ميناء الفجيرة .. تطوير مستمر و خطط توسعية

تخطو إمارة الفجيرة بثبات نحو تعزيز حضورها، باعتبارها أحد أهم مراكز تخزين ومناولة النفط والمشتقات البترولية في العالم، انطلاقاً من رؤى صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، فيما تعكس رافعات الإنشاءات والتشييد في أطراف مينائها حجم التطوير المستمر على مستوى مرافقه وبناه التحتية.

وكشف الشيخ صالح محمد الشرقي رئيس دائرة الصناعة والاقتصاد في الإمارة رئيس هيئة ميناء الفجيرة، عن أن ميناء الفجيرة يعمل حاليا على خطة توسعية جديدة تشمل إنشاء رصيفين بتروليين لاستقبال سفن تزويد الوقود الصغيرة بإجمالي تكلفة تناهز الـ100 مليون درهم، ليرتفع بذلك إجمالي عدد أرصفته إلى 20 رصيفاً.. إضافة لرصيف الناقلات العملاقة الذي تم افتتاحه خلال سبتمبر الماضي.. فيما يجري العمل حاليا على إنشاء ميناء صغير جنوب الميناء الحالي لاستقبال القاطرات وسفن الخدمات بتكلفة تناهز 220 مليون درهم للمرحلة الأولى وبطاقة استيعابية تقدر بـ150 سفينة وقاطرة على أن ينتهي العمل بالمشروعين خلال أقل من عام تقريباً.

وقال الشرقي إن الإمارة تجاوزت مرحلة ترسيخ مكانتها على خريطة الطاقة العالمية وهي تعد اليوم أحد أكبر مراكز تخزين النفط عالميا وثاني مركز عالمي لتزويد السفن بالوقود.. فيما تركز خلال الفترة المقبلة على مبدأ تكاملية المشاريع وانسجامها بما يحقق قيمة مضافة لمحفظة استثماراتها الحالية.

وأكد أن الميناء ومنطقة الفجيرة للاستثمارات البترولية يعملان جنبا إلى جنب ويدرسان العروض الاستثمارية المقدمة من شركات عالمية لاختيار ما يتواءم منها مع الخطة الاستراتيجية المستقبلية للإمارة من منطلق تقديم تلك المشاريع للإضافة النوعية لقطاع الطاقة في الدولة بشكل عام ولخطط الإمارة بشكل خاص.

وأوضح أن الطاقة التشغيلية لعمليات مناولة المنتجات البترولية والنفط الخام عبر ميناء الفجيرة نمت لتصل 100 إلى مليون طن من النفط الخام والمنتجات البترولية سنويا وهو ما يفوق 700 مليون برميل.

فوز

وفي إطار متصل قال الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي نائب رئيس منطقة الفجيرة للصناعات البترولية «فوز».. إن الإمارة تستهدف زيادة الطاقة التخزينية للميناء خلال الأعوام القليلة المقبلة لتبلغ نحو 14 مليون طن متري، وهو ما يعادل 100 مليون برميل.. فيما تبلغ الطاقة التخزينية الإجمالية حاليا 10 ملايين طن متري بما يعادل 70 مليون برميل من المنتجات البترولية والنفط الخام.

وأضاف أن «فوز» تضم تحت مظلتها حاليا 12 شركة عالمية متخصصة في نقل وتخزين ومعالجة المنتجات البترولية والنفط الخام، وهو ما يعكس المكانة الاقتصادية البارزة التي باتت تحتلها إمارة الفجيرة، فهي ثاني مركز عالمي بعد سنغافورة في التزود بالوقود وأحد أكبر مراكز تخزين النفط والمشتقات البترولية في العالم، بفضل التوسعات التي تشهدها المشاريع البترولية الضخمة التي تحتضنها في مينائها الدولي.

توطين الوظائف

وأكد الكابتن موسى مراد مدير عام ميناء الفجيرة الدولي، أن توطين الوظائف كان ولا يزال يشكل إحدى أهم أولويات إدارة الميناء، انطلاقا من السياسة العامة لحكومة الفجيرة الرامية إلى دعم خطط توظيف المواطنين وتوفير أسس الحياة الكريمة لهم والتوجيهات المستمرة لصاحب السمو حاكم الفجيرة بالاستثمار في العنصر البشري المواطن وتأهيله.

وأوضح أن إدارة الميناء انتهجت خطة واضحة وطموحة لتدريب الشباب المواطنين عبر ابتعاثهم إلى دورات وبرامج دراسية خارجية لتزويدهم بالمؤهلات الفنية والأكاديمية المطلوبة لشغل الوظائف الفنية، ومن ثم يتم توظيفهم في الميناء وتدريبهم.

نموذج

قال الشيخ صالح محمد الشرقي إن إمارة الفجيرة تمكنت من بناء نموذج فريد للبنى التحتية من خلال شبكة خطوط أنابيب تربط شركات التخزين مع الأرصفة البترولية في الميناء، ما يوفر للشركات ميزات تنافسية ومزايا لوجستية متفردة، خاصة إذا تم ربط هذه المنظومة مع المشاريع النفطية الاستراتيجية الأخرى في الإمارة ويمكن الرهان عليه.

وحول مدى تأثر استثمارات الميناء بالأوضاع السياسية في العالم.. أوضح الشيخ صالح الشرقي أن الميناء يعد جزءاً من منظومة النقل العالمية ولاعباً مؤثراً في مجال مناولة وتخزين النفط ومشتقاته، وبالتالي فمن المؤكد أن يتفاعل مع الأحداث السياسية والاقتصادية التي يمر بها العالم.