شهد انطلاق أعمال الدورة الثانية لمجالس المستقبل العالمية والتقى رئيس «دافوس»

مكتوم بن محمد: تقنيات الثورة الصناعية الرابعة تعزز مكانة الإمارات عالمياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، أن تبنّي دولة الإمارات تقنيات الثورة الصناعية الرابعة مكّنها من اتخاذ القرارات الاستراتيجية المبنية على الاستشراف الدقيق للمستقبل وتعزيز مكانتها الريادية عالمياً.

وقال سموه إن قيادة دولة الإمارات وضعت رؤية طموحة وبعيدة المدى لتطوير أداء القطاعات الحيوية التي سيكون الذكاء الاصطناعي الركيزة الأساسية في رسم مستقبلها وتقديم تصور استباقي لآليات عملها، مشيراً سموه إلى أن إطلاق الإمارات استراتيجيات أولى من نوعها في هذا المجال خطوة عملية للانتقال إلى الجيل المقبل من الخدمات.

وأكد سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم أن الإمارات آخذة في التحول إلى مركز لاستشراف المستقبل على مستويي المنطقة والعالم، عبر الاستثمار الناجح في العقول التي ستقود المرحلة المقبلة، من خلال تبنّي استراتيجية واضحة ترسم ملامح الغد للأجيال القادمة.

حلول استباقية

وأضاف سموه أن اجتماعات مجالس المستقبل العالمية تؤسس لنجاحات الغد، وسنرى نتائج لقاء أكثر من 700 عالم ومستشرف مستقبل من خلال هذه المنصة هنا في دبي، في شكل حلول استباقية للتحديات.

وأكد سمو نائب حاكم دبي أن دولة الإمارات تعتبر مقراً لكبرى المؤسسات والشركات العالمية، ودبي أكثر المدن احتضاناً للمفكرين والخبراء كل في مجاله، ما يجعلها منصة عالمية مثالية لاستشراف المستقبل، ومختبراً للحلول التي يخرج بها أعضاء المجلس، مشدداً سموه على أهمية بناء الشراكات العالمية والاستراتيجية، لتعزيز الاستفادة من تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وتوظيفها، بما يخدم المجتمع الإنساني.

وقال سموه: «تتبنى الإمارات رسالة تركز على تضافر الجهود العالمية، ومشاركة الإنجازات التي تحققها مع جميع دول العالم، وشراكتنا الاستراتيجية مع المنتدى الاقتصادي العالمي اليوم توفر منصة لدعم توجهات الاستشراف الاستراتيجي للمستقبل في المنطقة بشكل خاص والعالم بشكل عام، والحث في الوقت ذاته على بناء قدرات وطنية قادرة على قيادة التحول في أداء جميع المؤسسات من القطاعين الحكومي والخاص».

جاء ذلك خلال لقاء سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم مع البروفيسور كلاوس شواب، مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس»، ضمن الاجتماعات السنوية لمجالس المستقبل العالمية 2017 التي انطلقت أعمالها أمس في دبي، بحضور معالي محمد بن عبد الله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، الرئيس المشارك لمجالس المستقبل العالمية، وعدد من الوزراء.

وتم خلال اللقاء مناقشة مجموعة من القضايا الرئيسة والمرتبطة بآليات تعزيز تطبيق أدوات الثورة الصناعية الرابعة، والدور الرائد لدولة الإمارات في هذا المجال، وسبل تعزيز توظيف هذه الأدوات في صناعة المستقبل.

كما بحث اللقاء آفاق التعاون والشراكة في مجال تعزيز العمل لزيادة الاعتماد على تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في دولة الإمارات، وبناء شبكة من التواصل التي يمكن من خلالها دعم حكومات المنطقة للاستفادة من هذه التقنيات، وتزويدها بالمعلومات والبحوث والدراسات التي تمكنها من اتخاذ القرارات الاستراتيجية المبنية على الاستشراف الدقيق للمستقبل.

وشهد سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، صباح أمس، انطلاق أعمال الدورة الثانية لمجالس المستقبل العالمية التي تعقد برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في مدينة جميرا، مدة يومين، وتختتم أعمالها اليوم بالشراكة بين حكومة دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي.

