محللون وخبراء: إجراءات موضوعية ستضع الشـــــــــــــــــركات على المسار الصحيح

آمال التعافي من التعثر تقــــــــــود خطط الإنقاذ والهيكلة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

توقع محللون وخبراء ماليون أن تنجح خطط هيكلة رأس المال في إنقاذ الشركات المتعثرة من عثرتها المالية، مرجعين السبب في تفاقم الخسائر إلى الضغوط والتحديات التي تعاني منها معظم الشركات في المنطقة منذ تهاوي أسعار النفط بأكثر من ثلثي قيمته على مدار الثلاثة أعوام الماضية.

وقال المحللون لـ«البيان الاقتصادي» إن التوقعات ترجح أن تشهد الشركات تحسناً نسبياً في أدائها المالي خلال الفترة المقبلة مع قيامها بإعادة هيكلة أوضاعها المالية والإدارية والسعي نحو اقتناص مشاريع وفرص استثمار جديدة داخلياً وخارجياً بما يعزز من أعمالها ويدفعها نحو النمو وتحقيق أرباح.

وأشار المحللون إلى أن نجاح شركة «أرابتك» في تحقيق أرباح ربعية للمرة الأولى منذ 2014، يعد بمثابة مؤشر جيد على نجاح برنامج الهيكلة رغم كونه في مراحله الأولى.

إطفاء

وقال المحلل المالي مازن البستاني، الشريك ورئيس الخدمات المصرفية والتمويل في مكتب «بيكر آند ماكنزي - حبيب الملا»: إن الشركات تلجأ إلى هيكلة رأس المال، وهي إحدى الأدوات التي أحدثها المشرع في قانون الشركات التجارية، وذلك بهدف إطفاء خسائرها المتراكمة عبر زيادة رأس المال ثم خفضه كما حدث في «أرابتك» أو عن طريق دخول شريك استراتيجي لدعم الشركة وهو ما حدث مع «دريك آند سكل».

ورجح أن تنجح هذه الخطط في دعم أداء الشركات بالمستقبل وتفادي كبوتها الحالية، لافتاً إلى أن شركات الاستحواذ الخاص عادة ما تدرس جدوى استثمارها في شركات خاسرة عبر ضخ أموال وسيولة جديدة لتعيدها إلى الربحية وتحقيق عوائد جيدة من استثمارها، وقد تلجأ بعض الشركات إلى تغيير الإدارة أو الاستعانة بخبرات خارجية حتى تدعم الشركة على العودة للربحية، وهو ما نتوقع حدوثه بالنسبة لأرابتك ودريك آند سكل.

وطالب البستاني غالبية الشركات بضرورة توخي الحذر مستقبلاً وأن تكون على أقصى درجات الحيطة في ما يتعلق بالأوضاع المالية وأن يكون لديها نظام حوكمة صارم جداً.

وأرجع السبب الرئيسي وراء زيادة خسائر هذه الشركات إلى الواقع الاقتصادي في قطاعي المقاولات والعقارات خصوصاً مع تراجع أسعار النفط التي لا تزال المحرك الرئيسي لاقتصاد دول الخليج، وهو ما أثر كثيراً على أداء تلك الشركات، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الحوكمة الرشيدة تساعد الشركات على تخطي الأزمات الاقتصادية في أصعب الظروف.

إنقاذ

من جانبه، قال المحلل المالي عمرو الألفي، مدير قطاع البحوث بشركة مباشر للخدمات المالية، إن خطة إعادة هيكلة رأس مال «أرابتك» و«دريك آند سكل» هي عبارة عن محاولة لإنقاذ الشركتين من أزمتهما الحالية بعد تفاقم خسائرهما بنحو جاوز رأس المال الحالي.

وأضاف أن هيكلة رأسمال «أرابتك» باتت مضمونة خصوصاً مع تعهد شركة «آبار للاستثمار»، التي تمتلك حصة كبيرة من أسهم الشركة، بتغطية كافة أسهم زيادة رأس المال، بينما لا تزال خطة «دريك آند سكل» رهن موافقة هيئة الأوراق المالية والسلع بعد تغيير نسبة خفض رأس المال إلى 75% بدلاً من 50%.

وتابع: «أعتقد أن خطتي الإنقاذ ستحققان نجاحاً في إنقاذ الشركتين من عثرتهما الحالية، ولكن سيظل ذلك مرهوناً بنجاح الشركتين في تنفيذ مشروعاتهما المستقبلية في مواعيدها وتحصيل المستحقات المتأخرة لدى الغير وهو ما يسمى بإدارة جيدة للتدفقات النقدية».

