هل تتخلى أمريكا عن «بوينغ» بسبب أزمتها؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعتبر شركة «بوينغ» من أبرز رموز الصناعة الأمريكية، فهي توظف آلاف الأشخاص، ما يمنحها وزناً اقتصادياً واجتماعياً كبيراً في الولايات المتحدة. وقد تضررت سمعة الشركة منذ تجميد طائرتها «737 ماكس» قبل 4 أشهر بعد كارثتين جويتين أسفرتا عن مقتل 346 شخصاً، ما أدى إلى أزمة غير مسبوقة لدى العملاق الاقتصادي وإثارة الشكوك حول إمكانية أن تتخلى الإدارة الأمريكية عن الشركة صاحبة التاريخ العريق.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، صاحب شعار «أمريكا أولاً»، قد وجه انتقادات مراراً لشركة «بيونغ»، موصياً إياها بإعادة تصنيع طائرتها، لكنه لم يذهب لدرجة منعها من التحليق. ويدعم سياسيون كبار الشركة، لكن هل يمكن أن يكون هذا مؤشراً على أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تتخلى عن أفضل إنتاجات قطاعها الجوي؟ فالصحافة بدورها أجبرت النواب على استدعاء المدير التنفيذي للشركة دينيس ميلنبورغ لإخضاعه لنفس نوع الإذلال الذي واجهه أرباب وول ستريت بعد الأزمة المالية عام 2018.

ويرى الخبير في مركز «اير انسايت ريسرتش» ميشال ميرلوزو أن «بوينغ واحدة من محركات الاقتصاد الأمريكي. إنها مهمة جداً للولايات المتحدة». ويضيف أنه إذا قرر السياسيون الأمريكيون الهجوم على الشركة المصنعة لطائرة «777»، فسيلحقون الضرر بأنفسهم، لأن وظائف عديدة ستكون على المحك، وشبكة مزودين شديدة الضخامة، وهذه أمور لا يمكن أن إبدالها بشركتي فيسبوك وغوغل اللتين لا تنتجان أي شيء ملموس.

وتوظف بوينغ، التي تأسست قبل 103 أعوام، الآلاف حول العالم، منهم 137 ألفاً في الولايات المتحدة، وفق موقع الشركة الإلكتروني. وبالإضافة إلى الوظائف المباشرة، توفر الشركات المتعاقدة معها مثل «جنرال إلكتريك» و«يونايتد تكنولوجيز» و«سبيريت إيروسيستمز» أيضاً العديد من الوظائف في القطاع الصناعي الأمريكي.

Email