في السادس من يوليو عام 1987، دشنت طيران الإمارات أول خدمة لها إلى أوروبا بإطلاق خدمة يومية إلى مطار جاتويك في لندن. وشكلت تلك الخدمة بداية لقصة نجاح متواصلة لطيران الإمارات في المملكة المتحدة، حيث تسير الناقلة حالياً 16 رحلة كل يوم عبر 6 مطارات في مختلف أنحاء تلك الدولة.

ويقول سالم عبيد الله، نائب رئيس أول طيران الإمارات للعمليات التجارية في أوروبا وروسيا الاتحادية: "لم يكن تركيز طيران الإمارات على لندن منذ البداية عشوائياً، بل انطلاقاً من إدراكنا لأهمية العاصمة البريطانية كمركز للتجارة والسياحة ومركز مالي ومحور رئيس لحركة الطيران العالمية".

ولم تشكل رحلات طيران الإمارات إلى لندن مجرد زيادة عددية للناقلات التي كانت تعمل إليها عبر دبي، بل إن طيران الإمارات ارتقت بالخدمات والمنتجات الجوية والأرضية، فبادرت إلى توفير خدمة الليموزين لركاب الدرجة الأولى في لندن للمرة الأولى.

ونتيجة النجاح الكبير الذي حققته خدمة طيران الإمارات بين دبي ولندن جاتويك، وبعد أن أثبتت قدرتها على تعزيز حركة السياحة والتجارة بين دولة الإمارات وبريطانيا، ارتفع عدد الرحلات إلى جاتويك إلى 9 رحلات في الأسبوع، ولم تلبث الناقلة أن بدأت في يونيو 1991 العمل عبر مطار هيثرو، ورفعت عدد رحلاتها إلى جاتويك لتصبح 10 رحلات في الأسبوع. وفي عام 1993 كانت طيران الإمارات تسير رحلتين يومياً إلى لندن هيثرو، وبدأت في أكتوبر من ذلك العام خدمة مانشستر.

وفي عام 1997 قامت طيران الإمارات بتشغيل طائرة البوينغ 777- 200 إلى لندن هيثرو، إلى جانب طائرة الإيرباص A.013

ومع نهاية عقد التسعينات ودخول الألفية الجديدة، وصل عدد رحلات طيران الإمارات إلى المملكة المتحدة إلى 39 رحلة أسبوعياً، منها 21 رحلة إلى لندن هيثرو، و7 رحلات إلى مانشستر و11 رحلة إلى لندن جاتويك.

المملكة المتحدة وأوروبا

تشغل طيران الإمارات حالياً 55 رحلة إلى مختلف العواصم والمدن الأوروبية، وتوفر هذه الرحلات ما مجموعه 19466 مقعداً في كل اتجاه يومياً. وتستأثر المملكة المتحدة بـ 16 رحلة يومياً من المجموع، أي بنسبة 29% من العدد الكلي للرحلات. وتوفر طيران الإمارات إلى مختلف وجهاتها في المملكة المتحدة 6200 مقعد يومياً في كل اتجاه، أي بنسبة 31.8% من إجمالي السعة المقعدية المتاحة على جميع الرحلات إلى محطاتها الأوروبية.

واستأثرت المملكة المتحدة خلال السنة المالية المنصرمة (2011 ــ 2012) بنسبة 38% من إجمالي أعداد الركاب الذين نقلتهم طيران الإمارات من أوروبا. وقد تواصل النمو في أعداد ركاب طيران الإمارات من أوروبا مع افتتاح المزيد من المحطات الأوروبية الجديدة، وقد ترافق ذلك أيضاً مع نمو أعداد الركاب الذين نقلتهم طيران الإمارات من المملكة المتحدة على مدى السنوات المالية الخمس الماضية.

المطارات الإقليمية

ومع استمرار تعزيز رحلات طيران الإمارات إلى لندن ومانشستر، بزيادة عدد الرحلات واستخدام طائرات أكبر، بدأت الناقلة التطلع إلى خدمة المطارات الإقليمية.

ويقول سالم عبيد الله: "رأينا أن هناك حركة جيدة على رحلاتنا من ركاب يأتون إلى لندن من مناطق متفرقة في المملكة المتحدة عبر رحلات جوية داخلية أو بالقطارات، فبدأنا مرحلة جديدة من التوسع نحو مطارات إقليمية وربطها للمرة الأولى برحلات دولية. وقد لقيت هذه الخدمات ترحيباً واسعاً من سلطات تلك المطارات ومن العملاء كذلك، الذين أصبح بإمكانهم السفر مباشرة إلى دبي ومنها إلى عشرات المحطات في الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية وجنوب شرق آسيا وأستراليا".