توسع

ورأى الألفي أن السبب الرئيسي وراء تفاقم خسائر الشركتين يرجع إلى التوسع السريع في عدة دول مختلقة وقطاعات جديدة والتمويل عن طريق الاقتراض، وهو ما أدى إلى تعرض الشركتين لمخاطر أعلى، مما جعل خدمة الديون أكثر كلفة عما سبق بالإضافة إلى تأخر تحصيلات العملاء.

وأوضح أن الظروف الصعبة التي مرت بها الشركتان جاءت بالتزامن مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة الناتجة عن تراجع أسعار النفط وهو ما ألقى بظلال سلبية على بعض المشاريع بالإضافة إلى ترشيد الاستثمارات من قبل الحكومات.

تحديات

وقال أيمن القصبي، مدير إدارة التداول بشركة جلوبال لتداول الأسهم والسندات، إن الساحة الاقتصادية في الفترة الماضية شهدت الكثير من المنعطفات الصعبة لا سيما مع تراجع أسعار النفط التي فرضت عدة تحديات على معظم الشركات وخصوصاً شركات المقاولات والعقارات التي عانت من تأخر تسليم المشاريع وأيضاً صعوبة تحصيل المستحقات وهو ما دفع البعض لتحقيق خسائر تراكمت على مدار عدة سنوات وبالتالي كانت هيكلة رأس المال هي السبيل الوحيد.

وأضاف أن برامج إعادة الرسملة ستسهم في تعزيز المركز المالي للشركات الخاسرة، إذ ستقوم شركتا «أرابتك» و«دريك آند سكل» بعمليات خفض وزيادة لرأس المال لإطفاء الخسائر بهدف تلبية المتطلبات التمويلية الحالية والمستقبلية والعودة إلى مسار تحقيق الأرباح من جديد.

وذكر أن الطريقة الأفضل في خطط الهيكلة هي زيادة رأس المال بإصدار أسهم جديدة لتوفير بعض السيولة، ولكن هذا الخيار يواجه بعض الصعوبات، إذ إن الأسهم الجديدة قد لا تجد إقبالاً من قبل المساهمين لتخوفهم من وضع الشركة وظروفها المستقبلية، منوهاً بأن الوضع مختلف مع «أرابتك» بعد تعهد «آبار» بتغطية الأسهم غير المكتتبة فيها.

وأشار إلى أن معظم شركات المقاولات في منطقة الخليج تمتلك مقاومات تجعلها في وضع جيد يخولها لاغتنام الفرص في قطاع الإنشاءات والهندسة على المدى الطويل وذلك في الأسواق الرئيسية داخلياً وخارجياً، ما يعزز من أدائها المالي ويدفعها نحو الربحية مجدداً.

مشاريع

من جهته، قال رامي صيداني، رئيس قسم استثمارات الشرق الأوسط في مؤسسة شرودرز لإدارة الصناديق، إن برنامج هيكلة رأسمال «أرابتك» سيساعد الشركة على استكمال أعمالها الحالية البالغ قيمتها نحو 18 مليار درهم، والتوسع في مشاريع جديدة بعد تمكنها من إطفاء خسائرها.

وأضاف أن الخطة موضوعية خصوصاً بعد زيادة رأس المال بنحو 1.5 مليار درهم وتعهد «آبار للاستثمار» بتغطية جميع الأسهم غير المكتتب بها، وهو ما يعطي المزيد من الثقة ويسهم في توفير المزيد من السيولة حتى تكون قادرة على الاستمرار.

ورأى صيداني أن الخطة ستمكن الشركة من تحقيق نمو في الأرباح خلال عامين إلى ثلاثة أعوام مع تحسين هوامش ربح المشاريع، واستئناف توزيع الأرباح.

تكاليف

بدوره، قال جمال عجاج، مدير مركز الشرهان للوساطة المالية، إن «أرابتك» و«دريك آند سكل» باتا في حاجة ضرورية إلى خطة الهيكلة بعد تحقيقهما خسائر على مدار عامين، مشيراً إلى أن الخطة المعلنة ضرورية وليس أمام الشركتين حلول بديلة.

وتابع عجاج أن زيادة رأس المال بعد تجاوز الخسائر رأس المال الحالي، سيكون بمثابة تأسيس شركة جديدة قادرة على استكمال تطوير المشاريع الحالية والمستقبلية.

وأضاف أن الشركتين لا بد وأن يعملا على تقليل التكاليف وحسن إدارتها خصوصاً أنها كانت سبباً رئيسياً وراء تراجع الإيرادات بنحو ملحوظ، مع السعي لاقتناص فرص ومشاريع جديدة والعمل على حل جميع المشاكل العالقة بمشاريعها الداخلية والخارجية.

 

Email