قفزة متوقعة في تمثيل المرأة بــإدارات الشركات المدرجة

توقع مسؤولون وخبراء أن يشهد تمثيل المرأة في مجالس إدارات الشركات زيادة كبيرة في الفترة المقبلة خصوصا مع تطبيق قواعد الحوكمة.

وأفادوا بأن هناك مساعي حثيثة لزيادة مساهمة المرأة بشكل فعال في إدارات الشركات المساهمة لا سيما وأن نسب التمثيل لا تزال دون المستوى المأمول بواقع 1.5 % تقريباً.

وأكد الدكتور عبيد الزعابي، الرئيس التنفيذي لهيئة الأوراق المالية والسلع بالإنابة، حرص الهيئة على تمكين المرأة الإماراتية وتشجيعها على ممارسة دور أكبر في مجالس إدارة الشركات المدرجة.

وقال الزعابي، لـــ«البيان الاقتصادي»، إن الهيئة سوف تستمر في اتباع نهج تشجيع الشركات على ترشيح السيدات للمشاركة في مجالس الإدارة كسياسة عامة، وبما يتطابق مع أفضل الممارسات العالمية في هذا الشأن.

وأضاف: إن الهيئة تعمل على تمكين المرأة سواء من خلال زيادة مشاركتها في مجالس إدارة الشركات المساهمة العامة أو في الإدارة التنفيذية العليا لهذه الشركات، وذلك في إطار نشر وتعزيز مفاهيم حوكمة الشركات ومبادئها والتعريف بها.

وأشار إلى جهود هيئة الأوراق المالية في هذا الصدد، وفي مقدمتها إصدار «القرار المعدل لحوكمة الشركات رقم 7/‏‏ ر.م لسنة 2016 بشأن معايير الانضباط المؤسسي وحوكمة الشركات المساهمة العامة» الذي تضمن اشتراط ألا تقل نسبة تمثيل المرأة عن 20 % من تشكيل مجلس الإدارة مع التزام الشركات بالإفصاح عن أسباب تعذر تحقيق تلك النسبة.

وأوضح أن القرار تضمن أيضا التزام لجنة الترشيحات والمكافآت بالشركات المدرجة بتشجيع ترشح المرأة لعضوية مجالس إدارات الشركات من خلال مزايا وبرامج تحفيزية وتدريبية.

تحركات إيجابية

وقال المستشار الاقتصادي والمحلل المالي زياد دباس: إن الإحصائيات الأخيرة تشير إلى أن نسبة تمثيل المرأة في مجالس إدارات الشركات المساهمة المدرجة في سوقي دبي وأبوظبي تبلغ 1.5 %، وهناك تحركات إيجابية في هذا الشأن لزيادة نسب تمثيلها خلال السنوات الثلاث المقبلة.

وأشار إلى أن العنصر النسائي يحتل نسبة 15 % من مقاعد مجالس إدارات غرف التجارة والصناعة ويساهم بما نسبته 10 % من قيمة القطاع الخاص في الدولة.

وذكر أن تعديلات ضوابط الحوكمة لعام 2015 تراعي أن يكون بين المرشحين لعضوية مجلس الإدارة مرشح واحد من العنصر النسائي على الأقل، مشيراً إلى أن كبار المساهمين في الشركات المساهمة لديهم القدرة على إضافة العنصر النسائي لمجالس الإدارة من خلال التصويت لهم أو إضافتهم إلى قوائمهم الترشيحية بحيث تتم مراعاة الخبرة والتخصص عند الاختيار.

وأشار دباس إلى أهمية مذكرة التفاهم التي جرى توقيعها أخيراً بين مؤسسة دبي للمرأة وسوق دبي المالي بهدف زيادة تمثيل النساء إلى 20 % في مجالس إدارات الشركات المساهمة العامة، ما سينعكس إيجاباً على اقتصاد دولة الإمارات.

