر إيرادات تقدر بمليارات الدولارات سنوياً. وتركز استراتيجية الشركة للنمو على مشاريع المنبع مثل تكرير الألومينا وتعدين البوكسيت.

وانطلاقاً من ازدهار إنتاج الألمنيوم، لعبت شركة الإمارات العالمية للألمنيوم دوراً بارزاً في دعم الصناعات المحلية المرتبطة بمنتجات الألمنيوم، حيث تزود الشركة حالياً نحو 26 شركة بمنتجاتها، والتي تدخل في صناعة بعض العلامات التجارية العالمية الرائدة، ومنها على سبيل المثال قطع غيار السيارات وإطارات النوافذ وغيرها من الصناعات المرتبطة بمنتجات الألمنيوم النهائية.

تسابقون الزمن لإنجاز مصفاة الألومنيا في منطقة الطويلة، فماذا تمثل المصفاة للشركة؟ وما هي فوائدها؟ وما نسبة الإنجاز فيها حالياً؟ ومتى يتم افتتاحها؟

يعتبر تكرير الألومينا قطاعاً جديداً تماماً بالنسبة لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم للإمارات، وهو يعزز قدراتنا الصناعية ويخلق المزيد من فرص العمل والفرص الاقتصادية، حيث إن تشغيل المصفاة يتطلب نحو 600 موظف مختص، ويتيح تشغيلها خلق صناعات محلية جديدة.

وعلى سبيل المثال، وقعت الشركة مؤخراً اتفاقية توريد طويلة الأمد لشراء الصودا الكاوية وهي مادة نحتاج إليها في صناعتنا من شركة جديدة تخطط لإنشاء مجمع لإنتاج المواد الكيميائية بالقرب من الشركة في مدينة خليفة الصناعية (كيزاد) في مدينة أبوظبي.

وتعتبر مصفاة الطويلة لتكرير الألومينا من المشاريع التي تحظى بأهمية كبيرة انطلاقاً من دورها البارز في دعم الأهداف الاستراتيجية لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم، ودفع عجلة نمو قطاع الألمنيوم وزيادة مساهمته في اقتصاد الدولة، وزادت نسبة الإنجاز في المصفاة حاليا على 90% ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج في المصفاة خلال النصف الأول من العام 2019، ولذلك نعتبر عام 2019 من الأعوام الحاسمة والمهمة في تطور الشركة.

منافسة

تواجهون منافسة قوية في عدد من الأسواق العالمية خاصة الأميركية والأوروبية ما يدفع بعض الدول لفرض رسوم على منتجاتكم، فكيف تتعاملون مع هذه الرسوم، وتتجاوزون هذا التحدي؟

تعتبر الأسواق الأميركية من الأسواق الهامة والرئيسية لنا، وحرصنا على المشاركة في محادثات القسم 232 وأبدينا وجهة نظرنا في هذا الخصوص، والتي هي معروفة للجميع وأغلب المنظمات المختصة لمجال الألمنيوم اتفقت على أن الأسواق الأميركية تفتقر بشكل أساسي إلى الألمنيوم الأولي.

ولن يتم سد هذه الفجوة حتى تتم إعادة تشغيل جميع القدرات الحالية. ومن المرجح أن تظل الواردات جزءاً مهماً من إجمالي الألمنيوم المستخدم.

ما هي الأسواق التي تتوجه إليها الشركة في العام الجاري؟ وهل هناك أسواق جديدة تركزون عليها في الأعوام المقبلة؟

يلبي إنتاج شركة الإمارات العالمية للألمنيوم احتياجات ما يزيد على 350 عميلاً في أكثر من 60 دولة، وتتمتع الشركة بقاعدة صلبة للعملاء في آسيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والأميركتين، وفي الوقت نفسه، تحظى السوق المحلية بأهمية كبيرة للشركة، حيث إن 10% من إنتاج الشركة يستخدم في السوق المحلي. وتتضمن الخطة المستقبلية للشركة التركيز على التوسع في السوق المحلي.

مواد خام

كيف تواجه الشركة تحديات توفر المواد الخام اللازمة لصناعة الألمنيوم في الوقت الحالي؟

ينصب تركيز الشركة حالياً على تعزيز الاستثمار في المشاريع التي تتعلق بمراحل الإنتاج الأولية لضمان توفير المواد الخام اللازمة لعمليات الصهر وخلق مصادر جديدة للدخل، ومن هذا المنطلق تشيد الشركة حالياً منجم البوكسيت ومرافق التصدير المرتبطة به في جمهورية غينيا في غرب أفريقيا، كما تنفذ حالياً مشروع مصفاة الطويلة للألومينا، والتي ستعمل على تكرير البوكسيت وإنتاج الألومينا، والذي يعد خام التغذية لمصاهر الألمنيوم، ومن خلاله سنتمكن من تلبية 40% من احتياجاتنا من الألومينا.

ما هي آخر تطورات منجم البوكسيت في غينيا؟ وما هو البرنامج الزمني لاستخراج البوكسيت من المنجم؟

تسير أعمال البناء في منجم البوكسيت في غينيا وفق المسار المحدد، ونتوقع انطلاق أول صادرات البوكسيت خلال النصف الثاني من عام 2019.

