مروان جناحي مدير عام المجمّع لـ«البيان الاقتصادي»:

95 % معدلات الإشغال في «دبي للعلوم»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد مروان عبد العزيز جناحي، مدير عام «مجمّع دبي للعلوم» أن معدل الإشغال في مجمل مرافق المجمع يصل إلى 95%.

وقال في تصريحات لـ«البيان الاقتصادي» على هامش المشاركة في فعاليات وفد استثماري نظمته مؤخراً «مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار» إلى استراليا، إن معدلات الإشغال في مرافق التخزين ضمن المجمع تصل إلى 95 % فيما ترتفع إلى 96 % في المبنى المخصص للمختبرات وتبلغ 70 % في الأراضي المخصصة للمنشآت الصناعية.

وأضاف أن مبنى المكاتب الذي يتوقع اكتماله خلال الفترة القادمة يتألف من 22 طابقاً على مساحة 400 ألف قدم مربعة، لافتاً إلى أن المجمع وفر مكاتب بمساحة إجمالية تصل إلى 200 ألف قدم مربعة في المناطق الحرة التابعة لـ«تيكوم» لـ40 من الشركات المرخصة من قبل المجمع لحين افتتاح مبنى المكاتب.

وحول الهدف من مشاركتهم في زيارة أستراليا، قال إن السوق الأسترالي يتميز بمجال الخدمات في مجالات عدة بما فيها الصحة، وأشار إلى تطور الخدمات الإلكترونية في المستشفيات، وضرب مثلاً على الشركات التي تقدم خدمات ما يعرف باسم «البيلينغ» أو الفوترة والذي يقوم به من يسمون «كودرز».

ويتعلق بوضع كود أو رمز معين لكل ممارسة طبية، وهناك هيئات عالمية تضع له ضوابط وشروطاً مثل منظمة ICD، وهو مجال تعمل على تطويره هيئة الصحة في دبي ولكنه يحتاج أيضاً دخول القطاع الخاص إليه.

وأضاف أننا قابلنا إحدى الشركات الخاصة الأسترالية العاملة في هذا المجال وهم مهتمون بدخول السوق الإماراتي، نظراً إلى أن التأمين الطبي أصبح معمماً على الجميع في دبي. وبين جناحي أن شركة أسترالية تدعى CSL أصبحت منذ حوالي الشهر عضواً في مجمع دبي للعلوم، وهناك شركة ثانية تنتج أجهزة لتقوية السمع.

وأشار إلى أن التجربة الأسترالية تبين أن نجاحاتهم محدودة مقارنة بالأميركيين والأوروبيين في مجال الاستثمار في البحوث وتحويلها إلى منتجات، نظرا لضخامة الاستثمارات المطلوبة من أجل الانتقال بالأفكار من مرحلة البحث السريري إلى جعلها منتجاً يطرح في الأسواق، وركزوا بدلاً عن ذلك على الخدمات.

وقال إنه يمكن لنا أن نطبق هذا الأمر هنا في الإمارات، فتطوير المنتجات عملية معقدة جداً تحتاج فهماً كاملاً لجميع الخطوات، كما تحتاج موافقات وأبحاثاً بدءاً من مرحلة الدراسات في الجامعات على الحيوانات، ثم إعادتها على حيوانات أكبر، ولاحقاً تجربتها على الإنسان، والاستثمار في ذلك كله يحمل مخاطرة كبيرة.

شركات جديدة

وأوضح جناحي أن المجمع نجح خلال الأعوام الثلاثة الماضية في استقطاب 40 شركة جديدة في المتوسط سنوياً، كما يواصل جذب مقدمي الخدمات الذين يشكلون جزءاً مهماً من المجمع، فهناك الشركات الكبيرة والمتوسطة بالإضافة إلى مزودي الخدمات، مما يشكل المزيج المثالي للعمل. ورداً على سؤال حول سياسات تسعير الرسوم والخدمات والإيجارات، قال جناحي:

«نقوم بمراجعة الأسعار والرسوم بشكل ربع سنوي من خلال مسح شامل لمختلف مناطق المدينة بما فيها المناطق الحرة والمتخصصة لرصد التوجهات ودراسة المعروض في السوق، ونحاول أن تكون أسعارنا اقتصادية ومجزية لنا ولعملائنا على حد سواء».

استراتيجية متكاملة

ويركز مجمع دبي للعلوم على 4 مجالات رئيسية، تشمل علوم الإنسان المرتبطة بصحة البشر ومن ضمنها الصناعات الدوائية، بالإضافة إلى علوم النبات المرتبطة بالأغذية والملونات الطبيعية، إلى جانب علوم الطاقة على غرار الطاقة المتجددة، وعلوم البيئة التي تشمل تقنيات إعادة التدوير والمباني الخضراء وغيرها بحسب جناحي الذي يوضح أن المجمع ينظر إلى المراحل الرئيسية لسلسلة عمل أي قطاع، والتي تشمل البحث والتصنيع

ومن ثم التوزيع فالتسويق، ويعمل على رصد أبرز الشركات العاملة في هذه المجالات حول العالم من خلال مسح سنوي لتحديد الشركات الجديدة البارزة أو الناشئة، بالإضافة إلى المواقع الجغرافية المهمة لعمليات سلاسل أعمال القطاعات.

ومن ثم تتم دراسة أفضل الآليات لاستقطاب عمليات هذه الشركات مع تحديد المراحل المستهدفة، إذ تم تطوير البنية التحتية للمجمع على هذا الأساس بما يناسب مختلف مراحل سلسلة عمل مجمل القطاعات، حيث يوفر مبنى للمختبرات ومنشآت للتخزين وأراضي صناعية وبرجاً للمكاتب.

