إدارة الموارد البشرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

في سياق الحديث عن الإدارة الناجحة، تحدثنا عن العديد من الأمور المهمة، كانت آخرها عن الاستقرار الوظيفي، واليوم نتحدث عن إدارة الموارد البشرية بمفهومها ودورها الحديث الذي يساعد بفاعلية في تقدم وتطور المؤسسات، وقد بزغت فكرة إدارة الموارد البشرية منذ عام 1913، من خلال إنشاء معهد التطوير الشخصي في إنجلترا، كمنظمة لرفاهية العمالة، وكان يطلق عليها سابقاً إدارة شؤون الموظفين، أو إدارة شؤون العاملين، أو إدارة الأفراد، وكانت مهامها تنحصر في تعيين الموظفين والتدريب والتقييم ومكافآت الموظفين وصرف الرواتب، وما إلى ذلك من الأعمال الروتينية.

وحديثاً، أصبح العنصر البشري المؤهل في مجال تخصصه هو عامل رئيس في تحقيق أهداف أية مؤسسة، وكثيراً ما فشلت مؤسسات في تحقيق أهدافها بسبب عدم توافر الكوادر المهنية المؤهلة لإدارة هذه المؤسسات برغم توافر العديد من الإمكانات، مثل رأس المال والإمكانات المادية الأخرى والعكس صحيح، فقد نجحت مؤسسات في تحقيق أهدافها برغم عدم توافر الإمكانات المادية بشكل كافٍ، ولكنها تمتلك كفاءات مهنية مؤهلة لذلك أصبح الاستثمار في العامل البشرى من الأمور الهامة والضرورية.

لذلك ولأسباب أخرى، مثل ندرة الكفاءات المميزة، والعولمة ودمج المؤسسات والتقدم التقني والأبحاث المتقدمة تطورت إدارات الموارد البشرية، وخرجت عن نطاق المهام التقليدية إلى التركيز على التخطيط الاستراتيجي المتعلق برأس المال البشري، استقطاب الكفاءات المميزة، استخدام العنصر البشري بكفاءة في تحقيق الأهداف، تعزيز الانتماء والولاء للمؤسسة، خلق بيئة عمل خلاّقة وجاذبة، تعزيز روح التعاون والعمل بروح الفريق الواحد، تعزيز التواصل بين جميع الموظفين، الاحتفاظ بالكفاءات المميزة، التدريب والتطوير المتقدم، إعداد وتأهيل صف ثانٍ وثالث من الكوادر، وغيره الكثير، إن تحقيق كل ذلك يتم عن طريق وضع وتنفيذ خطط وبرامج وإجراءات مدروسة بدقة.

إن إدارات الموارد البشرية التي تمتلك هذه الرؤية والمنهجية بالتأكيد سوف تسهم في تحقيق أهداف المؤسسات الاستراتيجية، ولكن التي تفتقد لذلك سوف تعرض نفسها خلال أمد بسيط إلى خروج الكوادر المؤهلة منها إلى مؤسسات أخرى تقدر قيمتهم وأهميتهم، ولن تستطيع استبدال هذه الكوادر بأخرى، وستجد نفسها في وقت قصير لا تمتلك غير الموظفين الذين لا يملكون الخبرات والمؤهلات الكافية، وبالتالي ستكون غير قادرة على تحقيق ما خططته من أهداف.

Email