التعامل مع التحولات

وأكد معالي محمد بن عبد الله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، الرئيس المشارك لاجتماعات مجالس المستقبل العالمية، في كلمته التي ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الثانية للمجالس، أن دولة الإمارات في مقدمة دول العالم التي بادرت بالاستعداد للثورة الصناعية الرابعة، والتعامل مع التحولات التي يتوقع أن تحدثها بمختلف نواحي الحياة.

وقال معاليه إن دولة الإمارات سباقة في التحرك لوضع استراتيجية لتبنّي الثورة الصناعية الرابعة وتشكيل مجلس لها، والتحول إلى مختبر عالمي مفتوح لتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، وتشكيل حكومة تنسجم مع متطلباتها، من خلال تعيين وزراء للذكاء الاصطناعي والعلوم والصناعات المتقدمة والأمن المائي والغذائي.

وأضاف معالي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل أن التغيير غير المسبوق، الذي ستُحدثه الثورة الصناعية الرابعة في القطاعات ونماذج الأعمال المدعومة بالذكاء الاصطناعي وفعالية تعلّم الآلات، سيضاعف حجم النمو السنوي لاقتصاد الدول، ويرفع كفاءة القوى العاملة بنسبة 40% بحلول عام 2035.

إنترنت الأشياء

وتوقّع معالي محمد بن عبد الله القرقاوي أن يبلغ اقتصاد التنقل الذاتي 7 تريليونات دولار، في حين يتوقع أن يساهم إنترنت الأشياء وحده بنسبة تراوح بين 10 و15 تريليون دولار في الناتج المحلي الإجمالي العالمي على مدى السنوات العشرين المقبلة، في حين سيسهم التغيير في زيادة كفاءة الطاقة عالمياً.

وأشار إلى أنه من المتوقع ظهور قوى اقتصادية جديدة، وارتفاع المنافسة التجارية العالمية التي تحددها القدرة التنافسية المبنية على التطور التكنولوجي والقدرة على الابتكار.

منصة مثالية

ورحب معالي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل بالمشاركين في الدورة الثانية للاجتماعات السنوية لـمجالس المستقبل العالمية، والتعاون الاستراتيجي بين دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي، مؤكداً أن تجربة دولة الإمارات في استشراف المستقبل تجعل منها المنصة المثالية لاستضافة نخبة مستشرفي المستقبل الذين يجتمعون على مدى يومين، لرسم ملامح مستقبل العالم، ووضع الحلول المناسبة لمواجهة التحديات المستقبلية، والعمل على تحويل مفاهيم الثورة التكنولوجية إلى أجندة عالمية مشتركة.

وأضاف معاليه أنه في ظل ما توفره الثورة الصناعية الرابعة من فرص، سنشهد إجابات لأسئلة المستقبل التي تم طرحها، وحلولاً لأهم الموضوعات التي ستؤثر في تطور المجتمعات ونموها خلال السنوات المقبلة، من خلال 35 مجلساً تجمعها أجندة مشتركة، محورها رسم مستقبل أفضل للإنسانية.

تطورات سريعة

وأشار إلى أن اجتماع مجالس المستقبل العالمية في دبي اليوم يشغل الاهتمام العالمي، لكون المستقبل مسؤولية عالمية وأخلاقية مشتركة، وقال إن ما تحمله لنا سنوات المستقبل المقبلة من تطورات تميزها السرعة يعد مرحلة انتقالية على مشارف الثورة الصناعية الرابعة التي استشرفها المفكر العالمي البروفسور كلاوس شواب.

وأكد معالي محمد القرقاوي أن الثورة التكنولوجية ستمثل مرحلة رئيسة في تطور العالم، وستكون العلوم والتكنولوجيا المتقدمة والبيانات محركات رئيسة لها، تندمج فيها العوالم الواقعية والرقمية والبيولوجية، بما يؤثر في الإنسان في جميع نواحي الحياة والتنمية والتطور والأنظمة والحكومات.

عولمة المعرفة

وشدد معاليه على مواصلة عولمة المعرفة التي تم التوصل إليها في الدورة الأولى من اجتماعات مجالس المستقبل العالمية، لكونها تمثل مسؤولية أخلاقية ينبغي مشاركتها مع الجميع، في عالم أصبحت فيه البيانات والتكنولوجيا تسّهل الانتشار الواسع للمعرفة، وتشكّل منصة افتراضية للمستقبل.