ومن معالم الإنجاز في هذه المرحلة، وصول آلة «ستاكر ريكليمر» والتي تعد أكبر معدات المشروع وركيزة أساسية في نظام عملياتنا في غينيا، وعند استقرار العمليات نتوقع وصول إنتاج البوكسيت من المنجم إلى ما يقارب 12 مليون طن سنوياً، وسيسهم منجم البوكسيت في غينيا في خلق مصدر عائدات جديد لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم من خلال بيع البوكسيت المنتج لعملائنا حول أنحاء العالم.

ما أهمية محطة الحاويات التي تم افتتاحها في غينيا؟

نستخدم حالياً محطة الحاويات التي افتتحت في ميناء كامسار عام 2016 في رسو السفن المحملة بالمواد والمعدات اللازمة للمشروع، وبعد اكتمال بناء المنجم والمرافق المرتبطة به سيتم تخصيصها للاستخدام التجاري من قبل شركات أخرى في إطار مساهماتنا في دعم اقتصاد غينيا، كما نعمل حالياً على بناء مرافق التصدير الخاصة بالبوكسيت بالقرب من محطة الحاويات، في جزء آخر من الميناء.

ماذا عن تواجدكم في السوق الصيني؟

هناك مكتب كبير وتواجد قوي للشركة في الصين. والهدف من هذا المكتب والمملوك بالكامل لشركة صينية تابعة لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم هو العمل على توفير مصادر المواد الخام واللوازم الأخرى من الصين.

وهذا المكتب اشترى إمدادات من الصين بأكثر من 500 مليون دولار خلال العامين الماضيين، كما يعمل المكتب أيضاً على تعميق العلاقات التجارية من خلال تطوير فرص مبيعات البوكسيت المستخرج من منجم شركة الإمارات العالمية للألمنيوم في جمهورية غينيا.

80 %

رداً على سؤال حول نوعية المبيعات التي تركز عليها الشركة خلال الفترة المقبلة وفقاً لدراسات احتياجات الأسواق العالمية من منتجات الألمنيوم، قال عبد الله كلبان إن مبيعات المنتجات ذات القيمة المضافة تشكل أكثر من 80% من إجمالي مبيعات الشركة، وأشار إلى أن الشركة احتلت مكانة أكبر منتج للألمنيوم عالي الجودة في العالم (أي مورداً للمنتجات ذات القيمة المضافة) من حيث الحجم ونسبة الإنتاج الإجمالي خلال العام الماضي.

ونوه إلى أن عملاء الشركة الذين يتواجدون في أكثر من 60 دولة حول العالم يفضلون شركة الإمارات العالمية للألمنيوم لثقتهم في قدرتها على خلق منتجات تتوافق مع مواصفاتهم.

44 % من المناصب العليا للمواطنين

تحدث عبدالله بن كلبان عن واقع التوطين ومستقبله في الشركة، موضحاً أن ما يقرب من 1200 من المواطنين يعمل في الشركة التي يقودها مواطنون بما في ذلك أعضاء الإدارة التنفيذية العليا. ويشغل المواطنون نحو 44% من إجمالي المناصب العليا، والبالغ عددها 250 وظيفة. وأكثر من ثلث إجمالي الوظائف البالغة 1800 وظيفة في المستوى الإشرافي وما فوقه.

وأشار إلى أن الإدارة التنفيذية العليا للشركة تضم 7 مواطنين، منوهاً بأن هؤلاء المواطنين السبعة انضموا إلى الشركة منذ بداية مسيرتهم المهنية كمتدربين أو حديثي التخرج. وأكد أن الشركة تستهدف الوصول بنسبة التوطين إلى 40٪ في الوظائف المحورية بحلول عام 2020، والتي تشمل بالإضافة للمستوى الإشرافي وما فوقه بعض الوظائف غیر الإشرافیة.

تقنيات الشركة من الأكثر كفاءة في صناعة الألمنيوم عالمياً

أكد العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم أن الشركة ركزت لأكثر من 25 عاماً على تطوير التقنيات الرائدة، واليوم أصبحت تقنيات الشركة من أكثر التقنيات كفاءة في صناعة الألمنيوم عالميا.

وتعمل الشركة حالياً على تنفيذ مشروع خط الصهر السادس الخاص بشركة «ألمنيوم البحرين - ألبا» والذي يتم تشغيله بالاعتماد على تقنيات الشركة التي تسهم في مضاعفة الإنتاج خاصية تقنية «دي إكس بلس ألترا».

وأثمرت هذه التقنيات في تقليل استهلاك الطاقة خلال عملية صهر الألمنيوم لتكون من بين أدنى معدلات تقليل استهلاك الطاقة عالمياً، كما تلعب الإمارات العالمية للألمنيوم دوراً فاعلاً في دعم تحقيق أهداف رؤية الإمارات 2021 في تعزيز الابتكار والمعرفة لدفع عجلة النمو، وذلك من خلال تركيزها على الأبحاث وتطوير التكنولوجيا.

Email