استقبل وفد الإمارة ودعا إلى تعزيز حركة التجارة والاستثمار

وزير أسترالي: دبي سبّاقة في التفكير والتخطيط

فهد القرقاوي وجمعة المطروشي وإبراهيم أهلي ومحمد حاج خلال الاجتماع مع الوزير الأسترالي البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد نيل بلير وزير التجارة والصناعة في ولاية «نيو ساوث ويلز»، أن دبي تعتمد أسلوباً سبّاقاً في التفكير والتخطيط.

ودعاً خلال استقباله وفداً استثمارياً موسعاً من تنظيم مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار، بمشاركة 10 جهات، إلى تعزيز حركة الاستثمار وتدفق حركة السلع والخدمات البينية مع دبي، سواء بشكل مباشر، من خلال المناطق الحرة أو عبر سلسلة توريد الخدمات اللوجستية، وفتح المزيد من قنوات التواصل بين مجتمع الأعمال والسلطات الجمركية لدى الطرفين، لبحث آفاق التعاون.

ولفت بلير إلى أن دبي، بفضل موقعها الجغرافي، تقدم فرص واعدة أمام الشركات الأسترالية لدخول أسواق إقليمية، تتميز بتسارع النمو السكاني، بالتزامن مع النمو الاقتصادي وتزايد متطلباتها من السلع والخدمات.

موضحاً أن حضور الشركات الأسترالية في الإمارة، يوفر عليها تكاليف الوجود في باقي الأسواق الإقليمية، نظراً لأن مختلف المشترين والشركات المستوردة بهذه الدول، موجودة في دبي أيضاً. وأشار إلى أن دبي لا تهدف فقط إلى جذب الاستثمارات للاستفادة منها محلياً، بل تحرص على تقديم المزيد من الفرص للتوسع إقليمياً وعالمياً لمختلف الشركات والمستثمرين الأجانب.

إنجازات الإمارات

وأعرب بلير عن إعجابه برؤية الإمارات لتعزيز دور الشباب في الحكومة، وتعيين وزيرة دولة للسعادة، وأوضح أنه قام بعد عودته من زيارة إلى دبي مطلع العام الجاري، بإطلاع حكومة «نيو ساوث ويلز»، على الإنجازات التي تحققها الإمارات. وأشار إلى أن حكومة الولاية بدأت بحث آليات المشاركة ضمن الجناح الأسترالي بإكسبو 2020،.

لافتاً إلى أن الحدث سيشكل فرصة حيوية للتعرف إلى العالم من خلال دبي، لافتاً إلى أن حكومة «نيو ساوث ويلز»، تحرص على تطوير منظومة تنموية تدعم الابتكار، على غرار ما تقوم به دبي والإمارات.

منوّهاً بتشارك الطرفين رؤية مستقبلية لتحقيق المزيد من النمو والتقدم في مختلف المجالات. وأكد بلير أهمية زيارة الوفد الاستثماري لاستعراض آفاق التعاون والتعريف بالفرص المتاحة أمام الشركات الأسترالية في دبي.

ولفت إلى أن زيارته إلى معرض غلفود في دبي، خلال فبراير الماضي، أتاحت له فرصة لقاء الشركات العاملة في مجال السلع والمنتجات الغذائية، والتعرف عن كثب إلى مكانة وأهمية دبي بالنسبة لهذه الشركات، كمنصة للتوسع ودخول أسواق أفريقيا وأوروبا وآسيا، كما زار «دبي الجنوب»، مشيراً إلى أن المشروع يتكامل مع مشروع المطار الجديد في غرب مدينة سيدني.

والذي يضم أيضاً مدينة سكنية ومنشآت تجارية متكاملة. وأوضح أنه عقد اجتماعاً مثمراً خلال الزيارة، مع معالي مريم المهيري وزيرة الدولة للأمن الغذائي المستقبلي، وأعرب عن أمله في تعزيز التعاون البيني على المستوى الحكومي.

لإيجاد حلول للتحديات الغذائية التي تواجه مختلف الدول، من خلال التقنية والابتكار، بالاستفادة من الخبرات الأسترالية في مجال الأبحاث الغذائية والزراعية، للمساهمة بشكل فعال في هذه المجال. وأشار إلى أنه حرص على الاجتماع مع إدارة طيران الإمارات، خلال زيارته إلى دبي، للتعريف بالخطط والمستجدات الخاصة بالمطار الجديد في مدينة غرب لندن.

علاقات وطيدة

وأوضح بلير أن موازنة حكومة ولاية «نيو ساوث ويلز»، تواصل تحقيق فوائض، مع حصولها على تقييم سيادي بدرجة «إيه إيه إيه»، بالتزامن مع ضخ 87 مليار دولار أسترالي في مشاريع البنية التحتية، وتجديدها في سيدني، وعموم مناطق الولاية. مشيراً إلى أن الولاية تحقق أداءً اقتصادياً قوياً، وتتمتع بأدنى معدلات البطالة، مع عدم وجود ديون سيادية.

ولفت إلى أن العديد من هذه الإنجازات، تم تحقيقها بفضل التعاون والاستثمار الذي قدمته الإمارات في بعض برامج تجديد المرافق ومشاريع البنية التحتية في الولاية، بفضل ازدهار العلاقات البينية مع الدولة، وخاصة في تجارة السلع وقطاع الخدمات. وأكد أهمية تعزيز انتشار صادرات السلع والخدمات من أستراليا عالمياً، بالاعتماد على الابتكار، والتركيز على الجودة والتنافسية في الأسواق العالمية.