تمثيل نسائي

وقال وضاح الطه، عضو المجلس الاستشاري الوطني بمعهد تشارترد للأوراق المالية والاستثمار في الإمارات، إن نسبة تمثيل المرأة في مجالس إدارات الشركات تعتبر ضعيفة نسبياً تدور حول 1.5 % مقارنة بنسبة تمثيل مرتفعة في مؤسسات وهيئات أخرى، إذ تصل إلى 22.5 % في المجلس الوطني الاتحادي وإلى 27.5 % في تشكيل مجلس الوزراء.

وأضاف الطه: «خلال عام 2016، كان هناك ما يقارب من 870 عضو مجلس إدارة للشركات الإماراتية المدرجة في سوق دبي وأبوظبي يمثلون 111 شركة (47 في دبي و 64 شركة في أبوظبي)، وبلغ عدد النساء العضوات 14 امرأة فقط. ولفت الطه إلى أن تعديل ضوابط الحوكمة بموجب القرار رقم 225 لسنة 2015، نصت على أن يكون بين المرشحين لعضوية مجلس الإدارة مرشح واحد على الأقل من العنصر النسائي وتلتزم الشركة بالإفصاح عن الأسباب في حال عدم ترشيح أي عنصر نسائي كما تلتزم بالإفصاح عن نسبة تمثيل العنصر النسائي في مجلس الإدارة ضمن تقريرها السنوي عن الحوكمة.

وأشار إلى إن هيئة الأوراق المالية تقوم بدور كبير في هذا الصدد.

رائدات أعمال

وطالب المحلل المالي وخبير أسواق الأسهم عمرو حسين بضرورة زيادة نسب وصول المرأة إلى مجالس إدارات الشركات، وتوفير البرامج التي تدرب رائدات الأعمال وتساعدهن على الوصول إلى أسواق ذات قيمة أعلى.

وقال حسين:«لا بد من وضع أطر قانونية وتنظـــيمية جديدة لتعزيز نمو وإنتاجية المرأة، كما إن توفير برامج التدريب المهاري تساعد المرأة على تحسين قدرتها في إدارة أعمالها.»

وأشار حسين إلى أن جميع الدراسات الدولية تؤكد وجـود علاقة إيجابية وقوية بين وجود تمثيل نسائي في مجالس إدارات الشركات والأداء المالي لها إذ أثبتت دراسات كثيرة أن التمثيل النسائي قدم قيمة مضافة إلى مجالس الإدارة.

مناصب رئيسية

وقالت حمدة الهاملي، رئيس إدارة الموارد البشرية في شركة أبوظبي الوطنية للطاقة «طاقة»، المدرجة في سوق أبوظبي المالي، إن مشاركة الإناث مهمة في مستقبل الشركات بشكل عام ولشركة طاقة على وجه الخصوص. وأضافت الهاملي: إن شركة «طاقة» تدعم بقوة مشاركة النساء في عملياتها العالمية، مشيرة إلى أن هناك عدة نساء تشغل مناصب رئيسية في كل من إدارة الشركات والعمليات في أبوظبي وعلى الصعيد الدولي.

وتوقعت مروة الفرماوي، المهندسة المدنية في برنامج الشيخ زايد للإسكان، أن يشهد تمثيل المرأة في مجالس إدارات الشركات زيادة كبيرة في الفترة المقبلة خصوصا مع التزام الشركات بتطبيق قواعد الحوكمة، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن المرأة باتت تحقق نجاحات وإنجازات كبيرة في المناصب القيادية ولديها مرونة كبيرة في توزيع المهام وإدارة الوقت.

بدورها، قالت فاطمة عبدالله الشامسي، عضو في مجلس إدارة أعمال أبوظبي،: إن المرأة الإماراتية نجحت في الفترة الماضية من تحقيق إنجازات كبيرة على الصعيد الاقتصادي وتمكنت من الوصول إلى عدة مناصب قيادية عليا في الوزارات والمجلس الوطني الاتحادي، وبالتالي فان زيادة تمثيلها في الشركات المساهمة سيكون بمثابة دفعة إيجابية.

 

تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز