انطلاق ندوة الطيران المدني الدولي والفضاء في أبوظبي

40 مليار درهم استثماراًوطنياًفي صناعات الطيران

سلطان المنصوري خلال المشاركة في أعمال الندوة | وام

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلن معالي سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني أن حجم الاستثمار الوطني المرصود لقطاع التصنيع في مجال الطيران في المرحلة المقبلة يقدر بنحو 40 مليار درهم تشكل ما نسبته 13.33 % من إجمالي الاستثمار الوطني المرصود للقطاعات المرتبطة بالسياسة العليا للعلوم والابتكار البالغ 300 مليار درهم.

وأوضح أن من بين هذه الاستثمارات كذلك مشاريع وطنية في الطاقة النظيفة بواقع 125 مليار درهم وفي قطاع الطاقة المتجددة بواقع 72 مليار بالإضافة للاستثمارات الوطنية المرتبطة بقطاع الفضاء التي تبلغ 20 مليار درهم و31 مليار درهم للدراسات والأبحاث والتطوير في مجموعة قطاعات حيوية ذات أولوية وطنية و6 مليارات درهم لإنشاء حاضنات ابتكار و6 مليارات درهم للتطوير وإنشاء مراكز الأبحاث المرتبطة بالقطاعات التعليمية العامة والعالية.

جاء ذلك في كلمة المنصوري في افتتاح ندوة منظمة الطيران المدني الدولي ومكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي حول الطيران والفضاء التي انطلقت أعمالها أمس وتستمر ثلاثة أيام بأبوظبي حيث تنعقد لأول مرة خارج مقر منظمة الطيران المدني الدولي وتستضيفها الهيئة العامة للطيران المدني ووكالة الإمارات للفضاء بحضور سيف محمد السويدي مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني والدكتور خليفة محمد الرميثي رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء وجورج وايتسايدز رئيس شركة فيرجين غالاكتيك ومجموعة من قادة قطاعي الطيران الجوي والفضاء لمناقشة التحديات والفرص المتاحة في إطار النشاطات الفضائية الناشئة بين قطاعي الطيران المدني والفضاء.

وأكد معالي المنصوري في الكلمة الافتتاحية التي ألقاها نيابة عنه مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني حرص الإمارات على دعم وتسهيل التعاون الدولي في مجال الطيران المدني والفضاء ودعم الجهود العالمية المبذولة من قبل منظمة الطيران المدني الدولي ومكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي لبحث تحديات وفرص الأنشطة الفضائية الناشئة والطيران المدني الدولي.

أنشطة

وقال إن الإمارات حققت الكثير من الإنجازات في مجال الفضاء أهمها إطلاق القمريين الصناعيين دبي سات-1 ودبي سات-2 اللذين يدوران حالياً حول الأرض ويلتقطان صوراً طبقاً للتعليمات الموجهة من المحطة الأرضية الواقعة في مقر المؤسسة ويجري العمل حالياً في تصميم وبناء القمر الصناعي خليفة سات الذي من المخطط إطلاقه إلى الفضاء ليبدأ في ممارسة أنشطته في عام 2017 ويعتبر خليفة سات علامة فارقة في مسيرة استكشاف الفضاء في دولة الإمارات إذ يعتبر أول قمر صناعي تم تطويره بقدرات وطنية دون الحاجة لأي مساعدة تقنية من طرف خارجي أما مسبار الأمل فسينطلق في رحلة تستغرق 9 أشهر يقطع خلالها أكثر من 60 مليون كيلومتر وستكون الإمارات ضمن 9 دول في العالم فقط لها برامج فضائية لاستكشاف الكوكب الأحمر ومن المقرر للمسبار أن يصل لكوكب المريخ في عام 2021 تزامنا مع الذكرى الخمسين لقيام دولة الإمارات.

من جانبه قال الدكتور خليفة محمد الرميثي رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء أن التزام الدولة تجاه الاستكشاف السلمي للفضاء يتجسد في علاقاتها وروابطها التي نجحت ببنائها حول العالم مع أبرز اللاعبين في قطاع الفضاء وتعمل دولة الإمارات العربية المتحدة على وضع أساسات للتعاون الدولي ضمن قطاع الفضاء وتم هذا الإطار بتوقيع اتفاقيات مع الهند والبحرين وإيطاليا وفرنسا الصين وروسيا والمملكة المتحدة وغيرها كما أصبحت الإمارات عضواً في عدد من المؤسسات والهيئات واللجان والمجموعات الكبرى المعنية في قطاع الفضاء مثل لجنة الأمم المتحدة لاستخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية وبفضل القطاعين الصناعي والتعليمي الراسخين استحوذت الدولة على مكانة الصدارة في النشاطات الفضائية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وأكد استمرار الدولة في الاستثمار بشكل كبير في تكنولوجيا الفضاء وفي رأس المال البشري الذي يعد أكبر هذه الاستثمارات ما يسهم في مواصلة تطوير قدرات الدولة ضمن هذا القطاع الحيوي حيث تدير الدولة 6 أقمار صناعية للاستخدامات التجارية مع الحرص على التوسع بهذا الأساس القوي.

