وفقاً لدراسة مجموعة بوسطن للاستشارات

«الإمارات» أكبر مشغّل للطائرات العريضة عالمياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

توقعت دراسة أميركية حديثة أن تصبح طيران الإمارات أكبر ناقلة في العالم من حيث امتلاكها للطائرات عريضة البدن ذات الممرين والمخصصة للرحلات الطويلة.

وقالت دراسة لمجموعة بوسطن للاستشارات إن الناقلة الوطنية التي تعد اليوم الأضخم بين شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط تمكنت من اجتياز الأزمة المالية العالمية بنجاح محققة مركزا ماليا باتت تتطلع اليه الناقلات الأخرى.

حيث ارتفعت القدرة الاستيعابية للركاب وحجم ايراداتها إلى ثلاثة أضعاف على مدى السنوات الخمس الماضية ونجحت الشركة في اضافة 32 وجهة جديدة في المطارات الرئيسية والفرعية بالتزامن مع تطوير عمليات تشغيل الطائرات وعوامل التحميل والعائدات.

وأضافت الدراسة انه وعلى الرغم من أن الهوامش النقدية للشركة انخفضت من 28 بالمائة إلى 23 بالمائة خلال السنوات الخمس الماضية فهي لا تزال إيجابية عند مقارنتها بشركات الطيران العالمية الأخرى.

وتوقعت مجموعة بوسطن أن تزيد طيران الإمارات من قدرتها الاستيعابية بنسبة 9 إلى 12 بالمائة سنويا حتى عام 2015 مشيرا إلى أن معدلات نمو الشركة تتوقف على مدى سرعة الشركة في احالة بعض من طائراتها القديمة إلى التقاعد لتصبح اكبر مشغل في العالم للطائرات العريضة ذات الممرين.

 

الشركات الشرق أوسطية

وقالت إن عدد المسافرين جواً من وإلى الشرق الأوسط ارتفع بنحو 45 مليون مسافر خلال فترة الخمس سنوات الممتدة من عام 2005 وحتى 2010 ويتوقع أن يتضاعف هذا العدد على مدى السنوات الخمس القادمة وتحديداً من عام 2010 وحتى 2015 موضحة ان منطقة الشرق الأوسط أصبحت مركزا رئيسيا لرحلات السفر ذات المسافات الطويلة.

ويعكس ارتفاع عدد المسافرين من وإلى المنطقة بين الفترة من 2005 إلى 2015 معدل نمو سنوي مركب بنسبة 11 في المئة. ومن المتوقع أن تزيد شركات الطيران في المنطقة بقيادة طيران الإمارات والخطوط الجوية القطرية والاتحاد للطيران قدراتها الاستيعابية إلى ثلاثة أضعاف على مدى السنوات العشرين المقبلة.

 

منافسو شركات الطيران الشرق أوسطية

إلى جانب ما سبق، تواجه شركات الطيران العملاقة في الشرق الأوسط أيضا تحديا مشتركا يتمثل في الحاجة إلى إيجاد حلول لتخفيف وطأة الضغوط الناتجة عن خططها التوسعية الطموحة والتي ستؤثر سلبا على هوامش أرباحها. وفي نهاية المطاف، يتعين على شركات الطيران في الشرق الأوسط أن تملأ مقاعدها الإضافية، إما عن طريق توسيع شبكات رحلاتها أو عن طريق الاستحواذ على حصة أكبر من أسواقها الحالية. وفي هذا السياق، نتوقع أن تواجه تلك الشركات تحديات صعبة على خمس جبهات:

 

الحفاظ على الربحية

كيف ستتمكن كبرى شركات الطيران في الشرق الأوسط من الحفاظ على الربحية خلال مرحلة النمو؟

تتوقع مجموعة بوسطن للاستشارات أنه على غرار شركات الطيران الرئيسية الأخرى، ستحصل تلك الشركات العملاقة على الحصة الأكبر من أرباحها من خلال المسافرين من نقطة إلى أخرى. ولكن تشبع القطاع من هذه الفئة، سيدفع شركات الطيران العملاقة أيضا إلى مزاولة فئتي أعمال أكثر تنافسية وهما:

فئة المسافرين على متن رحلات ربط لمسافات قصيرة، والمسافرون إلى القارات عن طريق رحلات الربط (وفي كثير من الأحيان، تكون خدمة هؤلاء المسافرين غير مجزية). ويظهر الشكل البياني رقم 3 أن فئتي العمل الأعلى مردودا والأكثر ربحية هما: الأشخاص الذين يسافرون مباشرة من وإلى مركز الشرق الأوسط (تقدم كبرى شركات الطيران الشرق أوسطية خدماتها إلى نحو 35% من المسافرين) والأشخاص الذين يسافرون عن طريق رحلات الربط من أي مكان آخر في الشرق الأوسط.