وبدأت طيران الإمارات في عام 2000 خدمة بيرمنغهام برحلة يومية، تلا ذلك رفع رحلات هيثرو إلى 28 أسبوعياً وجاتويك إلى 21 ومانشستر إلى 14 رحلة في الأسبوع.

وتوسعت الخدمة بعدئذ برحلات يومية إلى غلاسكو عام 2004، ثم تضاعفت رحلات بيرمنغهام إلى اثنتين يومياً عام 2005، وتمت إضافة رحلة يومية خامسة إلى هيثرو ليصبح المجموع 35 رحلة أسبوعياً.

وفي عام 2007، اطلقت طيران الإمارات خدمة يومية إلى نيوكاسل. وفي 2008 بدأت تشغيل طائرة الإيرباص A083 لخدمة إحدى رحلاتها الخمس يومياً إلى لندن هيثرو، وتواصل التوسع في استخدام هذا الطراز، حيث أصبحت الآن أربعا من رحلاتها اليومية الخمس تتم بهذه الطائرة، وسوف تستخدم الإيرباص A083 للرحلة الخامسة قريباً لتصبح رحلات هيثرو الخمس تتم بهذا الطراز العملاق. وفي 2009 تضاعفت خدمة غلاسكو لتصبح رحلتين يومياً، ثم تمت إضافة رحلة يومية ثالثة إلى مانشستر واستخدام الإيرباص A083 لواحدة من هذه الرحلات الثلاث.

ويضيف عبيد الله: "توفر جهودنا المتواصلة لتعزيز شبكة خطوطنا في المملكة المتحدة مزيداً من الفرص والخيارات أمام عملائنا للسفر مباشرة إلى دبي، ومنها إلى العشرات من وجهاتنا حول العالم. كما تساهم في تعزيز حركة التجارة والسياحة والاقتصاد بين المملكة المتحدة ومختلف وجهاتنا وذلك من خلال خلق مزيد من فرص العمل وفتح مزيد من الأسواق أمام الصادرات البريطانية وتعزيزها".

السعة المقعدية

ولم يقتصر التوسع في خدمات طيران الإمارات إلى المملكة المتحدة على زيادة عدد الرحلات والمحطات، بل ترافق ذلك أيضاً مع استخدام طائرات أكبر تستوعب أعداداً أكثر من الركاب وكميات أكبر من الشحنات. فقد استخدمت طيران الإمارات في البداية طائرة إيرباص A013 لخدمة رحلاتها عبر جاتويك عام 1987، وكانت سعة هذه الطائرة، التي لم يعد طرازها مستخدماً ضمن أسطول الناقلة منذ سنوات طويلة، 181 راكباً.

أما اليوم فيستخدم على رحلات طيران الإمارات إلى المملكة المتحدة طائرات من طراز إيرباص A083 وبوينغ 777 وإيرباص A.033 ويبلغ مجموع السعة المقعدية المتاحة من دبي إلى المملكة المتحدة الآن 6200 مقعد يومياً في كل اتجاه.

استثمارات ورعاية

ونظراً إلى ضخامة عمليات طيران الإمارات في المملكة المتحدة، فقد واصلت الناقلة التزامها نحو تلك السوق الحيوية من خلال مشاريع كبرى للرعاية، بدءاً بسباقات الخيل، وكرة القدم بدءاً بنادي تشلسي والآن نادي أرسنال، وليس انتهاءً بالعربة الكهربائية (التلفريك) التي دشنت مؤخراً لتربط موقعي الألعاب الأولمبية على ضفتي التايمز. ولا تزال سوق المملكة المتحدة واعدة بمزيد من الفرص أمام توسعات طيران الإمارات في السنوات المقبلة، نظراً لاعتمادها سياسة الأجواء المفتوحة وعدم وجود أية عوائق أو سياسات حمائية تحد من النمو والتوسع في تلك الدولة.

 

فرص تجارية

 

تشير الإحصائيات الصادرة عن غرفة تجارة وصناعة دبي إلى أن التجارة بين دبي والمملكة المتحدة تضاعفت ثلاث مرات منذ عام 2002، حيث بلغ إجمالي قيمتها 9.1 مليارات درهم وحتى العام الماضي 2011، حيث سجلت 27 مليار درهم، في حين أنها بلغت أعلى مستوى لها في عام 2008 وسجلت ما قيمته 35.3 مليار درهم.

وقد لعبت طيران الإمارات دوراً كبيراً في تعزيز التجارة بين الجانبين من خلال نقل الكثير من السلع والمنتجات في الاتجاهين، حيث تشير أرقام الإمارات للشحن الجوي إلى أن معدل نسبة النمو في كميات الشحن التي نقلتها طيران الإمارات من مختلف محطاتها البريطانية سجل 9.54 % سنوياً على مدى السنوات الخمس الأخيرة.