وقال الدكتور محمد ناصر الأحبابي مدير عام وكالة الإمارات للفضاء أنه مع ازدياد نسبة الاستثمارات في قطاع الفضاء تزداد أهمية التعاون لمواجهة التحديات والمشاكل التي يواجهها القطاع على الصعيد العالمي كما يعدَ تطوير تقنيات الفضاء وقطاع الفضاء ككل من العناصر المحفزة لتحقيق التنمية الاقتصادية والتنويع الاقتصادي. وهذا يوفر المزيد من فرص العمل وتتيح تمكين العلماء والمهندسين من أن يصبحوا رواداً في هذا القطاع الذي يمكن أن يغير حياتنا اليومية نحو الأفضل.

طموح فضائي

وشارك المهندس سالم حميد المري مساعد المدير العام للشؤون العلمية والتقنية في مركز محمد بن راشد للفضاء في جلسة نقاش حول الابتكار والطموح الفضائي الدولي حيث تناول خلالها الاستراتيجية المثلثة الأضلاع التي اعتمدها المركز في توطين صناعة الأقمار الصناعية والتشجيع على أبحاث الفضاء حتى وصلنا إلى استكشاف الفضاء الخارجي . كذلك عرض المري الخطط المستقبلية والمشاريع الفضائية الطموحة التي يجري العمل عليها حالياً ومن بينها في مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ – مسبار الأمل، وخليفة سات ونايف-1 بالإضافة إلى تشغيل القمر الصناعي دبي سات-2 وتوظيف تطبيقات الصور الفضائية المطورة في المركز.

مركز محمد بن راشد للفضاء

من جانبه قال يوسف حمد الشيباني مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء ان استضافة الإمارات العربية المتحدة لهذا الحدث الدولي مؤشر هام يبرز مكانة الدولة الريادية عالمياً وثقة الهيئات والمنظمات الدولية المعنية بقطاعي الطيران والفضاء بها ، مشيراً الى ان الدولة اعتمدت خططاً وسياسات ناجحة اسمهت في الاستجابة لمتطلبات هاتين الصناعتين لتعزيز المقوّمات التنافسية للدولة عالمياً.

وأضاف ان الإنجازات المتلاحقة لقطاع الفضاء تعود بالدرجة الأولى إلى الدعم اللامحدود الذي يوليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء والمشرف العام على كافة مشاريعه وخططه الاستراتيجية والتطويرية لتفعيل دور قطاع الفضاء كشريك فاعل في مسيرة التنمية المستدامة محلياً ودولياً .

من جانبها أشارت سيمونيتا دي بيبو، مدير مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي إلى

أن مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي سيعمل بالتنسيق مع وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء على تنظيم منتدىً متخصص رفيع المستوى سيقام في دبي في الفترة من 20 إلى 24 نوفمبر من العام 2016 الجاري. وسيبحث المنتدى في دور الفضاء في دفع التطور الاقتصادي والاجتماعي.

رحلات فضائية سياحية

أعلن الدكتور خليفة الرميثي رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات أن شركة فيرجن جالاكتيك الأميركية المتخصصة في مجال سياحة الفضاء تقدمت للوكالة بطلب رسمي لتسيير رحلات فضائية سياحية من أبوظبي مشيرا إلى أن الوكالة تدرس الطلب لاتخاذ القرار المناسب بشأنه. وأضاف أن الوكالة تتعاون مع شركائها لتجهيز الإطار القانوني الذي ينظم هذه الأنشطة في كافة المجالات بما فيها رحلات الفضاء التي تحتاج لإطار قانوني ينظمها كما أن تداخل الفضاء مع الطيران الجوي يحتم تنسيق علاقتهما قانونياً حيث ان ذلك سيكون ضمن القانون الفضائي للدولة الذي انتهت وكالة الإمارات للفضاء من إعداد مسودته الأولية ورفعتها للحصول على الاعتمادات النهائية.

آمال بحل المشاكل مع الخطوط الأميركية

أعرب سيف محمد السويدي مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني عن أمله في حل المشاكل القائمة مع خطوط الطيران الأميركية قريبا قبل نهاية عام 2016 الجاري فيما يتعلق بمزاعم تلك الشركات أن الناقلات الإماراتية تتلقي دعماً حكومياً.

وقال في تصريحات صحفية على هامش ندوة منظمة الطيران المدني الدولي ومكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي حول الطيران والفضاء بأبوظبي إن ثلث دول العالم تسمح للناقلات الإماراتية بممارسة الحرية الخامسة للطيران (المرتبطة بالأجواء المفتوحة) بموجب اتفاقيات ومعاهدات رسمية. وأكد من ناحية ثانية عدم تأثر مشاريع قطاع الطيران بانخفاض أسعار النفط وأن جميع مشاريع قطاع الطيران بالدولة مستمرة ولم يطرأ عليها أي تأجيل أو إلغاء موضحا أن الدولة لديها 4 شركات طيران وطنية تجارية مسجلة لدى الهيئة إضافة إلى 25 شركة طيران خاص.

وأوضح أن استثمارات الدولة في قطاع الطيران خلال العام الجاري تماثل معدلات الاستثمار في السنوات الماضية، متوقعاً أن تشهد حركة المسافرين انخفاضاً إذا ما استمرت الأوضاع الاقتصادية على حالها نتيجة تراجع أسعار النفط.

تشريعات

وقال إنه يتم حالياً العمل على صياغة التشريعات والقوانين التي تنسق وتحدد مسؤولية كل طرف ودوره فيما يخص الطيران والفضاء من قبل لجنة مشتركة من القطاعين في الدولة وتجهيز البيئة التي توفر التسهيلات لأي نشاط فضائي، متوقعا أن يتم اكتمال صياغتها قبل نهاية العام الجاري.

Email