مسؤولون عالميون لـ «البيان الاقتصادي»:

سوقٌ للمضاربات عالية المخاطرة ووسيلة للاحتيال

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعاني العملات الالكترونية والرقمية وعلى رأسها «البيتكوين» من موجة انتقادات حادة من كبار المسؤولين حول العالم بالإضافة إلى عدد كبير من الدول، منها انتقاد الجهات المالية العاملة في دولة بريطانيا وكذلك الجهات المسؤولة عن الناحية المالية في دولة الصين والتي تصف تلك العملات بأنها غير قانونية وتتضمن العديد من المخاطر الاقتصادية.

ويقول المسؤولون إن العملات الالكترونية أصبحت إحدى أدوات القراصنة على الإنترنت للحصول على «فدية» وهو ما ظهر مؤخراً بفيروس الفدية الأول «ونا كراي» والفدية الثاني «بيتيا» والذي دمر أنظمة كثير من المصارف والمؤسسات الحكومية حول العالم، حيث طلب القراصنة دفع فدية بالعملة ذاتها من أجل إرجاع الملفات المقرصنة لأصحابها، وإعادة فتح الأجهزة التي أصابها الفيروس بالشلل.

صعوبة

قال راي داليو مؤسس صندوق التحوط بريدجواتر أسوسياتس الذي يعد الأكبر في العالم، إنه ليس مؤمنًا بالعملات الرقمية، معللًا ذلك بأن «بتكوين» لا تسمح بإجراء الكثير من التعاملات بها في الوقت الحالي بالإضافة لصعوبة إنفاقها.

وأضاف داليو في مقابلة مع «سي إن بي سي»، أن «بتكوين» ليست محفظة فعالة لادخار الثروة نظرًا لتقلباتها بخلاف الذهب، مضيفًا أنها فقاعة وسوق للمضاربات الشديدة.

وتابع: هناك وجهان مهمان لاعتبار العملة صالحة، هما سهولة التعاملات كوسيلة للتداول، وأن تكون مخزنًا للقيمة، أما «بتكوين» قد تكون عملة من الناحية النظرية فقط لكن قدر المضاربات الجارية عليها وضعف التعاملات يضران بها.

وتأتي تعليقات «داليو» الذي يدير صندوقه أصولًا قيمتها 160 مليار دولار، بعد وصف رئيس بنك «جيه بي مورجان» «بيتكوين» بأنها وسيلة للاحتيال.

خدعة

وأعلن الرئيس التنفيذي لبنك "جي بي مورجان"، جيمي ديمون، أن العملة الإلكترونية «بيتكوين» عبارة عن خدعة، وأوضح أن العملة الإلكترونية هي شيء غير واقعي وسيتم الإعلان عن انتهائها في وقت قريب.

وأضاف ديمون: إنه لا يقوم بدعوة جميع من قاموا بالاستثمار في العملة الإلكترونية لبيع حيازتهم قبل أن تتراجع عملة البيتكوين على اعتبار أنه يقدم نصيحة إلى كافة المستثمرين في العملة الإلكترونية.

وتابع: إن عملة البيتكوين أشبه بفقاعة التوليب التي حدثت في القرن السابع عشر وتسببت في خسائر كبيرة، وأوضح أن العملة الإلكترونية بيتكوين لن تعلن عن انتهائها بشكل سليم وجيد.

وأعلن ديمون أن تداول العملة الإلكترونية ضد القواعد المالية التي ينتهجها بنك جي بي مورجان، كما أوضح أنه سيتم فصل أي موظف تابع للبنك قام بالعمل في عملة بيتكوين.

وفي مذكرة لبنك «مورجان ستانلي»، قال المصرف الأمريكي، إن عدم إضفاء الشرعية من جانب الهيئات الرسمية على العملة الإلكترونية، هو أحد أسباب تراجعها.

مرعبة

من جانبه، ذكر ريتشارد تورنيل، كبير الاستراتيجيين في مجال الاستثمار العالمي في شركة «بلاك روك»، إنه عندما يتأمل العناصر المعبرة عن تجاوز الحدود داخل السوق، فإن نظره يتجه بشكل تلقائي للعملات الإلكترونية«، حيث يصفها»بالمرعبة«.

أما عن مخاوف بأن تكون الارتفاعات الواسعة التي تحققها عملات إليكترونية كالبيتكوين و«الإيثريوم» مجرد فقاعات، فقال»مارتن غارسيا«نائب رئيس المبيعات بشركة»تريدنج آند جنيس«،»من السهل أن نقول إن ما تمر به العملات الإلكترونية مجرد فقاعة بعد ما شهدناه هذا العام«.

وعلى الرغم من النظرة التشاؤمية لدى العديد من الباحثين بشأن مستقبل العملات الإلكترونية، فإن هناك فئة ترى أن مستقبل»البيتكوين«ومثيلاتها لا يزال محفزاً للاستثمار.

وقال»براد غارلينجوس«الرئيس التنفيذي لشركة»رابل«في تصريحات سابقة لــ»بلومبرج«، إنه غير مقتنع بأن العملات الإلكترونية هي فقاعات قد تتعرض للانفجار.

وأضاف أن القيمة للسوقية لتلك العملات إذا ارتفعت بضعفين أو ثلاثة أو أرباع أضعافها تلك الفترة،»فإن ذلك سيعد «أمراً طبيعياً».

تحوط

فيما يتوقع تقرير حديث إمكانية ارتفاع سعر عملة «البيتكوين» الإلكترونية لمستوى 7500 دولار خلال عام 2018. وقال روني موس، مؤسس شركة «ستاند بوينت» للأبحاث الاقتصادية والاستشارات، إنه يتوقع صعود عملة «البيتكوين» بنسبة 80% ليصل السعر المستهدف لـ7500 دولار خلال عام 2018، بحسب محطة «سي إن بي سي» الأمريكية.

وأضاف موس أن العملة الإلكترونية صاحبة أكبر قيمة سوقية قد تصل لمستوى 50 ألف دولار بحلول عام 2027، مشيراً إلى أن ما يحدث الآن هو «فتح الباب على مصراعيه لعملة البيتكوين، وأعتقد أن صناديق التحوط والعديد من الأثرياء سيعبرون من خلاله، حقاً مئات الملايين من الدولارات».

Email