وفي مقابل ذلك، وبالرغم من معدل المرور الجوي المتجه للقارات عن طريق رحلات الربط (على سبيل المثال، الأشخاص المسافرون من لندن إلى هونج كونج عن طريق نقطة ربط رئيسية في الشرق الأوسط) يمثل نحو 45% من إجمالي تدفقات المسافرين، فإن التنافس على خدمة الأعداد الهائلة من المسافرين ضمن هذه الفئة يقلل من حجم العائدات.

ولذلك ريند ستيفان، شريك والعضو المنتدب لمجموعة بوسطن للاستشارات، الشرق الأوسط: «يتبين مما تقدم أن الملاحة الجوية المربحة من وإلى الشرق الأوسط تدعم توسع شركات الطيران في المنطقة إلى وجهات في أوروبا وآسيا والتي لديها نسبة عالية من حركة المرور العابرة للقارات عن طريق رحلات الربط. بالرغم من أن هذه الاستراتيجية تعتبر منطقية بالنسبة لشركات الطيران الإقليمية التي تسعى لتأسيس مكانة قوية لها في سوق جديدة، إلا أن تحليلاتنا تشير إلى أن هذا النهج له حدوده وقيوده».

الآثار المترتبة على شركات الطيران الشرق أوسطية وغيرها من شركات طيران المراكز الوسطى قد تكون السنوات الخمس المقبلة بمثابة نقطة تحول حاسمة لكبرى شركات الطيران في الشرق الأوسط نورد تاليا بعضا من التساؤلات المهمة التي لابد أن تؤخذ بعين الاعتبار من قبل بعض من مسؤولي شركات الطيران من مختلف فئات هذا القطاع، لاسيما في إطار استعدادهم لمواجهة التحديات خلال السنوات الخمس المقبلة.

كيف ستتمكن كبرى شركات الطيران في الشرق الأوسط من الحفاظ على ربحيتها وهوامشها النقدية خلال مرحلة النمو؟ كيف ستتمكن من التعامل مع الخليط المتنوع للمسافرين مستقبلا (وهو غالبا ما يكون غير مربح)، بحيث يتوقع أن يمثل المسافرون عبر القارات عن طرق رحلات الربط نسبة متزايدة من الطلب على مثل ذلك النوع من الرحلات؟

ما هي الأسواق التي من المرجح أن تشهد أقوى منافسة بين كبرى شركات الطيران في الشرق الأوسط؟ هل هناك فرص لإقامة علاقات تعاون أوثق بهدف توفير أفضل تحكم بالتنافس المتزايد للعملاء ذاتهم، والاستعداد لمنافسة أوسع نطاقا من قبل شركات الطيران الناشئة في تركيا والهند والصين؟

ما هي استراتيجيات الاستقطاب والاحتفاظ بالموظفين (خاصة بالنسبة للطيارين والمهندسين) التي ستكون مطلوبة لإدارة التحديات التشغيلية المرتبطة بإجراء توسيع سريع ومستمر لحجم الأسطول الحالي مع المحافظة على قاعدة تكلفة تنافسية؟

وأضاف ريند ستيفان، شريك والعضو المنتدب لمجموعة بوسط للاستشارات، الشرق الأوسط بالقول: «ستشهد السنوات الخمس المقبلة مستويات أكبر من المنافسة في قطاع الطيران، لاسيما مع قيام كبرى شركات الطيران في الشرق الأوسط بتوسيع طاقتها الاستيعابية على نحو يلبي ويفوق حجم الطلب الرئيسي. ستواصل تلك الشركات توسيع شبكاتها بشكل ملفت.

وإضافة المزيد من الرحلات الجوية المتكررة للوجهات الحالية، فضلا عن تحديث أساطيلها من خلال إدراج طائرات أكبر حجما وأكثر كفاءة في استهلاك الوقود، وبذلك تتمكن من تحقيق الريادة في تقليص التكلفة. إن إدارة التحديات التي تفرضها هذه التحولات ينبغي أن تندرج في قائمة أولويات المسؤولين والمدراء التنفيذيين في شركات وقطاع الطيران».

Email