أبحاث وتطوير

ولفت جناحي إلى أن اهتمام المجمع إبان انطلاقته تركز على أكبر الشركات العالمية المتخصصة في المجالات المستهدفة ونجح باستقطاب العديد منها، وشكل تواجد وجود اللاعبين الكبار في المجمع حافزاً لإقبال الشركات الناشئة والمتوسطة والصغيرة للاستفادة من البيئة المتكاملة وفرصة العمل مع كبرى الشركات العالمية.

وأضاف أننا انتهجنا سياسة قائمة على الاندماج العكسي من خلال استقطاب عمليات الشركات في المراحل الأسهل والأخيرة من سلسلة عمل القطاع والمتمثلة في التسويق والتوزيع، حيث شكلت هذه المراحل الخطوات التي تفضلها الشركات كبداية في أي سوق جديد لها، ومن ثم نجحنا في استقطاب المرحلة الثالثة ألا وهي التصنيع، وباتت عمليات الشركات في المجمع تشمل المراحل الثلاث باستثناء مرحلة الأبحاث والتطوير.

ومع وجود أكثر من 350 شركة في المجمع بما يشكل الحجم المطلوب من العمليات كماً ونوعاً، تم التواصل مع الجامعات وبحث آليات التعاون معها في مجال الأبحاث وفقاً لجناحي الذي أضاف: رصدنا أن النسبة الأكبر من طلاب الجامعات المحلية لا يعملون في القطاع الخاص بعد التخرج، إذ يتجه المقيمون للعمل في الخارج بينما يفضل المواطنون العمل في الجهات الحكومية.

لذا شجعنا الشركات العاملة في المجمع على توفير برامج تدريبية لطلاب الجامعات في مرحلة ما قبل التخرج أو خلال مشاريع التخرج، وبدأنا بتنظيم يوم خاص لبرامج التدريب المهني للطلاب سنوياً للعام الرابع على التوالي بمشاركة أكثر من 40 شركة.

وتوفر هذه البرامج الخبرة اللازمة للطلاب وتعطي الشركات فرصة لرصد مهاراتهم مع إمكانية توظيفهم بعد التخرج، كما طورنا آلية للشراكة بين القطاع الخاص والجامعات، بحيث تقدم الشركات بعد انتهاء التدريب مشاريع محددة للطلاب للمساعدة في تنفيذها، وهي خطوات تساهم في تعزيز أنشطة الأبحاث وردم الفجوة التي نشهدها محلياً في هذا المجال.

وأوضح جناحي أن 60 % من الشركات العاملة في المجمع متخصصة في علوم الإنسان على غرار شركات الأدوية ومن ضمنها «فايزر»، عملاق صناعة الأدوية عالمياً، وهي من أوائل الشركات العاملة في المجمع، وقد ساهم المجمع في إقامة عملياتها اللوجستية في جبل علي نظراً لحاجتها للمخازن المبردة.

ومن خلال النقاش المستمر لرصد متطلباتها الإنتاجية، ساهم المجمع أيضاً بعقد اتفاقية لها مع شركة مقرها أبوظبي لإعادة تغليف منتجات «فايزر» مما يعطي قيمة مضافة لاقتصاد الدولة ككل ويعزز من عمليات الشركة على المستوى المحلي.

وأضاف جناحي: وفي ظل تركز عمليات الأبحاث والتطوير الرئيسية الخاصة بـ«فايزر» في 3 مراكز فقط حول العالم مع إحاطتها بالسرية، إلا أننا حفزنا الشركة على إنشاء تجارب سريرية لبعض الأدوية الجديدة في المجمع مما يعتبر جزءاً من عمليات الأبحاث والتطوير. لذا نحاول توسيع أعمال الشركات لتشمل مختلف مراحل سلسلة عمل القطاعات.

اهتمام واسع

ولفت جناحي إلى أن الهدف من المشاركة في الوفد الذي نظمته مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار إلى استراليا يتجسد في بناء نظرة معمقة للسوق الأسترالية ونوعية الشركات التي يمكن استقطابها إلى دبي ضمن المجالات الأربعة التي يستهدفها مجمع دبي للعلوم.

مشيراً إلى أن أن قلة فقط من الشركات الأسترالية توسعت في منتجاتها عالمياً من خلال منتجات تحمل براءات اختراع، لكن وفي الجانب الآخر، فإن مجال الخدمات وإدارة المنشآت الطبية وغيرها متطور جداً في استراليا بشكل عام، وأضاف: لمسنا بشكل مباشر اهتماماً واسعاً من الشركات الأسترالية في الإطلاع على مقومات دبي الاستثمارية وما توفره من فرص للتوسع إقليمياً.

مواكبة

تشهد العلوم بمختلف مجالاتها وتخصصاتها تغيرات متسارعة، بالإضافة إلى الاستراتيجيات المتلاحقة التي تقرها حكومة دبي، ومن ضمنها تلك الخاصة بتقنيات الـ«بلوك تشين» والذكاء الاصطناعي وغيرها.

وهنا يؤكد جناحي أن المجمع يحرص بشكل دائم على مواكبة التغيرات القطاعية والتوجهات الحكومية، موضحاً أن الاستراتيجيات الحكومية على غرار استراتيجية دبي للطاقة النظيفة، تساعد على استقطاب الشركات العاملة في القطاعات المعنية، حيث تعكس اهتمام الحكومة في تطوير وتنظيم القطاع وتوفير أطر ناظمة وخطط عمل طموحة له.

Email