قطاع الطيران الإماراتي نموذج ملهم لتجارب عالمية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد خبراء ومسؤولون متخصصون في قطاع الطيران المدني مشاركون في معرض دبي للطيران 2017 أن التجربة الإماراتية في قطاع الطيران باتت تشكل خريطة طريق بالنسبة إلى العديد من الدول التي تطمح للارتقاء بهذا القطاع، مشيرين إلى أن النموذج الإماراتي يعتبر من أنجح النماذج إن لم يكن أنجحها خاصة أنه حقق قفزات نوعية ساعدته على اختصار الزمن ووضعته على رأس العديد من المؤشرات العالمية خلال فترة زمنية قصيرة.

وقال الخبراء إن معرض دبي للطيران يعتبر فرصة للعديد من الدول والشركات للاطلاع على التجربة الإماراتية في بناء قطاع طيران يعتبر خلاصة العديد من التجارب العالمية في مختلف المجالات مجالات الطيران والسفر، وهو من انعكس على تصنيفات الإمارات في هذا المجال في العديد من المؤشرات العالمية خاصة في مجال سلامة وأمن الطيران، التي تصدرت فيه الإمارات وتفوقت فيه على دول مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وغيرها من الدول العريقة في هذا الجانب.

وأشار تقرير دولي جديد صادر عن مركز «آسيا- الهادئ للطيران» إلى أن نجاح قطاع الطيران في إمارة دبي، شجع الكثير من دول المنطقة على تبني نموذجه من خلال الاستفادة من الموقع الجغرافي لبناء مراكز طيران قوية، مدفوعة بتوسعات ضخمة في المطارات سواء في دبي أو أبوظبي التي تحولت مراكز دولية تتعامل مع ملايين المسافرين سنوياً.

وحقق قطاع الطيران الإماراتي ازدهاراً هائلاً منذ الرحلة التجارية الأولى التي هبطت في دولة الإمارات حيث يعمل في هذا القطاع حالية نحو 500 ألف فرد سواء بشكل مباشر أو غير مباشر كما يسهم بحوالي 169 مليار درهم أي بما يعادل 15% من الناتج المحلي الإجمالي للدولة. ويشكل القطاع نحو 28% من الناتج الإجمالي على مستوى دبي في الوقت الراهن، ومن المؤمل أن ترتفع هذه النسبة إلى أكثر من ذلك في الأعوام المقبلة.

نموذج

وأكد سيف السويدي المدير العام للهيئة العامة للطيران المدني أن دولة الإمارات أصبحت نموذجاً عالمياً مهماً في مجال صناعة النقل الجوي، خاصة مع امتلاكها لناقلات عالمية بأساطيل تجارية ناجحة ومطارات متطورة.

مشيراً إلى أن دولة الإمارات تسعى إلى تطوير قطاعي السياحة والطيران في منظومة اقتصاد ما بعد النفط في الإمارات، وزيادة مساهمتهما في الناتج المحلي الإجمالي للدولة بنسبة قدرتها التقارير بأكثر من 35 %، وذلك بعد الإنجازات والنجاحات التي حققتها الإمارات في صناعة السياحة والطيران خلال السنوات الأخيرة.

وقال السويدي إن هناك العديد من الوفود التي تأتي لزيارتنا للاطلاع على تجربة الإمارات في مختلف مجالات الطيران كما هو الحال بالنسبة لنا فنحن دائماً ما نسعى للاطلاع على أحدث وأفضل التجارب العالمية بشكل مستمر خاصة أن هذا القطاع يعتبر من القطاعات التي تشهد تطوراً كبيراً وسريعاً لذلك علينا أن نبقى مواكبين لهذا التطور وعدم الوقوف عند النقطة التي وصلنا إليها.

استباق الزمن

ومن جهته قال محمد أهلي المدير العام لهيئة دبي للطيران المدني إن من أبرز الركائز المحورية التي استندت إليها قصة نجاح دبي، قدرتها على استباق الزمن بالتفكير والتخطيط للتحديات المستقبلية.

