نائب الرئيس الإقليمي لفنادق «ويندام»: قطاع الضيافة مُقبل على تغيرات غير مسبوقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد إينياس باونز، نائب الرئيس الإقليمي في الشرق الأوسط وأوراسيا وأفريقيا لدى «مجموعة فنادق ومنتجعات ويندام» أن قطاع الضيافة مُقبل على تغيرات غير مسبوقة في المستقبل القريب بحكم التقدم التكنولوجي المتسارع، وحقيقة أن الشباب يمثلون شريحة متنامية من المسافرين، فضلاً عن الحاجة إلى أسواق جديدة.

مشيراً إلى أن تأثير هذه التطورات لن يقتصر على ما ستحدثه من تحولات في القطاع، وإنما ستسهم في إيجاد قيمة دائمة، الأمر الذي ينطبق بشكل خاص على منطقة الشرق الأوسط التي شهدت تطوراً ملحوظاً في قطاع الضيافة على مدى السنين القليلة الماضية، ولكن ما زال هناك الكثير مما يجب فعله لإطلاق العنان لكامل إمكانيات القطاع.

وأوضح أنه لتحقيق ذلك يجب اعتماد منهجية أكثر جرأة وابتكارات تتجاوز نماذج العمل التي سادت في الماضي عبر التطلّع إلى المستقبل والعمل على تلبية طموحات ورغبات الجيل التالي من المسافرين. ونظراً لمكانتنا الراسخة في القطاع الفندقي علينا النظر إلى الضيافة على أنها خيار تجربة حياة يأخذ في عين الاعتبار التغيرات الاجتماعية والديموغرافية والتكنولوجية التي ترسم ملامح مستقبل القطاع.

تحولات

وقال إن مفهوم «المستقبل» لا يشير بالضرورة إلى المستقبل البعيد، وإنما يتعلق في المقام الأول بما نقدمه من خدمات ضيافة حالياً وعلى المدى القصير؛ لأن التغيرات التي أشرت إليها أعلاه أصبحت «حقيقية» منذ الآن، وتفعل مفاعيلها على أرض الواقع.

وعلى سبيل المثال، يعتبر الانتشار المتنامي لوسائل التواصل الاجتماعي عاملاً هاماً في تغيير قواعد اللعبة، حيث إن إمكانية مشاركة التعليقات والتقييمات مع الملايين بضغطة واحدة أدت إلى تحولات جذرية في آليات عمل قطاع الضيافة، لدرجة أن تقييماً سلبياً واحداً على موقع لخدمات السفر قد يشكل تحدياً حقيقياً لمصداقية الجهة التي تلقت هذا التقييم.

انفتاح

وأشار إلى أنه رغم ذلك فإن هناك جانباً مشرقاً، فقد أخذت الحوارات منحى أكثر انفتاحاً وصراحة، ما أتاح فرصاً جديدة للعلامات الفندقية كي تتعرف بشكل أفضل على ضيوفها ومتطلباتهم وتفضيلاتهم. على سبيل المثال، لطالما طالب نزلاء الفنادق من فئة رجال الأعمال بميزة تسجيل الخروج المتأخر، وهو ما بدأ القطاع بالاستجابة له فعلاً ليتيح تجربة أكثر مرونة.

وفي جميع الأحوال، لا يوجد بالطبع حلّ سحري يلبي كافة الاحتياجات، لذا يجدر بموفري خدمات الضيافة أن يتعاونوا معاً بهدف توفير أكثر الخيارات شمولاً عبر فنادق متنوّعة في أماكن مختلفة، بما يتناسب مع مختلف فئات الضيوف وينسجم مع متطلباتهم وتوقعاتهم.

تقنيات

وبطبيعة الحال، فإن تركيز أعمالنا الرئيسي سيتمحور مستقبلاً حول كيفية إدماج التقنيات الرقمية بهدف تعزيز تجربة الضيوف وتلبية كل متطلباتهم، بدءاً من بناء حضور إلكتروني راسخ.

ومروراً بالانخراط في الحوار عبر الإنترنت، ووصولاً إلى إتاحة إمكانيات بسيطة وسلسة لإجراء الحجوزات وتخطيط الرحلات بشكل إلكتروني، لكن يجب ألا يؤدي التركيز على الشباب إلى إغفال الشريحة الهامة الأخرى المتمثلة في المسافرين المخضرمين الأكبر سناً، ممن يبحثون عن تجارب تجعلهم يشعرون بأنهم في «بيتهم» بعيداً عن وطنهم.

ويتطلعون إلى درجة عالية من الراحة والخدمات والتسهيلات. كما يجب عدم إغفال الحاجة إلى تقديم خيارات متوسطة التكلفة، حيث ينبغي على القطاع تقديم خيارات أكثر تنوعاً من المستوى الاقتصادي وحتى المستوى الفاخر، لاسيما مع دخول أسواق جديدة على الخط مثل الصين والهند والشرق الأوسط وأفريقيا.

الجيل التالي

يمثل الشباب حالياً الجيل التالي من نزلاء الفنادق، وهم يتسمون بدراية واسعة بشؤون التكنولوجيا وريادة الأعمال والسفر بقصد الترفيه، ويحتاجون إلى درجة عالية من الخدمات المصممة حسب الطلب.

لذا لا بد من أن يطوّر القطاع قدراته بحيث يرقى لمستوى تطلعات هذه الفئة. ويتجلى هذا التوجه بوضوح خاص في الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث يمثل الشباب (ممن هم دون 30 عاماً من العمر) أكثر من 60% من التعداد السكاني وفقاً للتقرير العربي للتنمية البشرية 2016 من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

Email