فرص استثمارية

وخلال الاجتماع، استعرض فهد القرقاوي المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الاستثمار الجهود التي تبذلها دبي والإمارات لتطوير اقتصاد المعرفة، بالاعتماد على الابتكار وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة، ما يطرح فرصاً استثمارية حيوية للشركات الأسترالية التي تتمتع بخبرات واسعة في هذا القطاع، ومختلف المجالات المرتبطة به.

ولفت إلى أن استراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة التي أطلقتها الدولة، تهدف إلى تعزيز مكانة الدولة كمركز عالمي للثورة الصناعية الرابعة، والمساهمة في تحقيق اقتصاد وطني تنافسي قائم على المعرفة والابتكار، والتطبيقات التكنولوجية المستقبلية، التي تدمج التقنيات المادية والرقمية والحيوية.

وتجسد الاستراتيجية، توجهات الحكومة في أن تصبح دولة الإمارات نموذجاً عالمياً رائداً في المواجهة الاستباقية لتحديات المستقبل، وتطويع التقنيات والأدوات التي توفرها الثورة الصناعية الرابعة لخدمة المجتمع، وتحقيق السعادة والرفاه لأفراده.

ولفت إلى أن الإمارات أطلقت أيضاً استراتيجية للذكاء الاصطناعي، والتي تمثل مرحلة جديدة بعد الحكومة الذكية، ستعتمد عليها الخدمات والقطاعات، والبنية التحتية المستقبلية في الدولة، بما ينسجم ومئوية الإمارات 2071، الساعية إلى أن تكون دولة الإمارات الأفضل بالعالم في المجالات كافة.

وأشار إلى استراتيجية الإمارات للتعاملات الرقمية (بلوك تشين) 2021، التي تهدف إلى تطويع التقنيات المتقدمة وتوظيفها، لتحويل 50 % من التعاملات الحكومية على المستوى الاتحادي إلى منصّة بلوك تشين بحلول عام 2021.

وستوفر هذه التقنية، الوقت والجهد والموارد، وتمكن الأفراد من إجراء معظم معاملاتهم في المكان والزمان اللذين يتناسبان مع نمط حياتهم وعملهم. وتناول القرقاوي خلال الاجتماع، أبرز الخطط والاستراتيجيات التي أطلقتها دبي، في إطار التحول إلى مدينة ذكية، فضلاً عن استراتيجية التنقل الذاتي وغيرها.

المشاريع الريادية

من جانبه، أشار الدكتور جمعة المطروشي نائب الرئيس التنفيذي للعمليات وشؤون العملاء لسلطة واحة دبي للسيليكون، إلى التركيز على استقطاب ودعم وتحفيز المشاريع الريادية الذكية والمبتكرة، التي تسهم في نمو قطاع التكنولوجيا محلياً وعالمياً.

ومن ضمنها الشركات الأسترالية. وأوضح أن الواحة تواصل جذب الشركات التكنولوجية الدولية والإقليمية لتأسيس مقرات أعمالها فيها، ولمواصلة توسعاتها وعملياتها في المنطقة، مستفيدة من البنية التحتية الحديثة التي توفرها الواحة، مدعومة ببنية إمارة دبي التحتية المتطورة، من مطارات وموانئ وشبكات طرق ومناطق حرة متخصصة، وبيئة تشريعية تشجع الاستثمارات الأجنبية المباشرة على النمو.

ولفت المطروشي إلى أن الواحة تطور مشروع «سيليكون بارك»، الذي يعد أول مدينة ذكية متكاملة في دبي، بتكلفة بلغت قيمتها 1.3 مليار درهم، على امتداد 150 ألف متر مربع، والمتوقع إنجازه في الربع الأول من عام 2019.

امتداد مجتمعي

وأشاد نيل بلير بالدعم الذي تقدمه جودلفين للشباب في أستراليا لتطوير مهاراتهم في الفروسية في المراحل المبتدئة، موضحاً أن ابنه يفتخر دائماً بارتداء قبعة تحمل شعار جودلفين، باعتبارها داعماً رسمياً لمسابقة الفروسية التي تنظمها مدرسته، مشيراً إلى أن هذه الجهود تعكس عمق العلاقات وعدم ارتباطها بالتجارة والاقتصاد فحسب، بل امتدادها المجتمعي أيضاً.

مقومات متكاملة

أكد محمد حاج رئيس مجلس إدارة غرفة التجارة والصناعة الأسترالية العربية عن ولاية نيو ساوث وايلز، أن دبي تواصل ترسيخ مكانتها كوجهة مفضلة للأعمال والشركات من مختلف أنحاء العالم، وأوضح أن الإمارة تشكل بوابة مثالية لتعزيز تدفق الصادرات الأسترالية إلى دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى أوروبا ودول وسط آسيا والهند.

لافتاً إلى أن الإمارة تتمتع ببنية تحتية متقدمة وخدمات لوجستية متكاملة. وأوضح حاج أن أهمية الوفد الاستثماري الذي تنظمه مؤسسة دبي للاستثمار، تكمن في إطلاع الجهات الحكومية والشركات الخاصة في أستراليا، على المقومات التي تتمتع بها دبي، والتعريف بأهم الفرص الاستثمارية والخيارات المتنوعة التي توفرها لتأسيس الشركات والتوسع التجاري والاستثماري في مختلف القطاعات.

Email