حقائق صادمة عن أبيها في كتابها «السمكة الصغيرة»

ابنة ستيف جوبز تكشف الجزء السيئ من قصة عظيمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم الصورة الذهنية التى رسمها العالم لرجل الأعمال والمصمم العبقري ومؤسس شركة «آبل» ستيف جوبز، إلا أن ابنته ليزا طرحت كتاباً صادماً حول العديد من المواقف الصعبة عن علاقتهما المتوترة والجافة بوالدها، حمل اسم «السمكة الصغيرة» قدمت فيه الجزء السيئ من قصة عظيمة. رسمت ليزا جوبز في كتابها صورة مغايرة تماماً لصورة جوبز العبقري الرفيع الخلق والأخلاق، ولما يعتقد به كثيرون حول ابنة يفترض أنها عاشت مدللة بالنظر إلى ثروة والدها الطائلة.

بدأت مشكلات ليزا مع أبيها منذ ولادتها وكان عمره حينها 23 عاماً عندما قرر عدم الاعتراف بأبوته لها حتى أُجبر على ذلك بعد إجراء تحليل الحمض النووي فقد التقى جوبز بأم ابنته برينان في مدرسة كوبرتينو بولاية كاليفورنيا، وبدأت العلاقة العاطفية بينهما لتنتهي بعد خمس سنوات بالضبط أي بعدما أصبحت حاملًا منه. عندها، رفض جوبز الاعتراف بأبوته لابنته الكبرى ليزا وتحول ستيف إلى رجل قبيح ما أن أخبرته بنبأ حملها. ورفض جوبز الاعتراف بأبوته لابنته ليزا طوال سنوات، حتى إنه في مرحلة معينة اتهمها بسرقة جيناته. وبعد إجراء اختبار للحمض النووي، أثبتت برينان أن جوبز والد طفلتها ليزا، وأرغمته على دفع نفقة لها تبلغ حوالى 500 دولار شهريًا، وذلك قبل وقت قصير من الارتفاع الذي حققته أسهم أبل وعادت عليه بالملايين.

ثم بدأت رحلة نجاح هذا المصمم العبقري والتي حولته من إنسان إلى شيطان، كما وصفته ليزا في كتابها، حيث جعلت منه رجلاً بخيلاً، فلم يكن سخياً بالمال عليها وكان يرفض إعطاءها سيارته القديمة من طراز «بورش» إن فكر في التخلص منها، رغم أنه كان يقوم بتغيير سيارته فوراً لو أصيبت بخدش بسيط، وقال لها مراراً إنها لن ترث منه أي شيء، لذا اتسمت العلاقة بينهما بجفاء المشاعر التي تراكمت نتيجة العديد من المواقف الصعبة بينهما.

وروت ليزا، المولودة في العام 1978، قصصاً غريبة عن والدها وكيف غرس فيها كثيراً من القيم، ولكن بطريقة بدت مزعجة وفظة لها كطفلة في هذا العمر. فعلى سبيل المثال، تقول ليزا إن أباها كذب عليها عندما أخبرها بأن الحاسوب المكتبي المسمى «ليزا» الذي أصدرته آبل لأول مرة عام 1983 حمل اسمها، لكن الحقيقة أن ليزا ولدت في العام 1978 والجهاز تم إطلاقه بالأسواق بعد ذلك بخمس سنوات، وأن «ليزا» هو اختصار للأحرف الأولى من «Locally Integrated Software Architecture» وليس للاسم أي علاقة بابنته.

أيضاً روت ليزا موقفاً آخر عن قسوة أبيها، وقالت إنه رفض أن يقوم بتثبيت جهاز الحرارة في غرفتها مدعياً أنه يريد أن يدربها على نظام قيم معين. موقف ثالث للأب الفظ روته ليزا عندما قال لها في إحدى المرات: «رائحتك تزكم الأنوف كما لو أنها صادرة عن مرحاض».

وبعد تخرجها، غادرت ليزا الولايات المتحدة للعمل بأحد المصارف في لندن وإيطاليا، ثم انتقلت بعد ذلك للعمل في مجال التصميم، ثم كتبت لبعض المجلات الأدبية، والآن وهي في الأربعين من عمرها، وتحاول دائما تجنب الدعاية، ولم يتم التعرف عليها من عامة الناس بشكل دقيق.

وقد استطاعت ليزا أن تتهرب من كافة المؤرخين الذين أرادوا الكتابة عن والدها، ورفضت الإدلاء بأية معلومات عنه، ثم قررت بنفسها كتابة قصتها في العام 2011 بعد وقت وجيز من وفاة والدها، وكانت تتم مطالبتها بالسرعة في الإنجاز من قبل الناشر، لكنها كانت تخشى أن ينضج الكتاب على حساب إرث والدها وسمعته. وقد يكون من الغريب كتابة مذكرات مزعجة ومليئة بالتفاصيل بهذا الشكل، لكن هذا ما فعلته ابنة جوبز وهي كاتبة في الأساس. وأجرت ليزا جوبز مؤخراً سلسلة من المقابلات الأسبوع الماضي قبل صدور الكتاب الذي سيكون متاحاً في الأسواق الأميركية بتاريخ 4 سبتمبر، حيث تعمل فيه ليزا على استعادة قصتها بنفسها، بعيداً عما تم تصويره عنها وعن طفولتها في أفلام من إنتاج آبل.

وقالت ليزا إنها تشعر بالقلق من ردة الفعل باتجاه تراث رجل مشهور، بدلاً من الاهتمام بقصة امرأة شابة، ما يعرضها للمحو من جديد بسبب ما كتبت في مذكرات خاصة بها.

وعشية النشر فإن ما تريد ليزا أن يعرفه الناس أن والدها رفضها لسنوات، وأنها غفرت له ذلك وتحبه، وتريد لمشاهد الضحك والمحبة والتزلج على الجليد أن تعلو على الألم وحرمانها من الميراث. وإذا كان غفرانها لوالدها أمراً صعباً كما تقول، فهي تريد للآخرين أن يغفروا له.

لكن باول جوبز، شقيقة الملياردير الأشهر عالمياً في وادي السيليكون ستيف جوبز، قالت فى بيان ردا على هذه المذكرات الخاصة بابنته: «ليزا هى جزء من عائلتنا، لذلك كان من المحزن أن نقرأ كتابها، الذى يختلف بشكل كبير عما نتذكره عن تلك الأوقات، ومحاولاتها لإظهار جوبز بصورة تختلف عن الزوج والأب الذى عرفناه، إذ أحبّ ستيف ليزا، وندم على أنه لم يكن الأب الذى كان ينبغى أن يكون عليه خلال طفولتها المبكرة، إذ كان من دواعى سرور جوبز أن تعيش ليزا معنا فى المنزل خلال الأيام الأخيرة من حياته، ونحن جميعا ممتنون للسنوات التى قضيناها معا كأسرة».

Email