خبير سياسي: الإمارات تقدّم نموذجاً تنموياً ينتمي للعالم المتقدم

ت + ت - الحجم الطبيعي

يجزم الخبير السياسي الدكتور نصر محمد عارف، مستشار رئيسة جامعة زايد، وأستاذ العلوم السياسية في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة بأن الاستثمارات الإماراتية في الخارج نجحت في ترسيخ نموذج للقوة الناعمة الإيجابية والمستدامة للدولة، من خلال استراتيجية واضحة للاستثمارات الخارجية، قامت على أربع ركائز أساسية، أولها الاستثمار في مشروعات سيادية في الدول الأخرى، أي مشروعات تتعلق بقطاعات كبرى تشرف عليها أو تديرها الدول، بحيث يكون الاستثمار فيها نوعاً من دعم الدول الصديقة، وقلّ أن توجد استثمارات إماراتية في قطاعات لا تدخل في صميم خطط الدول الأخرى وتحقق أهدافاً مباشرة لخططها التنموية، ولذلك تركز علـــى قطاعات البنية الأساسية والخدمات والارتقاء بمستوى المعيشة، وتحقيق الحاجات الأساسية للإنسان.

وثاني الركائز تتمثل في أنها استثمارات عملاقة بمعنى أنها تتم في مشروعات كبرى يلاحظها الجميع، بما يعظم القوة الناعمة للإمارات، ونجد أنها تتم في قطاعات الموانئ مثلاً، والاتصالات، وبناء المدن والمنتجعات والأسواق التجارية الضخمة، والاستثمار الزراعي الضخم بمئات الآلاف من الهكتارات، لذلك تكون هذه الاستثمارات علامة بارزة مشهودة، ومؤثرة وتمس حاجات المواطنين في تلك الدول، بما يجعل من حضور دولة الإمارات بارزاً في وعي المواطنين في تلك الدول، وهذا في ذاته يمثل أساساً للقوة الناعمة للدولة.

وثالث الركائز هي الاستعاضة بالاستثمارات عن المعونات، وهذا بدوره يقدم نموذجاً متميزاً لتحقيق التنمية، ومساعدة الأصدقاء مساعدة كريمة.

أما الركيزة الرابعة فهي أنها استثمارات تقوم على خلق كيانات هي امتداد من جانب لشركات إماراتية، ولكنها في الوقت نفسه مستقلة تحمل هوية وملكية الدول التي تنشأ فيها، ولكنها تحمل النموذج الاقتصادي والإداري المتميز لشركتها الأم.

ويختتم الدكتور نصر محمد عارف مؤكداً أن من يتابع الاستثمارات الإماراتية في الخارج يجد أنها استطاعت أن تقدم دولة الإمارات نموذجاً تنموياً ينتمي للعالم المتقدم، حيثما يحل يرفع من مستوى الخدمة، ومن معايير الجودة، ومن درجات الرفاهية الإنسانية، وينتشل القطاع الذي ينتمي إليه ويخطو به خطوات عاليـــة للأمام، وبلا شك حـــققت هذه الاستثمارات مردوداً إيجابياً في الدول التي تمت فيــــها، وهذا يمـــثل قمة القوة الناعمة التي تتم من خلال تحقيق مصالح الأطراف الخارجية، وتخلق صورة إيجابية عن الدولة، وتعمق تعلق البشر بها، وحـــرصهم على استمرارها وتطورها ونجاحها، لأن ذلك يعود عليهم بالنفع المباشر.

Email