ويتجلى ذلك بوضوح في أن قطاع الطيران مشيراً إلى أن قطاع الطيران في الإمارات بشكل عام وفي دبي بشكل خاص يتميز بمؤشرات أدائه الرئيسية المذهلة، الأمر الذي جعله محل دراسة من قبل العديد من الدول التي تسعى للارتقاء بمنظومة الطيران وتعزيز مساهمته في اقتصاداتها المحلية، الأمر الذي يظهر من خلال الوفود الرسمية والخاصة التي تواصل زيارتها للاطلاع على التجربة الإماراتية في هذا المجال.

وأضاف أهلي، إن امتلاك دبي لاثنتين من أسرع خطوط الطيران نمواً في العالم، وتطويرها المستمر لبنيتها التحتية الاستثنائية في قطاع الطيران، وخططها غير المسبوقة لإنشاء مدينة متكاملة للطيران هي الأولى من نوعها على مستوى العالم، يضعها في موقع ريادي لمستقبل حافل بالإنجازات في هذا المجال، مشيراً إلى الالتزام الدائم بتنفيذ رؤية قيادة الدولة لجعلها مركزاً اقتصادياً وتجارياً وسياحياً عبر التحول نحو الاقتصاد المتنوّع القائم على المعرفة والابتكار.

وأكد أن دبي تهدف إلى المحافظة على وتيرة النمو في قطاع الطيران بالتزامن مع اتباع أعلى المعايير المعتمدة في مجال السلامة والأمن، ومواصلة تفعيل الابتكار الذي يعد قيمة تأسيسية متأصلة في صناعة النقل الجوي ومحفزاً أساسياً لتطور القطاع حول العالم.

وقال جمال الحاي نائب الرئيس في مطارات دبي إن قطاع الطيران في الإمارات نجح في تجاوز التحديات ومواصلة النمو وهو الأمر الذي يظهر من خلال الأرقام التي تحققها مطارات دبي من حيث عدد المسافرين وحجم الحركة الجوية التي تشهد نمواً عاماً بعد عام بدعم من توسع الناقلات العاملة في المطار لا سيما طيران الإمارات وفلاي دبي اللذين يلعبان دوراً حاسماً في ترسيخ أهمية دبي على خريطة النقل الجوي العالمية، فضلاً عن البنية التحتية المتطورة والموقع الجغرافي الاستراتيجي.

وأضاف الحاي أن الإمارات تفوقت على العديد من دول العالم في نمو حركة النقل الجوي متجاوزة كل التحديات الناجمة عن الأزمات الاقتصادية العالمية مشيراً إلى أن الإمارات تمتلك اليوم سبعة مطارات دولية وأربع ناقلات جوية ودخلت بقوة في عصر مطارات المدن المتكاملة من خلال مطار آل مكتوم الدولي الذي سيصبح أكبر مطار في العالم عند اكتماله علاوة على استخدام المطارات لأفضل الأجهزة والمعدات الحديثة.

وتوقع الحاي أن ترتفع أعداد مستخدمي المطار إلى 89 مليون مسافر في 2017، بفضل الأهمية التي تحظى بها دبي كونها مركزاً عالمياً للنقل الجوي والسياحة والتجارة والأعمال مقارنة مع 83.6 مليون مسافر بنهاية 2016، محافظاً على موقعه على قائمة أكبر مطارات العالم بأعداد المسافرين الدوليين للعام الثالث على التوالي مشيراً إلى أن النمو في أعداد المسافرين الذي يحققه مطار دبي سنوياً يؤكد أنها في الطريق للوصول إلى أكثر من 100 مليون مسافر بحلول 2020.

تميز

قال خليفة الزفين، الرئيس التنفيذي لمؤسسة مدينة دبي للطيران و«دبي الجنوب» إن قطاع الطيران في الإمارات بشكل عام وفي دبي بشكل خاص حقق العديد من النجاحات خلال العام الجاري على الرغم من التحديات الإقليمية والعالمية التي تواجه القطاع مشيراً إلى أن قطاع الطيران يسهم حالياً بنحو 28% في الناتج المحلي الإجمالي لدبي، ومن المتوقع أن تزداد هذه النسبة لتصبح 35% بحلول عام 2021.

