7x7

عندما كتب القلم

ت + ت - الحجم الطبيعي

يوجد عدد كبير من الجمعيات الخيرية التي تقوم بدور استراتيجي وكبير لكنه يحتاج مزيداً من التنظيم عبر هيئة تشريعية مستقلة تقوم بعمل تشريعات معيارية لتنظيم وتسيير الأعمال اليومية بالجمعيات وتنظيم التبرعات لتقوم هذه الجمعيات بإيصالها إلى المحتاجين بمقاييس موحدة من الناحية التشريعية والتنظيمية كمدخلات ومخرجات اقتصادية.

فبغياب مثل هذه الهيئة فإن الجمعيات تعمل بشكل يشبه نظام الجزر الإدارية لكل منها، مجلس إدارة مستقل يقرر ويفصل في نظام عملها، ونجد عدداً من الجمعيات قامت بأخذ قرارات بعيدة عن هدفها الذي أنشئت لأجله مثل الاستثمار بالعقار والأسهم، فأصبح مجال التركيز ليس على المحتاج وحده، لكنه يضم سيولة الجمعية والحفاظ عليها، لكن ليست هذه هي المعضلة لأن سبب وجود الجمعيات في الأساس هو التبرعات والزكاة فهذا هو المورد الذي لا ينضب.

إن وجود هيئة متخصصة في تنظيم عمل الجمعيات سيكون له أكبر مردود على شريحة المحتاجين، فسيمكن وجودها من توسيع نطاق الدعم الاقتصادي من التبرعات وتنظيم عمل مجالس الإدارات وهيكلها التنفيذي، فعلى سبيل المثال إذا كان هناك نظام وآلية عمل يطلب من هذه الجمعيات القيام بدفع التبرعات في مصارفها الاقتصادية من فئة المحتاجين التي تستحقها خلال عام من تحصيلها وتمنعها من استثمار هذه الأموال، وفي حال عدم نجاح الجمعية في دفع التبرعات للمحتاجين، يتم تحويل المبالغ إلى الهيئة لتعيد تدويرها على مستوى الدولة أو استثمار التبرعات لتشكل احتياطياً استراتيجياً لهذه الفئة، التي بدورها ستخف من الضغط المالي على الميزانية الاتحادية والمحلية. وسنجد أن القلم الذي وقف سيسارع في الكتابة وتلبية أصحاب الحاجات وسيعود تركيز الجمعيات الخيرية فقط على شريحة المحتاجين للمساعدات وستكون الهيئة المنظـــمة هي المنوط بها الاستثمار والتفكير في المستقبل بينما تنشغل الجمعيات في الهموم اليومية التي تعيشها فئة المحتاجين.

نعم نحتاج في إدارة هذه الجــــمعيات إلى هــــيئة اتحادية ذات تخــــصص مبــــاشر لتنظيم العمل اليومي للجمعيات وتهتم بعمل الدراسات الميدانية لحل المشاكل من جذورها والتي تساعد بدورها على تحفيز عمليات الاقتصاد المستدام وتقنين شريحة المحتاجين ليخرجوا إلى شريحة السواعد المنتجة، على قاعدة "لا تعطني سمكة ولكن علمني الصيد" وفي مـــــوروثانا الإسلامي قصة الرجل الذي جـــــاء إلى رسول اللــــه ليطلب عوناً فأمره أن يأتي بأي شيء من بيـــــته ليبيـــــعه ويشـــــتري فأساً وحبلاً ثم قال: «والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبله ويحتطب على ظهره خير له من أن يأتي رجلاً فيسأله أعطاه أو منعه» فعلمه كيف يكسب رزقه بنفسه، وهذا الدور الذي يقع على عاتق الهيئة وألا تقتصر على تعليم الناس مزيداً من التكــــسب، فعليها تأهيلهم ببرامج مدروسة تعلمهم طريقة كسب عيشهم وإيجاد آليات لجعلهم أعضاء منتجين في المجتمع، وهذا دور اقتصادي حيوي يحول القطاع من مراكز التكلفة الاقتصادية إلى مراكز الإنتاج.

Email