غرفة دبي بوابة للتجارة العالمية ونجاح الأعمال

تواصل «البيان» للأسبوع الخامس على التوالي استعراض تاريخ غرفة دبي خلال السنوات الماضية، بالتزامن مع احتفالاتها بالذكرى الـ50 على تأسيسها، عبر تسليط الضوء على أهم الإنجازات وأبرز النجاحات التي تحققت منذ 1965 حتى الآن. وفي هذا الأسبوع نتناول السنوات العشرة الأخيرة في مسيرة الغرفة ونجاحاتها في الوصول إلى العالمية وتحقيق رؤيتها الطموحة، تماشياً مع الازدهار الذي تشهده إمارة دبي ودولة الإمارات، وبالتزامن مع الاستعدادات الجارية لاستضافة معرض إكسبو الدولي 2020 في دبي.

أسس متينة

تحتفل الغرفة هذه الأيام بمسيرة مكللة بالنجاح والازدهار على مدى نصف قرن من الزمان، وتؤكد التزامها الراسخ بمواصلة العمل والتخطيط، مستندة إلى رؤيتها الطموحة للاستفادة من الأداء الاقتصادي المتميز ومتانة البنية التحتية الاقتصادية للإمارة، ومسيرة التنمية الاقتصادية المستدامة، تطبيقاً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله.

وفي إطار استراتيجيتها الرامية إلى التوسع في الأسواق الخارجية والترويج لدبي كمركز تجاري عالمي وتعزيز تنافسية أعضائها، افتتحت الغرفة في السنوات الأخيرة 4 مكاتب تمثيلية خارجية في كل من العاصمة الغانية أكرا، والعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، والعاصمة الأذرية باكو، وأربيل بإقليم كردستان العراق. وأجرت غرفة دبي أخيراً سلسلة لقاءات واجتماعات في مدينة ساوباولو البرازيلية شملت مختلف الفعاليات الاقتصادية، استعداداً لافتتاح أول مكتب تمثيلي لها في قارة أميركا اللاتينية.

ويأتي افتتاح هذه المكاتب التمثيلية في الأسواق الواعدة جزءاً من مجموعة من المبادرات التي بدأت غرفة دبي بتطبيقها، بغرض تحفيز بيئة الأعمال في دبي، وتشجيع الاستثمارات الإماراتية الخارجية، وجذب الاستثمارات الأجنبية الخارجية إلى الإمارة.

شهادات المنشأ

ونجحت الغرفة في أن تصبح الأولى عالمياً في مجال إصدار شهادات المنشأ بفضل مكانتها المميزة والتنافسية في قطاع التجارة، ومواكبتها للزيادة المطردة في عدد الأعضاء المسجلين والنشاط التجاري الذي يقومون به. وبلغت نسبة زيادة عدد شهادات المنشأ التي أصدرتها الغرفة بين عامي 2005 و2014 أكثر من 112%، فقد شهد العام 2014 نمواً ملحوظاً في عدد شهادات المنشأ التي أصدرتها الغرفة مع وصول عددها إلى 887 ألف شهادة، بزيادة كبيرة عن عام 2005 الذي شهد إصدار أكثر من 417 ألف شهادة. وقد بلغ عدد شهادات المنشأ التي أصدرتها الغرفة خلال عام 2010 نحو 644 ألف شهادة.

زيارات ووفود خارجية

شهدت غرفة دبي خلال السنوات الأخيرة نشاطاً كبيراً من حيث الوفود الزائرة والخارجية، في إطار رؤيتها المرتكزة على أهمية توثيق علاقات التعاون والشراكة مع مختلف الهيئات الحكومية والمؤسسات العالمية وشركات القطاع الخاص. واستقبلت الغرفة 169 وفداً في عام 2005، ليرتفع العدد في عام 2010 إلى 208 وفداً زائراً ضم أكثر من 870 رجل أعمالٍ ومسؤول حكومي، وذلك إضافة إلى مشاركة وفود عالمية في لقاءات الأعمال التي نظمتها الغرفة على هامش المعارض العالمية الكبرى التي نظمت في دبي مثل معرض الخمسة الكبار، ومعرض سوق السفر العربي، ومعرض «جلفود»، ومعرض الصحة العربي.