وأوضح أن نتائج العام الحالي، تمهد الطريق أمامنا للوصول إلى مستوى آخر من التميز، وتؤكد الإمكانات العالية والمزايا التنافسية التي تتمتع بها دبي الجنوب.

وأضاف الزفين أن أسس «دبي الجنوب» تنسجم مع رؤية دبي في التحول إلى اقتصاد متنوع ومستدام، تشكل صناعة الطيران، والتجارة، والسياحة، أبرز مكوناته الرئيسة مشيراً إلى أن «دبي الجنوب» هي أول مدينة مطار متكاملة عالمياً توفر بيئة اقتصادية داعمة لجميع أنواع الأعمال والصناعات.

وقال إن «مدينة دبي الجنوب»، فضلاً عن أنها تشكل بوابة جديدة لصناعة الطيران في المنطقة والعالم، ومنصة اقتصادية مهمة تحرص كبرى الشركات العالمية على العمل من خلالها، فإنها ستكون مجتمعاً يوفر لقاطنيه سبل السعادة من خلال خدمات عالمية ستتوافر داخل المشروع.

195

حسب توقعات خطة مطارات دبي الاستراتيجية 2017- 2025 من المستهدف أن ترتفع حصة قطاع الطيران إلى 195 مليار درهم، أي ما يوازي 37.5% من إجمالي الناتج المحلي لإمارة دبي، وتوفير نحو 745 ألف فرصة عمل خلال العام 2020.

كما تتوقع الخطة ارتفاع إجمالي أعداد المسافرين عبر مطاري دبي الدوليين، وهما «مطار دبي ومطار دبي ورلد سنترال» إلى «143» مليون مسافر في 2020. وحققت صناعة الطيران في دولة الإمارات بشكل عام ودبي بشكل خاص إنجازين كبيرين خلال 2016 وهما الحصول على هذا التصنيف غير المسبوق في مجال أمن الطيران من قبل منظمة عالمية.

90

تساهم الصفقة الجديدة بين طيران الإمارات وشركة بوينغ في تعزيز الشراكة بينهما والتي امتدت على مدى تاريخ الناقلة، حيث يرفع حجمها صفقات طيران الإمارات من بوينغ إلى أكثر من 90 مليار دولار، الأمر الذي يشير إلى حجم الشراكة بينهما.

وتعد الشركة، التي تتخذ من دبي مقراً لها أكبر زبون لطائرات «بوينغ 777»، حيث تمتلك 165 طائرة منها، وتقدمت بطلب مؤكد لشراء 164 أخرى. وتسعى طيران الإمارات من خلال هذه الصفقات إلى تعزيز عملياتها التوسعية وافتتاح محطات جديدة وتعزيز تواجدها في محطاتها الحالية بهدف تعزيز تنافسيتها في السوق العالمية.

2

خلال دوراته الأربع عشرة الماضية، سجل معرض دبي للطيران نجاحاً منقطع النظير، والعديد من الإنجازات الضخمة على صعيد الصفقات المبرمة وعدد العارضين والحضور وشهد المعرض منذ دورته الأولى في عام 1989 وحتى دورته الحالية صفقات تجاوزت 2 تريليون درهم، حيث استحوذت الناقلات الوطنية على حصة كبيرة منها. وخلال الدورة الحالية من المتوقع الإعلان عن مزيد من الصفقات الأمر الذي من شأنه أن يعزز مسيرة المعرض.

400

توقع تقرير اتحاد النقل الجوي الدولي (إياتا) أن تحقق شركات الطيران في المنطقة مجتمعة أرباحا بقيمة 400 مليون دولار في العام الحالي ومن المتوقع لقطاع الطيران أن يشهد عاماً آخر من الأداء القوي، حيث سجلت معدلات الطلب على نقل الشحن والمسافرين ارتفاعا.

وبالرغم من نمو الإيرادات، فإن مكاسب القطاع تواجه انخفاضاً ملحوظاً، بسبب ارتفاع تكاليف العمالة والوقود والتوريد. وحافظت شركات الطيران بقدرتها على الإيفاء بالتزاماتها، وتحقيق مكاسب تفوق تكلفة رأس المال.

Email