وقال إن هذه المعرفة توفر فرصاً غير مسبوقة للتمكين الفردي والجماعي، وتفعيل تقديم خدمات جديدة للمواطنين، وتطوير الأداء والكفاءة الحكومية في جميع المجالات، كالتعليم الافتراضي، وخفض تكاليف الرعاية الصحية، وتحسين جودة الحياة والنمو لتحقيق سعادة الإنسان.

الاستعداد للمستقبل

وأضاف معالي محمد القرقاوي أن النتائج التي سيتم التوصل إليها خلال اجتماعات مجالس المستقبل العالمية ستمكننا من الاستعداد للمستقبل، في ظل التغيرات العالمية المتسارعة التي تعم فيها مفاهيم وتغييرات، تؤثر فينا بصفتنا مواطنين عالميين، وتمكننا من تحويلها إلى فرص إيجابية لمصلحة الإنسانية.

وأوضح أن البلدان الناجحة تمكنت من تطوير نفسها عن طريق التغيير والتطوير والتنفيذ العملي في المجالات الحيوية، وهو الأمر الذي يحتّم علينا إجراء تغييرات يتعاظم معها إحساس الحكومات والمؤسسات والأفراد بالمسؤولية تجاه الأجيال القادمة، منوهاً بالجهود التي يقودها المنتدى الاقتصادي العالمي لتشكيل مستقبل الأجيال المقبلة.

من جهته، ثمن البروفيسور كلاوس شواب، مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصاد العالمي «دافوس»، الشراكة الاستراتيجية للمنتدى الاقتصادي العالمي مع حكومة دولة الإمارات، وجهودها في دعم مساعي المنتدى ومجالس المستقبل الرامية إلى صياغة عالم أفضل للجميع.

عصف ذهني

وتوجه شواب بالشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على دعمه المتواصل لأهداف المنتدى والشراكة التي ازدادت قوة مع الوقت، لتفرز أكبر لقاء عصف ذهني للمستقبل تحتضنه دبي.

وقال شواب، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، إن «دولة الإمارات تواصل إلهامنا وإلهام العالم ككل، بتكريسها الموارد والجهود، للاستفادة من أبرز الجوانب الإيجابية للتقنيات الأكثر تطوراً، لصياغة مستقبل بشكل بنّاء».

وأشاد بمبادرات دولة الإمارات الرائدة والسبّاقة إلى تأسيس مجلس للثورة الصناعية الرابعة، واستحداث وزارات هي الأولى من نوعها في العالم، مثل وزارة الذكاء الاصطناعي، ما يعكس قوة الإيمان بالقوى الإيجابية للتقنيات الحديثة والمتطورة.

منصات التنسيق

شدد البروفيسور كلاوس شواب ، مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصاد العالمي «دافوس» على أهمية وجود منصات دائمة للتنسيق والتعاون بين صناع القرار والقطاع الخاص، لوضع نظم وأسس لهذه التقنيات، لضمان نجاحها في خدمة الجميع، لا سيما في ظل التطور المذهل والسريع في معطيات الثورة الصناعية الرابعة التي تم طرحها والحديث عنها أول مرة في الإمارات. وأضاف أن غالبية الأفكار التي سيتم طرحها على صناع القرار العالميين في «دافوس»، في يناير المقبل، ستولد وتتم صياغتها هنا في الإمارات.

وأكد شواب أن مجالس المستقبل العالمية تجمع أفضل العقول والخبرات العالمية من جميع القطاعات من الحكومات والأكاديميين وقطاعات الأعمال، لفهم مستقبل الثورة الصناعية الرابعة وصياغته بما يخدم مصلحة العالم، ما يجعل لهذه الاجتماعات روحها وطبيعتها الخاصة. وقال إن المنتدى قرر إتاحة خرائط التحول التي وضعها للجمهور، في إطار أهداف عولمة المعرفة، لتعزيز مشاركة أوسع من الجمهور في صياغة مستقبل أفضل للجميع.

Email