وفي العام الماضي، شاركت الغرفة في 73 فعالية خارجية، وأرسلت وفوداً تجارية إلى 47 مدينة في37 دولة، ما يعكس النشاط القوي للغرفة في مجتمع الأعمال واهتمامها بتنظيم واستضافة فعاليات تحفز نمو القطاع الخاص في الإمارة، في حين استقبلت الغرفة 427 وفداً زائراً ضم أكثر من 2000 مسؤول حكومي ورجل أعمال في عام 2014. وبلغت نسبة زيادة عدد الوفود الزائرة نحو 252% منذ عام 2005 حتى عام 2014.

التحكيم التجاري

تعزز أداء مركز دبي للتحكيم الدولي بشكل كبير خلال العقد الماضي في مجال توفير خدمات التحكيم التجاري، وتسوية النزاعات التجارية محلياً وإقليمياً وعالمياً. ففي عام 2007، سجل المركز 77 قضية جديدة. واستقبل المركز 422 قضيةً في 2010 مقارنةً بـ292 قضية استقبلها في عام 2009 بزيادة بلغت نحو 44.5% عن عدد القضايا التي استقبلها المركز خلال عام 2009، ما يظهر زيادة الوعي بأهمية التحكيم التجاري والوساطة في تسوية النزاعات التجارية مع مرور السنوات. أما في العام الماضي، فقد استقبل المركز 174 قضية تحكيم مقارنةً بـ310 قضايا في عام 2013.

ريادة نسائية

وبالنسبة إلى مجلس سيدات أعمال دبي الذي يعد إحدى مبادرات غرفة دبي، فقد نجح خلال الفترة الماضية في توفير منصة تواصل بين سيدات الأعمال في دبي، لتوسيع وتحسين فرص النمو من خلال تبادل المعارف والخبرات، وتأمين حافز للعمل الإيجابي من خلال الدعوة المجتمعية الجماعية، كما يعد مركز دبي للهيئات الاقتصادية والمهنية أحدث المبادرات التي أطلقتها غرفة تجارة وصناعة دبي، وذلك بالتعاون مع دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، ومركز دبي التجاري العالمي، بهدف استقطاب وترخيص الهيئات الإقليمية والدولية، والمساعدة على تأسيس وفتح فروعها أو مكاتبها الرئيسة في الإمارة بالتنسيق مع الجهات الحكومية، وتشكيل منصة تعزز مكانة دبي العالمية كوجهة للهيئات الدولية القادرة على إفادة دبي من خبراتها في اختصاصها، وإتاحة المجال أمام الهيئات الإقليمية والدولية في دبي من التوسع في أسواق الدولة ودول مجلس التعاون الخليجي وأسواق الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا.

وقد بلغ عدد الهيئات الاقتصادية والمهنية التي حصلت على ترخيص حتى الآن 12 هيئة اقتصادية.

ريادة المباني الخضراء

نجحت غرفة تجارة وصناعة دبي في تعزيز ريادتها في مجال المباني الخضراء، بحصولها على الفئة البلاتينية لاعتماد الريادة في تطبيق أنظمة الطاقة وحماية البيئة "لييد" لعمليات وصيانة المباني القائمة في شهر مايو من عام 2014، وهو أعلى تقييم عالمي للمباني الخضراء، ليكون مبناها أول مبنى في الوطن العربي يحصل على هذا الاعتماد في هذه الفئة، ما يعكس السمعة العالية لغرفة دبي في مجال المسؤولية المجتمعية والمباني الخضراء.

مجموعات العمل

يوجد حالياً 27 مجموعة عمل و44 مجلس أعمال تحت مظلة غرفة دبي تسهم في دعم نهضة دبي الاقتصادية. وتقوم غرفة دبي حالياً بتوفير كل ما تحتاج إليه مجموعات ومجالس العمل من تسهيلات مختلفة مثل دعوتهم للمشاركة في الفعاليات المختلفة التي تنظمها الغرفة، وتنظيم لقاءات الأعمال لمساعدتهم على تعزيز علاقاتهم التجارية.

كما تقوم الغرفة بالإشراف على انتخاب أعضاء اللجان التنفيذية لمجموعات ومجالس الأعمال بما يمكنها من التواصل بشكل بنّاء مع الغرفة التي تقوم بنقل توصياتها ومقترحاتها إلى الجهات المعنية، حيث تعمل الغرفة كحلقة وصل مباشرة بينها وبين مختلف الجهات الحكومية في الدولة. كما تقوم الغرفة بإدراج أسماء أعضاء مجموعات ومجالس الأعمال وعناوينهم في دليل دبي.

213٪ نمو عدد أعضاء الغرفة منذ 2005

 

ارتفع عدد أعضاء غرفة دبي خلال السنوات الأخيرة بشكل كبير للغاية، ما يجسد تطور أعمال الغرفة ونشاطها المزدهر، وبلغ العدد الإجمالي للأعضاء المسجلين في غرفة دبي في عام 2005 نحو 79470 عضواً، وازداد عدد أعضاء غرفة دبي الجدد خلال عام 2010 أكثر من 9000 عضو، ليصل العدد الإجمالي لأعضاء غرفة دبي مع نهاية عام 2010 إلى 117,827 عضواً، وفي العام الحالي، وصل عدد أعضاء الغرفة إلى ما يقارب الـ170 ألف عضو، أي أن نسبة زيادة عدد الأعضاء بلغت نحو 213% منذ عام 2005 حتى الآن.

مبادرات

أطلقت غرفة تجارة وصناعة دبي في عام 2005 جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال، كمبادرة سنوية تقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، بهدف دعم تطوير قطاع الأعمال، وتقدير المؤسسات المساهمة في النهضة الاقتصادية التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة، وتشجيعاً لها على تحقيق المزيد من النمو والنجاح والاستفادة من تجارب غيرها من المتميزين. وفي عام 2014، أعلنت الغرفة نيتها تحويل جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال إلى جائزة عالمية مرموقة، لتشمل مشاركة شركات دول مجلس التعاون الخليجي كمرحلة أولى، قبل تحولها إلى جائزة عالمية مرموقة في عالم التميز المؤسسي.

وفي إطار جهودها لدعم قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة في دبي، أطلقت الغرفة في شهر ديسمبر من عام 2013 مبادرة تجار دبي لدعم مشاريع الشباب الإماراتي، ومساعدتهم على دخول عالم الأعمال بمشاريعهم الصغيرة والمتوسطة، عبر توفير بيئة تطوير ترعى وتنمي أفكار الشباب، وتعزز مفهوم ريادة الأعمال من خلال دورات تأهيلية وشبكات تواصل لتبادل المعرفة.

المسؤولية الاجتماعية

وانطلاقاً من حرصها على تعزيز مفاهيم وممارسات المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات والاستدامة والحوكمة المؤسسية الرشيدة والترويج لها، بما يتوافق مع رؤية إمارة دبي، وتأسس مركز أخلاقيات الأعمال في غرفة تجارة وصناعة دبي عام 2004، وبرز كأهم مركز يسهم في الترويج لأهمية مسؤولية المؤسسات تجاه المجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد احتفل المركز خلال عام 2014 بالذكرى العاشرة لتأسيسه، ونجح خلال هذه الفترة في أداء دورٍ رئيس في غرس ثقافة الأعمال المسؤولة في مجتمع الأعمال، ومساعدة الشركات العاملة في دبي على اعتماد أعلى معايير الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات في استراتيجياتها العملية، وذلك من خلال مجموعةٍ واسعة من المبادرات والبرامج والأدوات والورش التدريبية التي عززت من أداء الشركات وقدرتها التنافسية، وسمعة دبي كبيئة عمل تنافسية ومستدامة.

فرادة

شهادة الريادة «لييد» الأولى في المنطقة

حصلت غرفة دبي في 2009 على شهادة اعتماد لييد (الريادة في تصميم أنظمة الطاقة وحماية البيئة) من قبل المجلس الأميركي للمباني الخضراء عن فئة المباني القائمة (المباني المشيدة منذ فترة) النموذج الثاني ليصبح بذلك مبنى الغرفة واحداً من أربعة مبانٍ فقط خارج الولايات المتحدة وكندا يحصل على هذا الاعتماد في هذه الفئة وأول مبنيً تجاري يحصل على الشهادة في المنطقة.